*في زيارتي الأولى للسكن المنتج بولاية الجزيرة اختلطت على الكثير من الأمور خاصة وأن هذه المنازل شيدتها شركة اماراتية، وفي ذهني والكثيرين يتفقون معي ان الشركة ترتبط بالربح والخسارة عدا في حالة شركة الراحل عن دار الممر الي دار الخلود الحاج سعيد بن أحمد آل لوتاه التى شيدت تلك المنازل المنتجة عند شرق الجزيرة.
*حسنا نعود للزيارة الأولى لي لتلك المنازل والتى طلبت فيها من مدير الشركة بالسودان ضرورة أن أعرف الربح الذي يجنيه الحاج سعيد من صرف أموال ضخمة في هذا المشروع فكان الاتصال حينها بالشيخ محمد الثوباني مدير أعمال المجموعة والمقيم في دبي وقال لي ان هدف الحاج سعيد هو إخراج مليون أسرة فقيرة في السودان من دائرة الفقر عبر هذا المشروع المنتج.
*وعلمت بعد ذلك أن فكرة السكن المنتج مطبقة في عدد من الدول الاسلامية وبها ذات الصرف العالي للمال من اجل انتشال اسر من مستنقع الفقر.
*لم يفكر الحاج سعيد في ربح يدخل خزينته في الدنيا وإنما أراد رصيد في خزينة الآخرة وأراد منزلا فخما في الجنة، بمساعدة الفقراء وكفالة الايتام ورعايتهم والتدبر في القرآن والعمل به.
*هذا الاسبوع كان خبر رحيل الحاج سعيد لوتاه فاجعة للملايين من الأسر الفقيرة التى عرفت الكسب المربح والحلال عبر مشروعاته وكان الخبر قاسيا على ملايين من الايتام الذين كفلهم حتى تخرجهم من الجامعات وكان الخبر مؤلما للملايين الذين كانوا يرجون الله أن يقابلوا هذه الشخصية الفذة التى انتشلتهم من مستنقع الفقر الى اعالي الكسب والغني.
*نعم الموت حق ورحل الحاج سعيد ولكنه ترك بصمة ظاهرة وقوية في ابنائه من صلبه وابنائه من رعايته وابنائه من مجموعته حيث كان يعامل الجميع كابناء وليس مستخدمين رحل الحاج سعيد ولم نعرفه الا عبر مشروعاته الخيرية التى استفادت منها الكثير من الأسر في السودان وغيره من الدول الاسلامية وسيبقي نهجة مدرسة يسير عليها جميع ابنائه في دول العالم المختلفة.
*رحل لوتاه ولم ترحل أعماله بل سبقته الي دار الخلود فالشخصية التى تقرأ القرآن وتتدبره مؤكد سيظل في القلوب والعقول، نعم سيفقده الجميع معنويا ولكن عزاءهم انه وضع له معالم الطريق الذي يسيرون عليه حتى يبقى اسمه خالدا وتبقي أعماله الخيرية راسخه في الأذهان.
*نعزي انفسنا وجميع آل لوتاه في هذا الفقد الجلل ونعزي جميع مهندسي وموظفي وعمال المجموعة بالسودان ونعزي جميع المستفيدين من مشروعات الحاج سعيد في رحيل والدهم عن الدنيا، ونسأل الله أن يجعل له قصرا في الفردوس الأعلى بقدر ما اعطى وبذل من أعمال الخير للأمة الإسلامية.