الأبيض “حي العرب”.. مُعاناة السكن الاضطراري
تقرير: معتصم حسن عبد الله
في جَولة ميدانية داخل حي العرب بمدينة الأبيض بشمال كردفان، وقفت(الصيحة) على المشكلات التي أرّقت مواطني الحي، فضلاً عن المعاناة التي يُواجهها إنسان هذه المنطقة واستمعت الصحيفة باستفاضة للجنة الحي وشبابها ولجان المقاومة والمرأة والأطفال تلاميذ المدرسة، متحدثين عن مطالبهم التي وصفوها بالأساسية والإنسانية.. أهل حي العرب تعدّدوا في المطالب إلا أنهم جميعاً اتفقوا على أن (تخطيط الحي) يمثل الهدف والأمنية التي تُراودهم ويرجع تاريخ بدايات الحي لـ(٢٠) عاماً، فيما ظلت معاناتهم طيلة هذه المدة الطويلة مستمرة لم تجد الاستجابة إلا أخيراً بتعهُّد حكومة الولاية بتوفيق أوضاعهم المتمثلة في تخطيط الحي لإنهاء المُعاناة والاستجابة لأشواقهم ومطالبهم المشروعة…
مطالب وأحاديث
رئيس اللجنة الإدارية للخدمات والتغيير بحي العرب موسى علي، قدم خلفية تاريخية عن الحي، مُبيِّناً أنّ بدايات الإنشاء كانت في العام 2000 قبل عشرين عاماً، وأنهم بحسب حكومة الولاية مستحقون، وفي العام 2013 قال إن الرعاية الاجتماعية حصرت قاطني الحي ونتيجة هذا الحصر كانت (١٨٦١) أسرة، ومن العام ٢٠١٥ إلى ٢٠١٦ أدوا القسم ثلاث مرات في الأراضي لتوفيق أوضاعهم السكنية، وأضاف موسى أن كشوفات الاستحقاق ظهرت في العام ٢٠١٧، والذين لم تظهر أسماؤهم وجّههم القاضي المكلف بملفهم بعمل استئناف لم تظهر نتيجته بعد.
وقال رئيس اللجنة الإدارية، إن الوالي الجديد وجّه بتوفيق أوضاع السكن الاضطراري بجميع الأحياء العشوائية الأربعة (العرب، السيسا، النهصة وبانت) خلال ستة أشهر، وبخصوص حي العرب أكدت الأراضي أن ملفه مكتمل تماماً، لذا وجّه الوالي ببدء العمل فيه فوراً وجميع الأحياء الأخرى، وأبان موسى أن تأخر إجراءات التخطيط أدى إلى زيادة العدد.
وفي منحى آخر ذي صلة بالحي، قال إن المحلية لم تصلهم لكنهم وصلوها وأبلغتهم أنّ الحي غير محصور ضمن أحياء مدينة الأبيض فغابت الخدمات من قِبل محلية شيكان، حتى الزكاة والمنظمات الإنسانية لا ظهور لها، وتقدم رئيس اللجنة الإدارية بحي العرب بالشكر لوالي شمال كردفان لاهتمامه بقضاياهم وتعهُّده بحل مشكلة التخطيط قريباً.
لجان المقاومة
بدايةً، حَيّا محمد المبارك عن لجنة المقاومة، ثورة ديسمبر المجيدة ونضالات الشعب السوداني وما أحدثته من تغيير، وقال إن مواطني حي العرب يعانون من الحرائق وتتعرّض المنطقة لأضرار جراء الأمطار والسيول في فصل الخريف بشكل متكرر ومتجدِّد وفي أشهر محددة، ولا يجد المواطن التعويض والمُساعدات، مُنادياً الجهات الرسمية بتقديم السند للمواطنين في مثل هذه المشكلات التي تُواجههم، وأبان المبارك أنهم في لجان المقاومة بالحي يقومون بدور الرقابة والمُتابعة للخدمات البسيطة التي تُقدّم للحي، مشيراً إلى أن الدقيق الذي يُقدّم لهم في الحي “جوالان” ارتفع لثلاثة جوالات لا تكفي حاجة أهل الحي البالغ عددهم أكثر من عشرة آلاف مواطن، مضيفاً أنهم يحتاجون لدعم العملية التعليمية والصحة وغيرها من الخدمات الضرورية للعيش الكريم، وقال محمد المبارك إن أغلب سكان الحي عمال يوميات وفي فصل الخريف مزارعون، إلا أنها زراعة تعتمد على الآليات البدائية التقليدية، وأشار إلى حوجتهم لتطوير الإنتاج الزراعي.
شكاوى المُواطنين
المُواطن حمد النيل طه موسى قال: أسكن في حي العرب منذ عشرين عاماً ونريد تخطيط الحي وتنقصنا الخدمات.
وقال آدم سلامة إنه يسكن في حي العرب من ٢٠٠٥ والوضع مُؤسف لكنه قال: نأمل أن يجد وعد الوالي لنا بالتخطيط طريقه إلى التنفيذ.
صالح محمد عبد الله حيا شهداء الثورة وقال: لدينا قضايا مهمة، منها التخطيط وحل مشكلة النيران.
مطالب المرأة
المرأة بحي العرب يُعد مطلب التخطيط همّها الأساسي، بجانب توفير الرعاية الصحية ومياه الشرب الصالحة.. (فاطمة جمعة، رندا حسن زإخلاص عمر) وأخريات طالبن بالرعاية الصحية وذكرن أن أقرب مركز صحي ود الياس رغم الكثافة السكانية الكبيرة بحي العرب مما سبب ذلك معاناة لهن ولأطفالهن في البحث عن العلاج، وطالبت المرأة بالحي بمحو الآمية لدى الأمهات الكبار ومدرسة أخرى، لأن المدرسة الموجودة مكتظة ومختلطة، هذا بجانب توفير الخدمات لإنسان الحي.
الجميع بحي العرب في انتظار التزام والي شمال كردفان بفارغ الصبر لبدء عملية التخطيط وتسليم أهل الحي مساكنهم بشكل رسمي وقانوني حتى يتسنى للجميع التمتُّع بخدمات المياه والكهرباء، وتحسين البيئة التعليمية بالمدرسة وإنشاء مركز صحي لتوفير الخدمة العلاجية، ورسالة أخرى لمحلية شيكان بتقديم خدمات الإصحاح البيئي وردم البرك، فضلاً عن مساهمة الزكاة والمنظمات الإنسانية ودعم الأسر الفقيرة بشتى الوسائل لتحسين المعاش لإنسان حي العرب بمدينة الأبيض.