الجلابية.. الزي الرسمي السوداني للأعياد
استطلاع: سوزان خير السيد
الجلابية السودانية هي بالطبع زي رجالي صرف، إلاّ أنها ليست على شاكلة واحدة ونمط لا يتغير وإنّما هي أشكال عدّة، وتقف خلف هذا التعدد عوامل كثيرة منها عوامل تاريخية ودينية ومهنية وجمالية. اعتاد السودانيون على ارتداء الجلابية السودانية في الأعياد، وقد يقوم الرجل السوداني بانتقاء أحدث أنواع الأقمشة والذهاب بها إلى أمهر الخياطين المشهورين بخياطة الجلاليب، حيث تكتمل الفرحة بارتداء جلابية جديدة في العيد كجزء من التقاليد السودانية. الجلابية السودانية متعددة الأنواع بفعل عوامل كثيرة، وكذلك فإن ملحقاتها التي تعتبر لازمة وضرورية لها تتعدد هي أيضاً بفعل نفس العوامل، فترى من هذه الملحقات (الصديري) بالنسبة لسكان الشرق الجبليين، و(الملفحة والشال) بالنسبة لسكان المدن، أما العمامة (العِمة) والطاقية و(المركوب) فهي مما لا يصح ارتداء الجلابية بدونها وإلاّ فقدت رمزيتها القومية .
يقول التاجر الحاج آدم إن الجلابية عبارة عن قطعة قماش مزخرفة تفصل على مقاس وحجم الجسم وتكون واسعة معظم الأوقات ولها أشكال وألوان عديدة وتختلف من بلد لآخر، وتسمى أيضاً الدشداشة والكندورة في عدد من البلاد العربية. وتعتبر زيا قومياً في السودان خاصة في مواسم الأعياد، وصعيد مصر والريف المصري، وهي تختلف عن الثوب العربي . وأضاف قائلاً إن الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد نميري كان غالباً ما يرتدي الزي القومي، وهناك الكثير من الرجال يفضلون الجلابية سواء في المناسبات العامة أو في الأعياد إذ أنها تعد زياً قومياً يتميز به الرجل السوداني .
ويري خالد ضرار ـ تاجرـ أن الجلابية تعد الزي القومي السوداني، وهي ليست الزي الوحيد بالسودان المترامي الأطراف والزاخر بالتنوع الإرثي والثقافي والمناخي، لأنها صارت بمرور الزمن الزيّ الأساسي في مناسبات الإعياد إذ أن هناك رجالاً يفضلون ارتداء الجلابية بالإضافة الى بعض الشباب يفضلون على الله بألوانها المختلفة مثل البني والأسود الكلحي والكاروهات والمخططة وهي الألوان التي تتماشى مع الموضة.
وأشار خالد أن البضائع المتواجدة الآن في السوق تم شراؤها قبل رمضان نسبة لظروف جائحة الكرورنا، ولكن المورد يبيع للتجار بسعر اليوم ويتراوح سعر الجلابية ما بين 2- 3 آلاف وسعر على الله ما بين 1700 – 4 آلاف ذلك على حسب نوع القماش، أما الأطفالي تتراوح أسعارها مابين 1200- 2 الف، وهناك إقبال على كسوة الأطفال .
من جانبه قال صديق عبد القادر ــ تاجر بالسوق الشعبي الخرطوم ـ هناك ارتفاع كبير في سعر الجلابية وتلك الزيادة تأتي من الموردين لأنها مرتبطة بالدولار إذ أنهم يقومون في السوق بمتابعة حركة الدولار، وعندما يعلمون بارتفاع العملة يقومون وقتها بزيادة البضاعة التي تكون داخل المخازن مما يجبر التجار في الأسواق إلى رفع أسعار الجلابية التي يتراوح سعرها ما بين 3500 الى 5 آلاف على حسب القماش، الجلابية أسعارها ما بين 2 – 3 آلاف وتبلغ أسعار على الله بالنسبة للأطفال ما بين 1700 الى 2 ألف وتباع على حسب المتر، وإذا لدى الأب أكثر من خمسة أطفال يقوم الأب بشراء على الله لطفل واحد نسبة للظروف الاقتصادية، ولكن في الماضي كان الأب يأتى الي السوق ويقوم بالشراء لجميع أبنائه، مشيرًا الى أن الإقبال على الشراء من قبل المواطنين يكون للأطفال أكثر من الرجال نسبة للوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد، وأن الزبائن في السوق على حسب الوضع المادي ومناسبات الأعياد.
مضيفاً أن هناك ضرراً كبيراً وقع على التجار مع أزمة جائحة الكرورنا التي أغلقت الأسواق بأمر السلطات للمحافظة على سلامة المواطنين رغم إعادة فتح الأسواق مرة أخرى إلا أنه لا يوجد إقبال للشراء.