عودة الصُّفوف للصَّرافات الآلية تُثير قلق المواطنين
الخرطوم- جمعة عبد الله
عادت ظاهرة الصفوف أمام الصرافات الآلية، وتكدُّس العشرات امام الصرافات وبعض أفرع البنوك، فيما خلا عدد منها من النقود، واشار مواطنون تحدثوا لـ(الصيحة) إلى عدم قدرتهم على السحب من أرصدتهم عبر الصرافات، وصعوبة الحصول عليها من أفرع البنوك التي تعمل في ظروف واشتراطات كورونا، حيث لا مجال للتزاحم.
ورصدت (الصيحة) أمس، خلو عدد كبير من الصرافات الآلية من النقود مع التزام البنوك بصرف مبالغ للعملاء دون سقف محدد، مما أثار مخاوف بين العملاء باحتمال تجدُّد أزمة السيولة، وصادفت الجولة، عدداً من المواطنين بمواقع مختلفة بالصرافات أكدوا لـ(الصيحة)، صعوبة السحب من حساباتهم عبر الصراف الآلي، رغم توافر المال بكل فروع المصارف واستمرارها في تلبية طلبات السحب من حسابات العملاء.
واستبق بنك السودان المركزي، بوادر الأزمة، ونوّه خلال توجيه للمصارف بمواعيد عُطلة عيد الأضحى المبارك للعاملين بالجهاز المصرفي التي ستكون اعتباراً من يوم الخميس 30 يوليو وحتى الاثنين 3 أغسطس، بالتنويه لمديري البنوك إلى المتابعة مع المعنيين بمصارفهم للتأكد من تزويد ماكينات الصراف الآلي بالنقود الكافية خلال العطلة.
ورغم توجيه المركزي، إلا أن الواقع المعاش على الأرض لا يُنبئ بقدرة المصارف على الوفاء بالتوجيه، خاصة خلال الأيام التي تسبق العيد، حيث لا يزال عدد من الصرافات خارج الخدمة، سواء بسبب عدم تغذيتها بالمال او بمشكلات التيار الكهربائي وخروجها عن الخدمة.
وليس جديداً، أن تبرز أزمة نقص في الكاش بالصرافات، إلا أن الجديد تزايُد مخاوف المُواطنين من فشلهم في الحصول على بعض المصروفات عبر السحب من الصرافات في ظل صعوبة دخول البنوك، خاصة لمن يتم تحويل رواتبهم في الحسابات البنكية.
ومنذ فترة ليست بالقصيرة تُطالب البنوك باستمرار التغذية المالية من البنك المركزي بصُورة مُناسبة بشكل دوري حتى لا تحدث فجوة، عَلاوةً على إعادة ثقة العملاء وجذب أموالهم المُدّخرة خارج المصارف وهي كتلة نقدية كبيرة وجذب الودائع للبنوك.
وتُشير الخبيرة الاقتصادية د. إيناس إبراهيم إلى أن أي نقص في الكاش بالصرافات الآلية المسؤولية تقع على عاتق البنك المركزي وليس المصارف، موضحة ان تزويد البنوك بالمال هو الذي يمكنها من تغذية الصرافات، وقالت إن الأمر مرهون باستمرار البنك المركزي بمد المصارف بالنقد بشكل مستمر دون انقطاع، إضافةً لقدرة القطاع المصرفي على استعادة ثقة العُملاء بما يؤدي لتزايُد طلبات الإيداع دون خوف من الحصول على الأموال عند الحاجة.
وكان مدير عام شركة الخدمات المصرفية، التابعة للبنك المركزي، عمر حسن عمرابي، أشار لخروج أكثر من 50% من الصرافات الآلية عن الخدمة، وقال إن الصرافات الآلية التي تعمل حالياً (750) من جملة 1500 صراف. وأكد عدم وجود أي إشكالات فنية في الصرافات، وعزا خروج تلك الصرافات عن الخدمة لأسباب تتمثل في القطوعات المُتكرِّرة للتيار الكهربائي، وعدم تغذيتها بالأموال بصُورةٍ مُنتظمةٍ وسريعة من قبل المصارف، وطالب عمرابي البنك المركزي بفرض غرامات مالية على المصارف التي لا تلتزم بتغذية الصرافات الآلية، ودعا إلى زيادة سقف السحب اليومي من ألفي جنيه إلى (5) آلاف جنيه.
ويصف الخبير الاقتصادي د. محمد الناير، خروج 50% من الصرافات الآلية عن الخدمة، وتوقُّف (750) صرافاً آلياً من جملة (1500) صراف الخطوة بـ”الكارثة”، وتساءل من يتحمّل مشكلة عدم تغذية الصرافات الآلية بالنقود وما هي الأسباب الرئيسية وراء ذلك، وهل يتكرّر السيناريو المعهود أيام الأعياد بتكدس المواطنين أمام المصارف وتعاود الصفوف من جديد ليمضي الأغلبية يومهم بالبحث عن الصرافات الآلية؟ وطالب الناير، الحكومة بضرورة الشروع في معالجة المشكلة وتذليل العقبات أمام المواطنين وخصوصاً في هذه الأيام وعيد الأضحى المبارك على الأبواب، وأشار إلى أن المرتبات تغذى في وقت متأخر ولا يستطيع المُوظّف الحصول على النقود من البنك أو المصرف، لذا يتوجّه صوب الصراف الآلي، ودعا القائمين على الأمر برفع سقف السحب اليومي من الصرافات بواقع (5000) جنيه حتى يتوافق مع المرتبات وتذليل العقبات أمام المواطنين وعدم إهدار الزمن في البحث عن الصرافات الآلية التي تتواجد فيها النقود، ويرى أنه من الواضح عدم وجود أسباب فنية وإنما الأمر يتعلق بعدم تغذية الصرافات الآلية، وكذلك القطوعات المتكررة للتيار الكهربائي.