قطوعات المياه.. العرض مستمر
الخرطوم: سارة إبراهيم
الراهن الاقتصادي الذي تمر به البلاد ألقى بظلاله على جميع القطاعات وأصبح الوضع في غاية الخطورة ومعضلة حقيقية وعقبة ثابتة لم تفلح الجهود في معالجتها طوال الفترة الماضية، والمشكلة أنها تتفاقم يوماً بعد يوم وقطاع المياه ليس بمعزل عما يدور، وأمس الأول أعلنت هيئة مياه ولاية الخرطوم، عن خروج عدد من محطاتها النيلية عن الخدمة جراء انحسار مفاجئ للنيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل. وقال المدير العام للهيئة المهندس أنور السادات الحاج محمد، في تصريحات صحفية، إن محطات الصالحة (أ) و(ب) وبيت المال وشمال بحري وأم كتي والشجرة خرجت عن الخدمة جراء الانحسار المفاجئ للنيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل. وكشف عن إنزال منصات مضخات المياه الخام لأدنى مستوى لها في محطات مياه سوبا وبحري القديمة والمقرن والمنارة وأوضح أن ما نجم عن الانحسار أدى لخفض كميات المياه النقية المنتجة من المحطات المذكورة.
وأكد السادات أن الهيئة أبلغت إدارة الخزانات بخروج محطاتها عن الخدمة للانحسار المفاجئ للنيل، منوهاً إلى أن إدارة الخزانات أبلغت الهيئة عن فتح عدد من بوابات خزان الروصيرص، وأن المياه ستنساب نحو الولايات في المسار النيلي في غضون (48) ساعة. وتوقع حدوث شح في إمداد المياه في عدد من الأحياء بالولاية ونقصها الحاد في مناطق أخرى بعيدة.
شكاوى عديدة أطلقها المواطنون عبر (الصيحة) من عدد من أحياء العاصمة القومية للقطوعات المتكررة للإمداد المائي في مناطقهم وشكت المواطنة (إ. م) من قاطني منطقة بيت المال بأم درمان عن معاناتهم من عدم توفر المياه لمدة طويلة قبل خروج المحطات التي أعلنتها هيئة مياه ولاية الخرطوم وقالت للصحيفة إن هناك عشرات المسواير المكسورة في أم درمان، لافتة الى الوضع الاقتصادي الكلي الذي أصبح المواطن فيه وهو الذي يدفع الثمن.
أما المواطنة (ع . م) من منطقة الأزهري أكدت معاناة مواطن المنطقة جراء انعدام المياه، وقالت بالرغم من أن المياه المتوفرة في منطقتهم لا تستخدم للشرب للملوحة الزائدة وافتقارها للتنقية المطلوبة حيث تتسبب في العديد من الأمراض الأمر الذي أدى إلى احتجاجات للمطالبة بمعالجة الأزمة، وأوضحت المواطنة مدينة عبد الرحيم من منطقة (مايو) مربع 23 أن انقطاع المياه بات أمراً يتكرر طوال العام، حيث تفتقر المنطقة لتوفر الخدمة على الرغم من أننا نقوم بدفع الفواتير كل شهر مع انعدام المياه. وأوضحت خلال حديثها لـ(الصيحفة): نضطر إلى شراء المياه عبر (الكارو) والتي شهدت زيادة كبيرة حيث بلغ سعر الجوز (150) جنيهاً، لافتة أن الأمر بات فوق طاقة المواطن المسكين خاصة ذوي الدخل المحدود، وشكت من أن المنطقة تعاني من انقطاع متكرر، وطالبت الجهات المختصة بضرورة النظر ومعالجة المشكلة. فيما أكد مصعب مضوي من سكان حي الصالحة الانقطاع المتكرر للإمداد المائي في المنطقة، وقال لـ (الصيحة) منذ الأسبوع الماضي المياه غير صالحة للشرب حيث تأتي محملة بالطمي والطين، وغير معالجة الأمر الذي يجعل مواطن المنطقة يلجأ الى شراء المياه عبر الكارو اتي يتراوح سعرها ما بين 200 إلى 300 جنيه، وشكا من استغلال أصحاب (الكوارو) للمواطنين برفع أسعار المياه، لافتاً الى أن محطة الصالحة تتغذى من نهر النيل مباشرة وليست لها علاقة بملء سد النهضة.
فيما نفى الخبير في مجال المياه د. أحمد المفتي لـ( الصيحة) علاقة انحسار النيل الأبيض بما يجري بملء سد النهضة الأثيوبي.