كتب: صديق البصيلي
لم يتك على جنبات الكسل والإستكانة ويتناسى هوايته التي ظلت تلازمة منذ الصغر، فقد كان على موعد مع حياة فنية، يسودها الود وقمة الجمال بل غاص في لج بحر الإبداع، وقصته مع اللوحة الفنية وإلهامه مع الريشة وأشياء يقوم بصناعتها وإنتقائها كي تكون إضافة له، تراكمت جميعها في شخصيته كي تولد ذلك الحلم الذي يراوغه ويرى فيه نفسه سعى وكدح واجتهد لصقل موهبته الكامنة بدواخله لإخراجها في وجه مشرق تعكس إبداعاته وفنونه الجمالية التي اكسبته شهرة واسعة النطاق وصلت إلى العالمية.
هو علم الدين محمد أبوالقاسم الشهير بـ(علم الدين الرسام) فنان تشكيلي وخطاط من الطراز الأول صاحب ريشة سحرية يعشق الرسم والتصميم الداخلي والخط العربي إلى حد الجنون منذ نعومة أظافره حيث يجري الفن التشكيلي في دمه وشغفه الزائد للرسم مما جعله يجيده بإتقان لينافس به الآخرين حتى صار يلقب بـ«الرسام» تلك التجربة نشأت معه ونمت في ذاكرته منذ سن الطفولة، حيث كان مرتباً هادئاً نظيف الدواخل مرهف الأحاسيس.
علم الدين الرسام يهوى الابتكار والتجديد والتغيير دوماً، متفوق على زملائه في هذا المجال؛ يجتمع الأطفال حوله لكي يرسم لهم لوحات فنية ويصنع لهم عربات (السلوك) المعروفة لدى الأطفال في عالم اللهو واللعب.
أنجبته مدينة أبوزبد بولاية غرب كردفان ودرس المرحلة الإبتدائية في مدرسة أبوبكر الصديق(أحمد جابر سابقاً) بمدينة أبوزبد الربع الاول غرب – حي العرب – حيث رأى النور في مدينة أم درمان ودرس الثانوي هناك وبعدها تجول مع كنف أسرته الصغيرة بين أم درمان وضاحية جبل الأولياء بالخرطوم..ترعرع في بيئة فنية بين فن النقش والزخارف والمزركشات حتى شبعت عيونه وشربت من الكثير من عيون الفنون، وترحاله بين مدينة الفولة وأبوزبد ونيالا والسنوط وأمدرمان ذلك الأمر الذي دفع به لخلق علاقات واسعة مع رواد هذا المجال وأخذ بيدهم معارف جمة.
لم يتوقف علم الدين عن رحلة الابداع ويتركها حتى تندثر وتتلاشى مع قساوة الزمن العنيد رغم إهمال الجهات المختصة وعدم الإهتمام بتطوير مشاريع المبدعين وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الذاتية في مجال الثقافة والفنون إلا أن علم الدين عبر خطوة في الإتجاه الصحيح من خلال ما ظهر جلياً في مشواره الأخضر بعد أن كان مهتماً باحثاً عن تطوير نفسه بدأ يحلق في فضاء الفنون الجميلة والتشكيلية ليوصل رسالته إلى العالم عبر مشاركاته في المعارض المختلفة و منصات السوشيال ميديا(فيس بوك، تويتر، انستجرام، واتساب..) هي الأخرى أثمرت تجربته ووجد بها تحفيزا معنوياً وتشجيعاً منقطع النظير من مئات الأصدقاء المتابعين لحساباته المختلفة على مواقع التواصل الإجتماعي أصدقاء داخل وخارج الوطن فضلاً عن أطروحاته لعرض اللوحات الجاذبة للمتابعة وأعماله الخاصة التي يقدمها بإمتياز، التي علق عليها كبار أساتذة الفن التشكيلي ووصفوها بالناجحة.. وكذلك إعتماده على نفسه علمه مزيداً من الإبتكار والاختراع مما أدى إلى إضافة المثير في مخزونه الإبداعي وجمال الملكية الفكرية.. أدهش و أذهل كل من رأى خربشات وشخبتات أناقة ريشته الساحرة التي كأنها تنسخ بالكربون والطباعة من وحي الخيال وألوان الزخرفة الحديثة.
تفنن علم الدين وتجدع في أقسام الفن التشكيلي والخط العربي المختلفة (رسم نجوم الشخصيات – الكاركتير -التماثيل – الطبيعة – الكتابة على اللافتات والجدران – لوحات فنية آخرى…). تلك الحروف تتوارى عجزا وتضيق المساحة عن وصفه الكامل إلا أنه جدير بذلك هكذا لم تعتر له حواجز الطريق إلى الوصول لتحقيق هدفه المنشود وهو شخص عصامي جازف وكدح إلى أن حط قدمه في عتبة كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في العام ثمانية عشر وألفين والآن طالب طموح متفائلا بتغيير نمط حياته المهنية من الهواية إلي درجة الإحترافية حتى يصبح بروفيشنال في هذا المجال.