تقرير: إيهاب محمد نصر
تواصلت لليوم الثاني على التوالي احتجاجات قفل الطريق القومي عند منطقة العقبة بمدينة سنكات بولاية البحر الأحمر من قبل مواطنين تضامناً مع المحتجين على تعيين واليي كسلا والقضارف. وقال شهود عيان لـ (الصيحه) إن المُحتجين سمحوا لعربات الركاب بالمرور وعدد من الشاحنات لساعات قليلة ثم عاودوا الإغلاق مرة أخرى، وقد تكدست عربات كثيرة على اتجاهات الشارع من الخرطوم إلى بورتسودان وبالعكس الأمر الذي ادي لتعطل حركة الصادر تماماً في حالة أشبه بعملية الموت بالخنق حسب ما وصف بعض المراقبين وأكد الناظر محمد الأمين ترك ناظر عموم قبائل الهدندوة في تصريحات صحفية إن الاعتصامات في كسلا والبحر الأحمر ستستمر، وهو أمر لا جدال حوله، وقال ترك: سيظل موقفنا راسخاً إلى أن تستجيب الحكومة لمطالبنا المتمثلة في إلغاء مسار الشرق وتعيين والٍ محايد لولاية كسلا، وزاد حسب متابعات (الصيحة) قرار لجنة الأمن والدفاع بتشكيل قوة بصلاحيات عالية لمجابهة ما اعتبرته تفلتات من حدة المعتصمين مؤكدين في ذات الإطار أن مطالبهم عادلة ولابد أن تستجيب لها الحكومة.
خيبة أمل
فيما عبر المجلس الاستشاري الأعلى لشرق السودان في بيان تحصلت (الصيحة) على تفاصيله عن قلقه واستيائه وخيبة أمله بشأن قائمة الولاة المدنيين، الذين أعلن عنهم السيد رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك عن تعيينهم بعد طول انتظار.. خاصة بالولايات الشرقيه، الذين كانوا ينشدون التغيير ويأملون في تذوق ثمرات وطعم شعارات ثوره ديسمبر المجيدة (حرية، سلام، وعدالة) . ولكن، للأسف.. جاءت خطوة تعيين ولاة الولايات الشرقية خاصة ولايتي كسلا والقضارف صادمة وكارثية على الأمن والاستقرار ومهددة للسلم الاجتماعي بشرق السودان حسب ما جاء فى البيان، وناشد المجلس الاستشاري لشرق السودان السيد رئيس مجلس الوزراء بإعادة النظر ومراجعة اختياراته للولاة خاصة بولايتي كسلا والقضارف. بالمقابل رفض موالون لواليي كسلا والقضارف مطالبات إعفائهما وأوضحوا ان الولاة رشحتهم لهذه المواقع قوى الحرية والتغيير في ولاياتهم ولم ترشحهم قبائل، وقالوا إن الذين رفضوا تعيين هولاء الولاة انطلقوا من خلفيات قبلية عنصرية ضيقة إن استجابت الحكومة لهم فإن ذلك سوف يكرس للهيمنة العشائرية التي ستورد البلاد صراعات طويلة الأجل تعطل من مسيرة انطلاق البلاد نحو تحقيق تطلعات الشعب وطالبوا الحكومة بالتعامل بحسم وقوة مع هذه الملفات.
أعراض السياسة
ويرى رئيس تحرير صحيفة الفجر الجديد عوض البارى محمد طه، أن الاحتجاجات التي تشهدها البحر الأحمر وكسلا على خلفية رفض ولاة كسلا والقضارف أعراض جانبية قوية لعلاج الانتقال السياسي الذي يتعاطاه السودان في هذه الفترة، مضيفاً أن الإنقاذ وعلى مدى تاريخها الممتد 30 سنة من الممارسات الخاطئة ظلت تضع اعتبارًا يتجاوز الحد المعقول للديمغرافيا أكثر من الجغرافيا الأمر الذي باعد الشقة بين المكونات التي تشترك في جغرافية محددة، وهي ذات الأسباب التي أدت للصراعات القبلية التي شهدها الشرق وبعض الأقاليم الأخرى عقب ثورة ديسمبر مما زاد حدة الاحتقان والذي تمظهر الآن في رفض بعض الولاة، وحول طريقة التعبير يرى عوض الباري أن التعبير عن الرأي حق كفلته الوثيقة الدستورية، إلا أن اعتراض طريق المسافرين يخرج الأمر عن دائرة السلمية التي رسختها ثورة ديسمبر، وتابع: عدة ولايات شهدت اعتصامات موخراً ولكنها اتسمت بروح الثورة في جانب السلمية والحفاظ على حقوق الآخرين وخصوصاً حرية الحركة، ويصبح الأمر أكثر سوءاً وخطورة إذا علمنا أن هنالك حركة كثيفة على الطريق القومي بسبب اقتراب عيد الأضحى المبارك كما أن الطريق المغلق امتداد لحركة الموانئ السودانية وهو الشريان الذي تمر عبره السلع الأساسية والضرورية دخولاً لبورتسودان أو خروجًا منها.
وأفاد مصدر مطلع لـ (الصيحة) أنه قد تم استدعاء القيادات الأهلية بولايات الشرق إلى الخرطوم وأن هناك نقاشاً حاداً سوف يتم بخصوص هذه الاحتجاجات، كما أفاد ذات المصدر بحسب موجهات مجلس الأمن والدفاع سوف يتم التعامل مع الاحتجاجات خاصة إغلاق الطرق الرئيسية بحسم.