العالقون ومليونية 30 يونيو.. الخوف من زيادة الجائحة
.
متخصصة في الجائحة: السماح للموكب رسمياً بالانطلاق جس نبض وعدم دقة في المعلومات
شيكان تنفي رفضها إدخال العائدين من مصر تحت مظلة تأمينها..
إحصائيات: انخفاض واضح في حالات الإصابة بكورونا قبل المواكب ودخول العائدين
مدير العزل القومي: يمكن أن تشكل زيادة في أعداد المصابين بكورونا خلال 10 أيام
اجتماعي: وجود وزير الصحة وسط الثوار يحمل دلالات واضحة
طبيب ورئيس منصة ثورة الصحة السودانية : أتوقع زيادة الحالات بصورة مخيفة في الأيام القادمة
خبير في الحقل الصحي: ستؤدي إلى انتشار الوباء
تحقيق / محيي الدين شجر
في سبيل توصيل رسالتهم واضحة جلية لا لبس فيها تحدى ثوار السودان جائحة كورونا والاشتراطات التي وضعتها اللجنة العليا للطوارئ الصحية كالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والابتعاد عن الزحام وخرجوا بالملايين في موكب ذكرى 30 يونيو يتذكرون خرجوهم وقتها بأكثر من ثلاثة ملايين ثائر منددين بمجزرة القيادة وبضرورة القصاص من قتلة الشهداء والتنكيل بهم.. تلك التظاهرة التي أعادت تجمع الحرية والتغيير إلى الواجهة من جديد بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط..
ففي موكب الثلاثين من يونيو والذي أقيم لأجل تصحيح مسار الحكومة الانتقالية أيضاً خرجوا جماعات وفرادى غير عابئين بجائحة كورونا رغم التحذيرات بنقلهم للمرض..
كما تخوف البعض من زيادة عدد المصابين بكورونا بسبب دخول العالقين إلى السودان خلال الأيام القليلة الماضية والذين يقدر عددهم بنحو عشرة آلاف سوداني..
فهل سيتسبب دخولهم في زيادة أعداد المصابين بها رغم الانخفاض الواضح في عدد الإصابات الايام الفائتة..؟
تقارير ما قبل المليونية
رصدت (الصيحة) وفق ما جاء في التقارير الوبائية لوزارة الصحة الاتحادية عن الأيام الخمسة التي سبقت مليونية 30 يونيو.. (الخميس 25 يونيو حتى الإثنين 29 يونيو)عن تسجيل 9573 حالة إصابة بكورونا منذ تفشي الفايروس في البلاد.
وأشارت التقارير التي اطلعت عليها (الصيحة) عن تعافي 4606 أشخاص فيما بلغ عدد الوفيات 602 حالة.
وعزت الوزارة في تعميم صحفي تأخر إعلان نتائج تقارير الرصد اليومية للترتيبات اللوجستية لزيادة سعة المعامل بعد تدفق وصول العالقين.
وتضمن تقرير الخميس 25 يونيو 57 إصابة، 4 وفيات و109 حالة شفاء.
وشمل تقرير الجمعة 26 يونيو رصد 6 إصابات، 8 وفيات و102 حالة تعافٍ.
وفي تقرير السبت 27 يونيو تم تسجيل 52 إصابة، و3 وفيات و155 حالة شفاء.
وارتفع عدد الإصابات في تقرير الأحد 28 يونيو حيث سجلت 128 إصابة، 5 وفيات و164 حالة تعافٍ.
وبمتابعة تلك الإحصائيات تبين للصيحة الانخفاض الواضح في عدد الإصابات..
زيادة الموت
الدكتور راشد عبد الله جمعة أحمد مستشار الباطنية والسكتة الدماغية في بريطانيا ومؤسس ورئيس منصة ثورة الصحة السودانية، قال في حديثه لـ (الصيحة): (لي رأي واضح منذ البداية أنه من الخطأ خروج الناس في مسيرات في ظل وباء) وقال: أتوقع زيادة الحالات بصورة مخيفة في الأيام والأسابيع القادمة كما زادت في أمريكا والتي قدرت أن الحالات سوف تصل إلى ١٠٠ الف حالة في اليوم ..
وأضاف: نحن ليس لنا أي (تست) اختبار كافٍ، لهذا فإن احتمال الحالات المؤكدة قد يكون قليلاً ولكن قد يكثر الموت في صفوفها لأن الوبائيات غير قادرة على الوصول لكل الناس، وبهذه الطريقة ستنهار المستشفيات المنهارة أصلاً، وكثيرون لن يجدوا أي مكان للعلاج..
جس نبض
الإعلامية والمتخصصة والمهتمة بالوضع الصحي في السودان تهاني جبريل الريح، رأت أن السماح للموكب رسمياً بالانطلاق يعني عدم دقة المعلومات الواردة من الجهة المختصة في البلاد حول وجود الفايروس وعدد الإصابات.
وأضافت في حديثها لـ (الصيحة): لم نسمع ـي بيان أو منع للموكب في أي مدينة أو موقع.
ولم نر أي خدمات خاصة تقدم تعبر عن الحرص على عدم انتشار الوباء كتوزيع كمامات أو معقمات أو حتى توعية للجموع الهادرة.
ومضت قائلة: السماح للمواكب ربما كان جس نبض للتعامل مع الفايروس والحظر خلال الأيام القادمة بعد تأثير الحبس المنزلي في الفترة الماضية على حياة ومعاش الناس وصحتهم النفسية.
وزادت: وجود وزير الصحة في التجمع أفقد الناس الثقة في أحاديثه وإحصائياته.
وتوقعت الأستاذة تهاني ظهور حالات بعد أسابيع لتكون ذريعة لحظر الناس مرة أخرى مع أن السبب قد يكون سياسياً لعدم التمكن من إيجاد حلول لمشاكل معاش الناس، وختمت بقولها: حسب متابعتي لا توجد أي مبادئ أخلاقية صحية أو سياسية، الأمر كله يخضع لتطورات الواقع السياسي ..
زيادة
حسام الدين الحسين مدير العزل القومي رداً على عدم توزيعهم معينات خلال حركة الثوار، قال إنهم خلال فترة ما قبل الموكب بيوم كان هنالك توجه منا بإرشاد الثوار في “السوشيال ميديا” بالاحتياطات التي يجب أن يلتزموا بها، وقال إن الموكب خرج بأكثر مما هو متوقع ورغم ذلك حاولنا توزيع كمامات لكن للأسف الناس مع الحماس لم يلتزموا بها.
ويضيف: بتجارب علمية في دول كثيرة مع زحام مثل هذا يمكن أن يشكل زيادة في أعداد المصابين بكورونا خلال الأيام العشرة القادمة..
واستبعد حسام أن تلجأ الحكومة إلى فرض حظر جديد في حالة زيادة الحالات قائلاً: قد يلجأون لمناعة القطيع، لأن كثيرين قد يكونوا أصيبوا بالمرض وشفوا منه، وقال إن مشكلة كورونا أن مناعتها قصيرة، وهنالك حالات أصيبت به وعادت وأصيبت بها مرة أخرى خلال شهر ونصف منذ إصابتهم الأولى في دول منها السعودية، ولكن بأعراض أقل، مبيناً أن إمكانية نقلها من الشخص المصاب دون أعراض بسيطة جداً حسب توضيح وزارة الصحة العالمية..
وقال: إشكاليتنا في السودان أن المرضى بلا أعراض أو أو أعراضهم طفيفة هم الأغلبية، وبالتالي يمكن أن ينقلوا العدوى إذا ما كان هنالك اختلاط مكثف كما حدث في موكب 30 يونيو. وقال إن فيروس كورونا كل يوم يكتشف العالم فيه مؤشرات جديدة لهذا فشلوا في اكتشاف عقار وفي كل مرة يلغون بحوثهم السابقة .. نتيجة لتلك المؤشرات الجديدة..
انتشار
بكري مصطفى البدري ـ خبير فى المستشفيات والشؤون الصحية وصاحب تجربة طويلة في قطاع الصحة والحقل الصحي ـ قال في إفادته لـ (الصيحة): حسب معرفتي وإلمامي التام فإن هذه المسيرات بحالتها التي خرجت بها لا شك أنها تؤثر في انتشار الوباء طالما أن هناك تجاهلاً تاماً من المواطنين للإرشادات التي تبثها الأجهزة الإعلامية، نعم كل شيء مقدر من الله، ولكنه قال في محكم تنزيله (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، مضيفاً: نسأل الله أن لا تكون هناك إصابات وأن يشفي كل المصابين وأن يرفع الله الوباء والبلاء والغلاء من هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين.
كورونا ولا النظام المخلوع
أحد ثوار ملحمة 30 يونيو، أشار ألى أن خروجهم في الموكب كان مقدماً عندهم على أي قضية أخرى بما فيها كورونا، وقال لـ(الصيحة) إنهم أرادوا أن يؤكدوا أن الإصابة بكورونا أهون من عودة النظام المخلوع، وعلق قائلاً: كورونا ولا النظام البائد..
تضخيم
الخبير الاجتماعي حاتم حسن بيّن لـ (الصيحة) أن شباب الثورة رغم علمهم بخطورة الزحام خرجوا بإصرار شديد لأنهم يؤمنون بقضيتهم، ولا فرق إذا اصيبوا بكورونا أو لم يصابوا، وقال: من قدم حياته في سبيل قضيته سيستمر في تقديم الغالي والنفيس حتى تتحقق كاملة..
وقال إن حالات الإصابة بكورونا في السودان ليست بالحجم الذي تصوره الحكومة، لأنها إن كانت كذلك لأجتهدت في توزيع الكمامات والمعقمات ولكانت حريصة كل الحرص على تقليل الزحام لكنها لم تفعل أو قد تكون قد وزعت القليل من الكمامات.
استطلاع
في استطلاع أجرته الصيحة مع عدد من المواطنين أشاروا إلى أن مواكب 30 يونيو والتي تزامنت مع دخول العالقين سيؤديان إلى زيادة أعداد المصابين بكورونا واستبعدوا تمكن السلطات من إحكام سيطرتها على العالقين الذين يدخلون البلاد، وأكدوا أن انتشار جائحة كورونا في السودان كان بسبب دخول بضعة أشخاص فقط كانوا يحملون المرض فما بال آلاف المواطنين ..
عدد العالقين ..
تقدر السلطات السودانية عدد مواطنيها العالقين حول العالم بأكثر من 10 آلاف، بحسب إحصائية أشار إليها وزير الصحة السوداني أكرم علي التوم، في 23 مايو/آيار الماضي.
العودة
وقالت سفارة السودان بالقاهرة في بيان تحصلت الصيحة على نسخة منه، إن مجمل الرحلات التي تم تسييرها من القاهرة إلى الخرطوم، شملت 15 رحلة طيران عبر شركات الطيران الثلاث، الخطوط الجوية السودانية وشركة تاركو وشركة بدر للطيران، تمت بواسطتها ترحيل 2250 عالقاً سودانياً، فيما تم تفويج 3200 مواطن بواسطة 65 بصاً عبر المعابر حتى الخميس ٢٥ يونيو الماضي ليكون إجمالي عدد العالقين الذين عادوا لأرض الوطن 5450 مواطناً.
وقال السفير عبر بيانه، إن هنالك 27 بصًا تحركت يوم الخميس 25 يونيو من القاهرة، ومن المتوقع وصولها يوم السبت 27 يونيو إلى الخرطوم.
وأشار البيان إلى أن الضغط الكبير الذي تم على الكوادر الطبية في الأيام السابقة عبر الرحلات المكثفة، لاستقبال عدد كبير من العالقين السودانين حول العالم، أخّر قليلاً من توالي البرمجة، حيث قررت اللجنة العليا للطوارئ الصحية بالسودان، استئناف رحلات البصات من القاهرة يوم الأربعاء الأول من يونيو.
ثلاث مجموعات
وحول كيفية التعامل مع العالقين قال وزير الصحة في تصريحات صحفية، إنه تم تقسيم العائدين إلى 3 مجموعات الأولى هي للأمراض المزمنة وهؤلاء كانوا في رحلات علاج بالخارج، والثانية كانت في حجر بالخارج، وسيدخلون البلاد بعد أخذ بياناتهم، أما المجموعة الثالثة فلم تحجر ولم يتم إجراء فحص لهم، وهولاء يُحجرون لمدة 15 يوماً.
الحجر المنزلي
أحد العائدين من جمهورية مصر العربية قال (الصيحة)، إنه الآن بالحجر المنزلي، وذكر أنه لم يعان من أي مرض ولهذا سمحوا له بالمغادرة إلى منزله على أن يبلغ السلطات الصحية في حالة شعوره بأعراض كورونا..
إدخال كورونا
من جهته، قال عضو مجلس السيادة، الرئيس المناوب للجنة العليا للطوارئ الصحية البروفيسور صديق تاور لدى افتتاحه مركز العزل بسوبا: “إنّ اللجنة العليا للطوارئ الصحية بالبلاد قد وجّهت بأنّها لا تُريد أن يكون هناك أي عالق خارج البلاد، فيجب فحص العالق وإدخاله للبلاد بأي وضع صحي، ليتعافى داخل البلاد أو يموت فيها مُعزّزاً مُكرّماً، حتى لو أدى ذلك لإدخال (كورونا) معه”، وأضاف تاور: “لكن أن تصل الحالة بالسودانيين والسودانيات والكنداكات الذين نفخر بهم ونراهم يتسوّلون داخل العواصم والمُدن الخارجية، ففي هذه الحالة يجب أن نجلي الجميع دون أن يتحدّث أي شخص عن إجراءات أو احترازات طبية، فيجب على المتحدث أن يتحدث عن كرامة شعب وكرامة بلد”، وختم حديثه قائلاً: “من لم يُحرِّك فيه هذا الأمر شيئاً أو يعتبره شيئاً عادياً، عليه أن (يفتِّش) نفسه مرات ومرات من باب القيم والأخلاق السودانية”.
شيكان ترد
وردّاً على ما تناولته الوسائط مؤخرا بأن شركة شيكان رفضت إدخال العائدين من مصر تحت مظلة تأمينها..
أشار لـ (الصيحة) مدير الإعلام بشركة شيكان للتأمين وإعادة التإمين خباب النعمان، إلى أن هذا الكلام لا يمت للحقيقة بِصِلة مضيفاً: على العكس، شيكان للتأمين عرضت استضافة عدد مقدر، من العالقين ودفع كافة التكاليف المتعلقة بذلك إسهاماً منها، في كفكفة تداعيات جائحة كورونا، وأضاف قائلاً: اتساقاً مع أدوارها الوطنية المعهودة والتي تتضاعف بطبيعة الحال في أزمنة الأزمات نهضت الشركة بأعمال مقدرة في حملات التعقيم والتوعية..
وقال: نؤكد مرة أخرى بأقوى الألفاظ أن شيكان التي رفدت الاقتصاد والمجتمع بأهم التغطيات التأمينية كالتأمين الطبي والتأمين الزراعي وتأمينات حصيلة الصادر والتمويل الأصغر وغيرها لن تتناقض مع أدوارها ولن تدخر جهداً في سبيل تقديم كافة المعالجات الممكنة ووضع إمكاناتها كلها حتى تنجلي هذه الجائحة وستظل في مواقع الحماية والإسناد..