جعفر باعو يكتب :
*تقول إحد الحكايات أن أسرة نجت من غرق سفينة كان تستقلها إلى إحدى دول أوربا، مات الجميع وتبقت هذه الأسرة الصغيرة التي وجدت جزيرة عاشت بها لفترة ليست بالقصيرة.
*طيلة سنوات بقاء الأسرة في الجزيرة كان التفكير في توفير قوتهم “اليوم باليوم”, ابتكروا الكثير من الأساليب التي ربما تكون من العصور الحجرية حتى يقاوموا الجوع والهلاك.
*زرعوا المحاصيل في جزيرتهم واهتموا بالأغنام من أجل توفير قوت يومهم حتى كتب الله لهم الخروج من جزيرتهم سالمين.
*إن السعي للرزق وقصة تلك الأسرة في جزيرتهم أقرب إلى أصحاب البيوت المحمية في أطراف أمدرمان وغيرها من المدن التى يسعى أهلها للكسب الحلال من خلال زراعتهم المختلفة.
*لا يوجد اختلاف كبير بين أسرة تقاوم من أجل البقاء في جزيرة، وبين أسرة تسعى في طلب الرزق من خلال بيت محمي تكسب منه حلالاً وترفد منه الاقتصاد.
*إن فكرة البيوت المحمية لم تطبق بالصورة المثلى في الخرطوم.
* وفي ولاية الجزيرة هناك مشاريع أشبه بالبيوت المحمية هذه، مع بعض الاختلافات القليلة وتعرف بمشروع السكن المنتج التي أسسها رجل الأعمال الإماراتي الحاج سعيد أحمد لوتاه الذي رحل عن الدنيا في شهور كورونا.
*مشروع السكن المنتج خصصه هذا الرجل – نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته ــ للأسر الفقيرة والتي تمتهن حرفة الزراعة في الجزيرة الخضراء ووجد هذا المشروع العديد من المتاريس والعقبات في بداياته ولكنه الآن يسير في الطريق الصحيح لإخراج الكثير من الأسر من دائرة الفقر.
*من قبل كنت في زيارة لهذا المشروع وأعجبتني فكرته جداً وطلبت مازحاً من مديره العام بأن يمنحني بيتاً في المشروع فكانت إجابته بأن هذه البيوت مخصصة للمزارعين الفقراء من أهل السودان، وقال لي “انت ما بتخلي الخرطوم وتجي هنا”.
*نرجو أن يضع والي الجزيرة د. عبد الله إدريس الكنين هذا المشروع نصب عينيه من اجل النهوض بإنسان هذه الولاية المعطاء.
*ما يميز مشروع لوتاه هو مساعدة الشباب على الإبداع في مجالاتهم المختلفة حتى الدراسات التقنية حيث أسس لها مركز لوتاه التقني الذي يستهدف تدريب الشباب وتوفير فرص عمل ومصنع جيمتكس وشركة التنمية الشعبية للإنتاج الحيواني ومشروع الميناء البري في مساحة 350 ألف متر مربع ومصنع نورتكس للغزل والنسيج وشركة تكنو كوتن للتجارة والصناعة والاستثمار وصوامع غلال ولاية الجزيرة ببركات بسعة 100 ألف طن ومصنع ألبان بركات.
*إن نظرنا لهذا المشروع المنتج من كل جوانبه لوجدناه فرصة ذهبية للنهوض بإنسان الولاية والذي يبدأ بخروج الأسرة من خط الفقر أولاً، ثم محاربة الغلاء الطاحن في أسواق مدني ثانياً بالمنتجات التي تخرج من المشروع، والأهم من كل ذلك استيعاب طاقات الشباب في المجالات المختلفة التي يطرحها المشروع.
*نسأل الله أن يتقبل صالح الأعمال من الراحل الحاج سعيد لوتاه الذي يعطي بإخلاص من أجل نهضة شباب الجزيرة والسودان بصورة عامة عبر مشروعات السكن المنتج التي بدأت تحقق النجاح الكبير في ولاية الجزيرة.