جعفر باعو يكتب :
*الصديق العزيز وزميل الدراسة الجامعية (ود الأُبيِّض) أزهري حسن أحمد كان يقول لي كلّما أتاحت الظُّروف له زيارتي في منزلنا بالقوز، إنّ هذا الحي يُذكِّره قرى السودان المُنتشرة في ربوعه المُختلفة، وكان أزهري كثير الزيارات لي هو وعدد من الزملاء الأفاضل في فترة الدراسة الجامعية حيث كانوا يشعرون بالارتياح والحنين إلى مناطقهم طيلة فترة زيارتهم للقوز.
*أهل هذا الحي يمتازون بالترابُط الأسري والتكاتف والتعاون منذ أن “شبّينا” على هذه البسيطة وكل جيل يُسلِّم الراية لمن بعدهم بذات القيم والنشاط والحيوية، ففي سابق كان هناك شباب المكتبة الثقافية يقدمون أفضل الخدمات لأهل الحي من أسواق وليالٍ ثقافية وترابط مجتمعي وما زالت العلاقة مستمرة بين شباب أمس، رجال اليوم في هذا الحي العريق.
*ما دعاني للكتابة عن شباب القوز في سابق عهدهم واليوم هو ما يشهده هذا الحي من حراكٍ مجتمعي كبير خاصة في مربع (6) الذي عرف شبابه بالحيوية والترابُط، ومنذ قيام ثورة ديسمبر، ظل شباب هذا المربع في عمل مستمر لتقديم الخدمات الضرورية للسكان إلى جانب حملات النظافة وإصحاح البيئة والتشجير وغيرها من المشروعات.
*وحينما كانت الخرطوم تُعاني من أزمة طاحنة في الخبز في الفترة الماضية، كانت لجنة المربع الخدمية تقوم بدورها على أكمل وجه، ووصل الأمر أن يتم إيصال الخبز للمواطن في داره وهو معزز ومكرم دون أن يعاني في الصفوف.
*الأسبوع الماضي، ضربت هذه اللجنة مثالاً حيّاً للهِمّة والنشاط و”حراسة الحقوق”، حينما اكتشفت أن صاحب المخبز في المربع يستفيد من دقيق المواطن لأغراضه الخاصة دون أن يوفر الخبز للمواطن، فما كان من اللجنة إلا أن اتخذت موقفاً شجاعاُ بسحب حصة المخبز من الدقيق وتكليف مخبز آخر بإنتاج الخبز، حتى عاد صاحب المَخبز إلى صوابه والتزم بتنفيذ شروط اللجنة في توفير هذه السِّلعة وفق الضوابط المعروفة ليجد مواطن المربع سلعته دون مُعاناة ومشقة.
*ما فعلته لجنة الخدمات بالقوز مربع (6) يجب أن تفعله كل اللجان في أحياء السودان للمحافظة على حقوقه والقضاء على أزمة الخبز التي يديرها بعض ضعاف النفوس، فإن وقفت اللجان الخدمية في الأحياء المختلفة على حقوقهم لن يكون هناك من يتلاعب بهذه الحقوق.
*لجنة القوز مربع (6) تُخطِّط الآن لتوفير المزيد من السلع الغذائية بأسعار التكلفة حتى يحاربوا الغلاء الفاحش في الأسواق وجشع التجار، مع العلم أن ذات اللجنة لها الآن سلع غذائية يتم بيعها في قلب الحي بسعر المصنع، وقبلها وفّرت العديد من السلع الاستهلاكية في شهر رمضان المعظم.
*مثل هذه اللجنة تستحق أن يقف الجميع معها وأن تساندها الجهات المختصة، لأنها تنفِّذ بياناً بالعمل شعار “تخفيف أعباء المعيشة” ولا يتحدِّثون دون أن يفعلون فلهم منا كل الشكر والثناء، ونرجو أن تسير على دربهم جميع اللجان في القوز وغيره من أحياء الخرطوم.