(شبح كورونا) يغزو ملاعب السودان ويهدد الموسم
الهلال يوقف التدريبات.. الخرطوم يلغي ودية توتي وخلط في النتائج
احترازات صحية (شكلية) لاتحاد الكرة.. ومشاكل مالية ولوجستية تواجه تطبيق (البروتوكول)
الصيحة/ ناصر بابكر
استيقظ الجمهور الرياضي فجر أمس الأحد على وقع خبر ظهور إصابات بفيروس كورونا وسط لاعبي نادي الهلال العاصمي الذي ينشط بالدوري الممتاز ونادي توتي الذي يلعب في الدوري الوسيط، وقبل أن يفيق الجمهور الرياضي من المفاجأة ظهرت أنباء إصابة أربعة من منسوبي المريخ بالفيروس وهو ما أثار الكثير من الجدل والتساؤلات حول مصير الموسم الكروي سيما وأن إعلان النتائج صاحبه ارتباك واضح، حيث تم إخطار أندية الهلال وتوتي أولاً بسلبية النتائج قبل أن يتم في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول بتصحيح تلك النتائج وإخطار مسئولي الأندية بوجود حالات كورونا بين لاعبيها.
خلط وأخطاء
يعد نادي توتي العاصمي أحد أندية المرحلة المشتركة ممن بلغوا المرحلة الأخيرة المؤهلة للدوري الممتاز أول الأندية السودانية عودة للتدريبات بعد توقف طويل بسبب جائحة كورونا ومن ثم تبعه المريخ في اليوم التالي، حيث دشنت تلك الأندية ومن ثم تبعتها أخرى إعدادها قبل إخضاع منسوبيها لفحص كورونا في وقت استهلك فيه اتحاد الكرة ولجنة المسابقات إلى جانب اللجنة المالية وقتًا طويلاً لإكمال ترتيبات إخضاع منسوبي أندية الممتاز والمرحلة المشتركة للفحص وهو ما دعا العديد من الأندية لبدء إعدادها قبل الفحص.. وبعد أن بدأت عمليات الفحص للأندية تباعاً عبر وزارة الصحة الولائية بمباني أكاديمية تقانة كرة القدم، تم إعلان سلبية نتائج نادي توتي والهلال ليبدأ الأخير تحضيراته بشكل رسمي بمران بملعبه عصر أمس الأول بمشاركة أغلب لاعبيه باستثناء الدوليين المتواجدين بمعسكر المنتخب، في وقت واصل فيه توتي إعداده وأعلن عن تجربة كان يفترض أن يخوضها صباح أمس أمام الخرطوم الوطني.. غير أن مسئولي النادين فوجئوا باتصال مساء السبت يخطرهم بوجود حالات إيجابية وهو ما أثار التساؤلات حول وجود أخطاء في النتيجة التي أعلنت أولاً.. كما أن إعلان النتائج شهد خلطاً واضحاً بين لاعبي الفريقين، حيث ظهرت قائمة تحت اسم نادي الهلال لخمس عينات إيجابية اتضح بعد مراجعة الأسماء أن ثلاثة منهم لاعبون لتوتي إلى جانب لاعبين من لاعبي الهلال المنضوين تحت لواء فريق الشباب بالنادي.
توقف إجباري
وعلى ضوء تلك المستجدات، تم إلغاء التجربة الودية التي كانت مقرراً لها صباح أمس بين الخرطوم الوطني وتوتي إلى جانب إعلان نادي الهلال عن إيقاف تدريباته مؤقتاً.. حيث سيخضع منسوبو الناديين إلى حجر مؤقت لمدة أربعة أيام على أن تتم إعادة الفحص لمنسوبيهم بعدها سيما في ظل مخالطتهم لبقية زملائهم.
بروتوكول الفيفا
أشار البروتوكل الذي وضعه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاستئناف النشاط بمختلف الاتحادات الوطنية لضرورة إجراء فحص أول للأندية قبل 72 ساعة من استئناف التدريبات ثم إعادة الفحص بعد ثلاثة أيام وقبل انطلاقة أول تدريب، وذلك للتأكد من خلو كشف أي فريق من إصابات وهو ما لم يتم، حيث أخضعت الأندية لفحص واحد رغم تأكيدات اللجنة الطبية التابعة للاتحاد الدولي أن الفحص الواحد لا يفضي إلى نتائج حقيقية.
إجراءات شكلية
واحدة من المفارقات التي صاحبت خضوع الأندية السودانية لفحص كورونا بإشراف اتحاد الكرة أن الفحوصات تمت بمباني الاتحاد بأكاديمية تقانة كرة القدم وليس بمقر إقامة الفرق، كما أن الأندية بالأساس لا تتواجد بمعسكرات مغلقة وغرف منفصلة لكل فرد، ما يعني أن نتائج الفحص حتى لو كانت سلبية فذلك لا يمنع اكتساب منسوب أي ناد للفايروس بعد الفحص مباشرة عبر المخالطة المجتمعية وهو ما يشير لأن الإجراءات التي اتبعت إجراءات شكلية لا علاقة لها بالاحترازات والاشتراطات الصحية وإنما مجرد إجراء شكلي لا يمكن أن يمثل مؤشراً لسلامة عناصر اللعبة.
مالية ولوجستية
قبل إعلان استئناف النشاط واستكمال الموسم دار جدل كبير حول الوضع الصحي وإمكانية تطبيق البروتوكول، غير أن كل المؤشرات كانت تمضي باتجاه صعوبة تطبيق ذاك البروتوكول بالسودان في ظل الصعوبات المالية واللوجستية التي تواجه الدولة نفسها غير الجوانب المتعلقة باتحاد الكرة ووضعية الأندية وقدراتها.. حيث تواجه الأندية مشاكل مالية تحول دون قدرتها على إبقاء فرقها بمعسكرات مغلقة وتخصيص غرفة منفصلة لكل لاعب ومدرب وإداري إلى جانب الالتزام بالتباعد الاجتماعي في الوجبات والفترة الأولى من التدريبات وغيرها من الجوانب التي يتعذر تنفيذها في السودان.
كف عفريت
تلك الوضعية، وظهور نتائج الأندية تباعاً وظهور حالات إيجابية بينها ومخالطة تلك الحالات لبقية عناصر الفرق، خلق صورة ضبابية للحد البعيد، وأعاد للواجهة من جديد قضية عودة النشاط في ظل استمرار الجائحة سيما وأن لجنة المسابقات قدمت تصوراً لاستكمال الموسم بنظام التجميع في الخرطوم (أكبر بؤرة لانتشار الوباء) في ظل قدرات مالية ولوجستية متواضعة للغاية تحول دون تطبيق ولو الحد الأدنى من البروتوكول.. وعادت الأندية من جديد بعد ظهور تلك النتائج للمطالبة بإلغاء الموسم وهو ما يضع اتحاد الكرة تحت ضغط كبير.