عضو الحرية والتغيير التيجاني مصطفى في حوار الساعة
أخشى الندم على الحكّام العسكريين
ترشيحات الولاة تمّت بمحاصصات وعبر أشخاص مقربين من أصحاب القرار
قرار كتلة الإجماع الوطني بيد أفراد
غير راضين عن ما يدور في الساحة السياسية وهذا موقفنا الحزبي
لم نتعامل بالربح والخسارة في سد النهضة
قدمنا تضحيات مشهودة والشعب يعرف من هم أصحاب الهبوط الناعم
عقب الترشيحات التي تقدمت بها قوى الحرية والتغيير لمناصب ولاة الولايات والتي أثارت ردود فعل واسعة ما بين رفضها والقبول بها، حرصت “الصيحة” على الجلوس إلى رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي منظمة السودان التجاني مصطفى بصفته الحزبية وبصفته عضواً في كتلة الإجماع الوطني وعضوًا في قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية.
ولقد فاجأنا التيجاني مصطفى بأن الترشيحات تمت بعيدًا عن كتلة الإجماع الوطني ولم تنل موافقتها. كما تحدث عن رأيه في ما يدور في الساحة السياسية الآن كما تطرق إلى قضية سد النهضة وغيرها من القضايا الأخرى .
حوار / محيي الدين شجر
*أستاذ التيجاني ما هو تقييمك لترشيحات الولاة الأخيرة؟
جزء كبير منها لم يجد الرضا من قبل مواطني الولايات، ولهذا ظللنا نقول في اجتماعتنا في الإجماع الوطني بضرورة الابتعاد عن المحاصصات والترضيات، ودعني أقول لك كيف يقوم حزب بترشيح والٍ في ولاية لا يملك فيها قواعد، كيف يقدم حزب المؤتمر السوداني امرأة انضمت له حديثاً، ومعروف انتماؤها وأسرتها للمؤتمر الوطني، ولا علاقة لها بالثورة، كيف ذلك.. واضح جداً أن الترشيحات تمت بمحاصصات واضحة وجزء كبير منها ليس في مستوى المسؤولية.
*ألم تكونوا مشاركين ككتلة للإجماع الوطني في تلك الترشيحات؟
لا، الترشيحات تمت من قبل مجموعة تسلقت ووصلت للمجلس المركزي للحرية والتغيير و(كنكشت) فيه، وأصبحت تعمل لصالح أحزابها لا لأجل مجموعة الإجماع الوطني.. والترشيحات التي تمت لم تنل موافقة كتلة الإجماع الوطني وتمثل مجموعة تسلقت وقريبة من حمدوك وتملي عليه اختياراتها الشخصية ونحن ككتلة إجماع وطني ليس لنا قرار والقرار الآن بيد أفراد.
*ما هو موقفكم كحزب البعث من كل مايدور؟
نحن في حزب البعث ومنذ وقت مبكر رفضنا الطريقة التي تتعامل بها تلك المجموعة التي تمثل الإجماع الوطني، وكان رأينا الحزبي أن لا ننسحب من كتلة الإجماع الوطني أو من قوى الحرية والتغيير، بل نحاول العمل من الداخل لتصحيح كل ما هو معوج، وهنالك رؤساء أحزاب في كتلة الإجماع الوطني لهم نفس رأينا، ولقد ناقشنا المسألة داخل حزبنا وقلنا لا مصلحة في إحداث شرخ في مؤسسات الثورة وعبر المؤسسات نصلح الخلل لا الخروج من الإجماع الوطني أو الحرية والتغيير نستمر ونصارع، ولنا شهور نعمل في هذا الاتجاه.
*كيف تم اختيار ممثليكم إذن؟
الممثلون لقوى الإجماع الوطني تم اختيارهم من وراء ظهرنا ويعملون الآن لمصلحة أحزابهم الشخصية كما ذكرت لك .
*ولكن كيف يتم اعتماد ترشيحات لا تجد التأييد في الولايات كما نشاهد الآن؟
واضح جداً أن متخذي القرار معلوماتهم ضعيفة عن المكونات المجتمعية بالولايات، ولا يعرفون طبيعة الولايات تنقصهم الخبرة والدراية، وهذا ما نراه الآن من تظاهرات في عدة ولايات.
*هل هنالك أحزاب تتهافت على السلطة؟
نعم وهي أحزاب تتعامل بعدم مسؤولية، وفي هذه المرحلة كنا نحتاج إلى أحزاب قوية تنحاز إلى مصلحة الوطن قبل مصالحها الشخصية، وفي تقديري أن أي حزب يقدم شخصاً غير مؤهل سيكون مرشحه خصمًا عليه.
*أنتم كحزب هل لكم أي مشاركة على مستوى المركز أو الولايات؟
ليست لنا أي مشاركة على مستوى المركز في أي موقع أو على مستوى الولايات، رغم تقديمنا لترشيحات لعدة مناصب بما فيها المواقع الوسيطة والتي أرى أن فيها تغولاً على حقوق موظفين أكفاء لا يتبعون للمؤتمر الوطني، ومع ذلك تتم إقالتهم والإتيان بآخرين لا خبرة ولا دراية لهم بالمنصب مما أدى إلى حدوث إشكاليات وتعقيدات صاحبت عمل تلك المؤسسات، وهنالك من ناضل في كثير من المؤسسات واعتصم وله مواقف ضد النظام المخلوع ويستحق أن يترقى لا أن يتم تشريده لأجل محاصصات.
*هل أحزاب البعث الأخرى نالت حظها في مناصب حكام الولايات.
نعم، هنالك مرشحون من أحزاب البعث الأخرى ولكني لا أعرف عددهم.
*هل قدمتم مرشحين للمجلس التشريعي؟
نعم، قدمنا مرشحين للمجلس التشريعي، لكن بالواقع الآن لن نكون سعيدين بالمشاركة فيه، وهذا الوضع لن يقدم البلد إلى الأمام.
*كيف تنظر إلى حديث السيد الصادق المهدي بسحب مرشحي الأمة من الترشيحات فهل يعني هذا أن الترشيح تم بعيداً عنه؟
لا أعتقد أن الترشيح تم بعيداً عنه، ومن غير المعقول أن تكون هنالك ترشيحات وهو لا يعلم بها..
*لكنه طالب بسحبهم؟
أحترم موقف الصادق المهدي كقيادي تاريخي، ولكن هذا يعني أن هنالك قنوات أخرى للترشيح، ولكني أرى بأن يكون الترشيح من داخل مؤسسات الحزب، وأن تكون الأحزاب متساوية في الترشيح والكفاءة تكون هي معيار الاختيار ولا يوجد حزب تميز في العطاء الوطني دون الآخرين، كلهم قدموا تضحيات ونحن قدمنا تضحيات مشهودة خلال الثلاثين عاماً الماضية ومنتسبونا لهم مواقف وتضحيات.
وهنالك من كان قريباً للهبوط الناعم مع النظام المخلوع ومواقفهم أيضاً مشهودة ومعلومة، فكيف تدعي بأنك ثوري أو تستحق أكثر من الآخرين .
هذا الواقع بلا شك سيزيد من ضعف ثورتنا والتي تعاني من الضعف، ويجب أن لا تفرض حزبك على الآخرين، وأخشى من الندم على الحكام العسكريين.
*ماهو رأيك في تعيين حكام مدنيين؟
تعيين الولاة المدنيين أمر مهم وضروري لأن الولايات الآن تشتكي أنها مهملة، وأن حكام المؤتمر الوطني لا يزالوا حاكمين فيها، ولابد أن يصلها التغيير ليشعر مواطنوها أن هنالك تغييراً حقيقياً، ولابد أن تصل الثورة للولايات لأن ما يحدث فيها يشير إلى أن المؤتمر الوطني لا يزال حاكما ولا تزال ممارسات القهر والإرهاب فيها مستمرة، وهذا الوضع يحتم اختيار شخص قوي لأن الشخص الضعيف لا يستطيع أن يحدث أي تغيير.
لابد من تقديم أشخاص أقوياء حتى لا نساهم في وأد الثورة
وأرى أنه لم يتم التعامل بموضوعية في مسألة حكام الولايات المدنيين.
*تسير الحكومة الانتقالية في نفس طريق النظام المخلوع، ولماذا 18 ولاية.. لقد تمت جراحات حقيقية في مسألة القوانين، وكنا نتوقع جراحات أيضًا بالعودة لنظام الأقاليم؟
لقد طالبنا بذلك، ولكن الواضح أنه لم تتم أي دراسات لهذا الأمر، والأفضل أن يعودوا إلى نظام الأقاليم لتقليل الإنفاق الحكومي ولتوفير أموال يستفاد منها في تنمية تلك الولايات..
*أيضاً تمت طباعة للعملة على خلاف رأيهم السابق؟
هم يسيرون بنفس سياسة النظام المخلوع، ولا يوجد منهج اقتصادي مدروس، وفي ظل ظروف السودان الحالية يفترض أن تكون قبضة الدولة على الاقتصاد قوية عبر سياسة وطنية واهتمام بزيادة الإنتاج المحلي.. فكيف يفشل موسم زراعي كان من الممكن أن يكون هنالك اهتمام بالموسم الزراعي، وإن كان على حساب المرتبات، وأن تشجع الدولة الصناعة الوطنية وتذلل عقباتها وتحل مشكلاتها.
*كيف تنظرون كحزب لقضية سد النهضة؟
التعامل منذ البداية مع ملف سد النهضة لم يكن تعاملاً جيدًا لم نتعامل بالربح والخسارة، ولم نتكلم كدولة عن من يتحمل الأضرار التي ستقع علينا، نحن لنا حق دولي كدولة مصب بموجب القوانين الدولية بأن نتابع عن قرب كل جوانبه الفنية، لكننا لم نهتم بمتابعة الجوانب الفنية ومسألة تأمين السد ويقع في منطقة معروفة بالزلازل لنحو 74 مليار متر مياه كان يفترض أن نتابع بناءه لحظة بلحظة، وأن يكون لنا مهندسون مشاركين في عمليات البناء ثم ننظر في أمر التعويضات التي ينالها السودان ما هي هل هي كهرباء، وإذا كانت كذلك هل أبرمنا عقودا حقيقية مع الجانب الأثيوبي أم هو كلام والسلام، لابد أن نثبت حقنا لأن الكهرباء هي حق لا صدقة من الأثيوبيين مقابل التضحيات التي نقدمها والثمن يفترض أن يكون مدفوعاً سلفاً.