قاصمة الظهر
محيي الدين شجر يكتب :
برهن الثوار الشباب البواسل الاماجد انهم ماضون في دربهم الاخضر الذي يؤدي الى السودان الذي ينشدونه ويحلمون به سودان السلام والحرية والعدالة وادهشوا العالم امس في ذكرى 30 يونيو حين خرجوا بالملايين مقدمين درسا في الثبات على المبادئ رغم مايعانيه السودان من ازمات طاحنة تحملوها بطيب خاطر لانهم يعلمون ان القادم احلى وان بناء الاوطان يحتاج الى تضحيات جسام ..
نعم لقد خرجوا رغم مخاطر كورونا مؤمنين ان عودة النظام المخلوع ستبقى من سابع المستحيلات بعد ان تنسموا عبير الحرية خلال الفترة الماضية ..
ماشجعهم على الخروج الحملات الاعلامية التي تكثفت طوال الشهور الماضية من انصار الحزب المخلوع وسيطرتها على الساحة الملبدة بالغيوم بكثير الرسائل والدسائس والروايات والتي كلها تحاول الاستفادة من الظروف الاقتصادية القاسية جدا التي يعيشها الشعب الان فتارة ينتقدون وزير المالية وتارة ينتقدون وزير الصحة في كل كلمة يقولها بل اصبحت متابعاتهم لاعمال وزراء الحكومة الانتقالية شغلهم الشاغل يرصدون كل صغيرة وكبيرة ويحولونها الى نقد هدام ظنا منهم بان هرطقاتهم تلك ستمهد لعودة نظامهم الذي خلع كما يخلع الضرس ..او على الاقل تسمح لهم بادخال قدمهم في اي حكومة اخرى ..
كما ظلوا ياملون في انقلاب عسكري اخر يحفظ لهم كبريائهم الذي تمرق في التراب تحت اقدام الثوار ..
واخر تجلياتهم تلك الترويج لمشاركة وزير الصحة اكرم علي التوم في موكب 30 يونيو رغم انه لم يشارك البتة وخرج في امر اخر لا علاقة له بالحراك ..
وانا في تقديري انه حتى وان شارك في مظاهرة 30 يونيو (مع انه لم يشارك ) والتحم مع الثوار فانه التزم باشتراطات الصحة التي يعرفها وطالما بشر بها خاصة وان القرار المرتقب كما اعلنت اللجنة العليا للطوارئ الصحية رفع الحظر والعودة التدريجية للعمل وفق الاشتراطات الصحية التي سيكون اتباعها واجبا للكافة ..
لقد حاول اعلام النظام المخلوع اقناع البسطاء بان وزير الصحة ارتكب فعلا هو نهى عنه وبثوا في الاسافير ارتال من الهراء ضده ..
ولقد نفى وزير الصحة ان يكون قد خرج في الموكب وياليته لم يفعل كان عليه ان يتركهم في غيهم ويمضي في عمله ..
لقد استغل اتباع النظام المخلوع حالة التراخي في الحكومة الانتقالية والصراعات التي تفشت في مكونات الحرية والتغيير وفي تجمع المهنيين و(نفشوا ريشهم )..
وكان موكب 30 يونيو قاصمة الظهر لهم ..لعلهم يقتنعون بان الشعب السوداني لا يحمل لهم ودا ..وان ثلاثين عاما تكفيهم للانزواء بعيدا عن ساحة السودان ..