في ظل احتدام الخلاف.. مفاوضات السلام.. محاولات كسر العظم!
تقرير/ عوضية سليمان
اتهامات متبادلة وآراء مختلفة حول سير مجرى سلام جوبا في العاصمة الخرطوم بعد أن أعلنت الوساطة الجنوبية انتهاء سير التفاوض وتحديد موعد الاتفاق النهائي بين الطرفين. ولكن خلافات لم تكن في حسبان طاولة المتفاوضين، عندما أثيرت في الاجتماعات داخل العاصمة الخرطوم التي نددت بانسحاب الوسيط الجنوبي في ظل تفاوض نهائي أعلن عنه الوسيط الجنوبي توت قلواك عندما أعلن عن انتهاء سير التفاوض وأنهم في ظل التوقيع النهائي.
حزب الأمة وجه اتهاماً بأن وفد التفاوض الحكومي قد ذهب الى جوبا دون رؤية شاملة لإحلال جذور المشكلة التي قادت إلى حمل السلاح وأدت إلى الصراعات الدموية بصورة كبيرة.
تقارب وجهات النظر:
مصادر موثوقة أكدت لـ(الصيحة) بأن هنالك اجتماعاً تم عقده بين الخرطوم وجوبا عبر الفيديو كونفرس وقد حضره نائب رئيس مجلس السيادة رئيس وفد الحكومة لمفاوضات السلام الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك وقيادات الجبهه الثورية وأوضح المصدر أن الاجتماع سيناقش مقترح الوساطة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين حول قضايا الخلاف، وقال المصدر إن الاجتماع جاء على بناء خلافات الجبهة الثورية حول سير مجرى توقيع السلام النهائي، وأضاف أن هنالك عراقيل كبيرة تواجه التفاوض الذي يعتبر قد شارف نهايات التوقيع، وأضاف أن الخلاف كان واضحاً حول المسارات التي لم يتم الاتفاق عليها إلا أن الاجتماع الأخير كشف عدة شروط وتعتبر (لي يد) المتفاوضين حول تقسيم مقاعد السلطة وهذا مما خلق نوعاً من البلبلة والتوتر داخل طاولة التفاوض التي شارفت النهايات الأخيرة.
وقال المصدر: في الأوقات الاخيرة كثرت الاجتماعات حول عقدة محددة، ولكن دون جدوى بعد أن ينتهي الاجتماع بخلاف أكثر تعقيداً من سابقه للطرفين، وهذا ما أثار غضب المتفاوضين حول التوقيع النهائي الذي أعلنت الحكومة عنه الأسبوع الفائت. وتوقع المصدر أن السلام سوف يأخذ عدة اجتماعات دون الوصول إلى التوقيع النهائي وأن موضوع السلام أصبح شبه معقد وليس لديه حلول الآن في ظل الخلاف الحاصل والمعلن.
نقاط خلافية:
فيما كشف حزب الأمة عن 6 نقاط خلافية في المفاوضات أبرزها تمديد الانتقالية واستثناء الحركات من الانتخابات، وقال إن وفد الوساطة الجنوبي قد طرح 6 نقاط على الحكومة وتحالف الحرية والتغيير وتعتبر هذه النقاط ما زالت عالقة ومطلوب التوصل الى اتفاق حولها باعتبار اهميتها وهي ترتيب الملف الأمني وهيكلة القوات المسلحة ودمجها قبل تسريحها ومقترح الجبهة الثورية هو 4 سنوات مع تشكيل قوات مشتركة مع منح الحكومة تعويضات مالية لقتلى الحركات المسلحة إضافة إلى خلاف ومشاركة الجبهه الثورية في السلطة الانتقالية بهياكلها الثلاثة، مجلس السيادة والوزراء والمجلس التشريعي، وهو مقبول من الحكومة إذ تمثل نقطة الخلاف في النسب التي تشارك بها مما يتطلب فتح الوثيقة الدستورية، أضف الى ذلك خروج بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من دارفور والخلاف حول التعويضات التنموية والتي التزمت الحكومة بدفع 10 مليارات دولار خلال 10 سنوات لتنمية إقليم دارفور. وتمسكت أطراف أخرى بدفع 13 مليار دولار والخلاف حول طلب الحركات المسلحة استثناءها من الانتخابات التي ستجرى وأن الحركات تريد أن تكتفي بنسبتها دون أن تكلف نفسها عناء الانتخابات بالإضافة إلى الخلاف في موعد بدء الفترة الانتقالية المحددة بأربع سنوات حيث ترى الحكومة أنها تبدأ في 17 أغسطس الماضي الذي تم فيه توقيع الوثيقة الدستورية الحالية بينما ترى الجبهه الثورية أنها تبدأ بعد توقيع الوثيقة الدستورية الحالية وترى الثورية أنها تبدأ بعد توقيع اتفاق السلام النهائي، ولكن حزب الأمة جاء رده بأن وفد الحكومة المتفاوض ذهب إلى التفاوض دون رؤية شاملة لإحلال السلام وحل جذور المشكلة التي قادت إلى الحرب وأن قضية دارفور والمنطقتين جنوب كردفان والنيل الأرزق قضايا إقليمية قوامها أصحاب المصلحة الحقيقية وأن لا مساومة في فكرة تمديد الفترة الانتقالية بل يعتبر الفشل والعجز الذي صاحب أداء الحكومة في الفترة الانتقالية في المركز والولايات وأن قضية السلام قومية مع الوضع في اعتبار خصوصية إقليم دارفور والإقليم.
الخلاف كبير:
وقال الوسيط الجنوبي توت قلواك لـ(الصيحة) بعد أن عرضت عليه تعثر التفاوض الأخير، أن نقطة الخلاف قد شارفت على النهاية بعد جلوسنا مع الحكومة في لقائنا الاخير وبعد وضعنا ترتيبات شاملة مع عضو السيادي الفريق الكباشي والذي وضع الحلول لبعض الخلافات وتمت جلسة مناقشة حاسمة مع الفريق أول محمد حمدان دقلو، ووصلنا فيها إلى حل وهذا من الأسباب التي دعتنا إلى الوصول إلى الخرطوم، بحسب قوله. وأكد قلواك أن البنود المختلف عليها لا تؤثر أبداً على سير التفاوض موضحاً أن قضية الخلاف كبيرة، وإذا لم يحسم الجدل فيها سوف تستمر دون الوصول إلى السلام. وكشف قلواك عن اجتماع حاسم أمس بين الخرطوم وجوبا في ظل سير التفاوض وإعلان التوقيع النهائي وأن الاجتماع المشترك سوف يحسم عدة خلافات طرأت جديدة على التفاوض وأضاف: ليس هنالك انسحاب جنوبي من التفاوض، وجوبا منبر ووسيط وستستمر، التوقيع النهائي في القريب العاجل .
قواعد السلام:
ويقول المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر إنه بالرغم من أن كل الدلائل والإشارات تتجه إلى قرب التوقيع على اتفاق السلام بمنبر جوبا، الا أن الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو تتحرى الانسحاب والعرقلة عبر شروط وضعتها للتحاور. وقال إن الوساطة حددت ثلاثة أجندة للمفاوضات تمثلت في وقف العدائيات والقضايا الإنسانية ومواصلة الحوار حول إعلان المبادئ، مضيفاً بأن الوساطة تسعى بكل جهدها لتوصيل الحكومة وشركاء الكفاح المسلح إلى اتفاق السلام. وأضاف أن الاجتماع الأخير قد أزال عقبات كثيرة كانت عالقة من قبل عبد العزيز الحلو وأن هذه الفرصة سوف تكون الأخيرة للشعبية لنيل كل مطالبها السياسية قبل أن توقع الحكومة مع الحركات التي أكملت ملفاتها وتنصرف لتأسيس قواعد السلام، وكشف أن هنالك خلافاً كبيراً جدًا في التفاوض بالخرطوم مؤخراً حول اجتماعاتهم التي ضمت عضو السيادي الفريق شمس الدين الكباشي، إلا أن كل الخلاف سوف ينطوي وذلك عبر ترتيب من محمد حمدان دقلو مع حكومة جوبا عاجلاً وسوف توصل الخلافات إلى نقطة التراضي الأخيرة بعدما رجع الحلو إلى التفاوض تاركاً وراءه كل شروطه التي وضعها في طاولة التفاوض مسبقاً.