صلاح الدين عووضة يكتب :
ونقول الحق..
ولا شيء غير الحق..
ومن يروم الحق لا يخشى شيئاً سوى مجانبة الحق..
أو لا يخشى أحداً سوى (الحق)…تعالى..
وكذلك من لا يطمع في شيء لا يرهبه شيء ؛ كحالنا في زمان الإنقاذ…وزماننا هذا..
ومن منطلق قول الحق هذا نقول إن الثورة قد اُختطفت..
ومن خطفها بعضٌ قادم من وراء البحار ؛ يعلم كثيراً عن الخارج…وقليلاً عن الداخل..
ونفرٌ آتٍ من غيابة جب مجهول الداخل ؛ لايعلم شيئاً عن أي شيء..
ثم لايهمهم فشل التجربة من نجاحها بالقدر الذي يهم من اكتووا بلهيب الإنقاذ ثلاثين عاماً..
وإذ فشلت – حتى الآن – فلا يبدون مهمومين بهذا الفشل..
بل ويكاد يبلغ عدم همهم – واهتمامهم – هذا حد الفصام عن الواقع ؛ كأهل الإنقاذ تماماً..
وقد كتبنا كثيراً عن الانفصام هذا قبل الثورة..
وقلنا إن من أكبر أخطاء البشير – وزمرته – عدم إحساسهم بالواقع…بالأزمة… بالمواطن..
والآن هؤلاء لا يحسون أيضاً ؛ ولا يشعرون..
وإن كان فشلهم الإداري – والسياسي – لا يقف دليلا على ذلك فثمة دليل ملموس من تلقائهم..
وهو صفقة الفارهات المليارية ؛ ومليارات الصيانة المنزلية..
يريدون أن يتنعموا – كما قادة النظام البائد – والشعب يتألم بأكثر مما كانوا عليه من قبل..
من قبل أن يثور على المترفين أولئك لأسباب من بينها هذه العذابات..
عذابات المعيشة… والأسعار… والعلاج… والكهرباء..
فضلاً عن عذابات الافتقار للحرية – طبعاً – وما يترتب عليها من كبت… وقهر… و ظلم..
هؤلاء متنعمون – إذن – ومبسوطون…و(منفصمون)..
ويظل الذين هم وقود الثورة – أصلاً – يعانون… ويحبطون… ويتألمون… ويتعذبون..
ولكن يبقى البديل من قلب الثورة هذه ؛ وجذوتها..
لا – كما قلنا قبلاً – اجهاضها من تلقاء الذين لا يؤمنون بها… ولا بالحرية… ولا بالديمقراطية..
فيكفينا ضياع أكثر من نصف قرن من عمر استقلالنا..
يكفينا ما سمعنا من مارشات… وبيانات؛ وما عايشنا من دكتاتوريات… واحباطات..
يكفينا – باختصار – الانتقال من فشل…إلى فشل..
وللذين يتحدثون عن انجازات سابقة : لماذا هي هكذا بلادنا إذن؟..
لماذا نتقهقر ويتقدمون؟… ونفشل وينجحون؟… ونجوع ويشبعون؟… ونعاني ويسعدون؟..
ولا نعني بذلك شعوب دول العالم الأول؟..
وإنما الذين ينتمون – مثلنا – إلى العالم الثالث ؛ ممن هم حولنا…وبجوارنا…وفي محيطنا..
وبعضهم كان خلفنا بسنين ضوئية حضارية…حتى زمان قريب..
يا أيها الناس :
فلنعمل على تحرير ثورتنا بكل ما أُوتينا من طاقة ثورية… قبل أن تبددها (طاقة) الإحباط..
من خاطفيها !!.