مليونية 30يونيو .. تفويض جديد لحمدوك
الخرطوم : نجدة بشارة
حبست الخرطوم انفاسها، في شروق شمس الثلاثاء الماضي، وسط انتشار أمني مكثف. إذ شوهدت الدبابات في الشوارع وأغلقت الجسور والكباري التي تربط بين مدن العاصمة الثلاث. كما أغلقت المعابر ومداخل ومخارج الخرطوم، وخلت شوارع العاصمة من المارة باستثناء تحركات الجنود المنتشرين في كل مكان، خصوصا المواقع الحساسة مثل القصر الجمهوري ورئاسة مجلس الوزراء، بينما يمضي الوقت ومع اقتراب انتصاف النهار .. قبل توقيت الثورة بلحظات.. بدأ الثوار يتدافعون من كل الازقة والشوارع .. فرادات وجماعات، يحملون اللافتات. عادت المواكب مجددا تعانق الشوارع واعلام السودان ترفرف عاليا.. وسط هتاف يشق عنان السماء أن حي على ثورتكم ..حي على تصحيح المسار …وإستكمال هياكل السلطة الانتقالية بتشكيل المجلس التشريعي وتعيين الولاة المدنيين بالاضافة الى الوفاء لعهود قطعت بالقصاص العادل للشهداء وأحياء لذكرى مليونية 30 يونيو 2019 التي شكلت علامة فارقة في مسيرة الثورة واستطاعت اعادة المعادلة السياسية وفتحت الباب لعملية الانتقال المدني الديمقراطي.
خطوات إستباقية:
كانت قد اسبقت المليونية أعتقالات واسعة طالت عدد من قيادات المؤتمر الوطني المحلول على راس المعتقلين رئيس الحزب بروف غندور … ونسبت مصادر إعلامية إلى عضو المجلس السيادي، الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي، قوله إن الاعتقالات تمت “وسط قيادات بالنظام السابق دعت إلى تقويض الثورة”، محذرا من “جهات تسعى للاستثمار داخل الجيش السوداني لزرع الفتن”. في ذات الوقت استبق تجمع المهنيين المليونية ببيان طالبت فيه بوضع الجيش تحت أشراف حمدوك ،ودعت الى تولي مجلس الوزراء لملف السلام وتحقيقه عبر مائدة واحدة دون تجزئة ،مع الدعوة لخروج المؤسسات العسكرية والامنية بشكل كامل من اي نشاط تجاري او استثماري ،اضافة الى هيكلة المؤسسة العسكرية وبناء جيش وطني قومي واحد تحت اشراف كامل من قبل مجلس الوزراء.
لساتك بالقومي :
من المشاهد التي وجدت استحسان وقبول على منصات التواصل الاجتماعي اللفته التي قام بها تلفزيون السودان بتغيير واستبدال الكراسي الفخمة والوثيرة ..بلساتك تعبير وتضامنا مع المليونية في اشارة رمزية ليوم 30يونيو ، وبالمقابل رصدت منصات التواصل ظهور عرسان بزي العرس في موكب بنيالا. بالمقابل مئات الآلاف من السودانيين خرجوا في مظاهرات حاشدة بالخرطوم والولايات والشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بام درمان في مليونية 30 يونيو والثوار يقتحمون الجسور والهتافات تشق سماء الخرطوم وتحدي الحظر الأمني.
مذكرة لمجلس الوزراء
وأوضح عضو تنسيقية الكلاكلات أسامة محمد لـ(الصيحة ) أن موكب ٣٠ يونيو مثل علامة فارقة في مستقبل السودان القادم فهو اليوم الذي أعاد الثورة الى مسارها الطبيعي ، وكذلك سيكون الذكرى لها مابعدها و اشارا إلى أن مطالب اللجان واضحة وقد صيغت في شكل مذكرة موحدة تم تسليمها لمجلس الوزراء. وحول اهداف الموكب ومايثار انه لإسقاط الحكومة وان اللجان مخترقة وليست موحدة اكد عدم مصداقية هذه الأحاديث وان اللجان التي أسقطت النظام الديكتاتوري بسلميتها قادرة على حماية موكبها وتأمينه وإن سعى البعض لإسقاط الحكومة سنخرج للشوارع حماية لها وسيكون خروجنا بالملايين.. واضاف أن هذه الثورة عظيمة وهي محروسة وبدماء شهدائنا الأبرار ولن يستطيع أحد سرقتها أو الالتفاف حولها ،وكانت الهتافات تتردد مابنرمي اسمك في التراب ..وعيونا تتوجه اليك انت المعلم والكتاب صحح ..صحح ياحمدوك.. اوعك تخزل ناس حبوك.
تفويض جديد
بالمقابل اجمع خبراء على ان الحشود والجموع الهادرة التي تدافعت الى الشوارع بصورة تلقائية يعتبر تفويض جديد للحكومة الانتقالية …واكدوا ان هذه الجماهير صفعة قوية في وجه الكيزان والفلول .. مطالبين حكومة حمدوك ان تكون استجابتها موازية وبقدر هذا التحدي.. فيما راء اخرين ان حشود الثوار تعبير عاطفي عن مساندتهم للثورة لكن مازال التحدي الاقتصادي والمعيشي قائم.