ورحل لوتاه
جعفر باعو يكتب :
* أربعمائة منزل شيدها من حر ماله لمساعدة الفقراء من مزارعي ولاية الجزيرة والسودان عامة،الألف من الأسر كانت تجد المساعدة عبر مشروع تربية الماشية التى تأتيهم أيضا من حر ماله ولم يكن يرجو ربح الدنيا وكانت نظرته للربح في الدار الأخري.
*من دفع كل هذه الأموال وغيرها للفقراء وطلبة العالم في العديد من الدول الاسلامية،ودع هذه الفانية مساء اليوم الاحد،انه الحاج سعيد احمد لوتاه الذي رحل وترك خلفه الكثير من أعمال الخير والبر والسيرة العطرة.
*اذكر جيدا اول زيارة لي لمشروع السكن المنتج بولاية الجزيرة والدهشة كانت حاضرة في تلك المنازل الإنتاجية التى صرف فيها رجل الأعمال الاماراتي الراحل الحاج سعيد المليارات ولم ينتظر ربحا في الدنيا،وحينما سالت مدير أعماله الشيخ محمد على الثوباني عن هدف الحاج سعيد من هذا الصرف في المشروع قال لي ان الحاج سعيد يريد إخراج مليون أسرة سودانية من دائرة الفقر.
*لم تتوقف مشروعات الراحل الحاج سعيد في ولاية الجزيرة فقط وإنما امتدت مشروعاته الي ولاياتي كسلا ونهر النيل ساعيا لإخراج اسر فقيرة في تلك الولايات.
*وامتدت مشروعات الراحل الحاج سعيد للعديد من الدول حيث
أسس منطقة بورسعيد، مخلداً انتصارات حرب بورسعيد عام 1956م وأسس أول جمعية تعاونية استهلاكية في منطقة الإمارات ودول الخليج باسم “جمعية دبي التعاونية” لتوفير اللحوم الإسلامية، وذلك عام 1972م وهي مستمرة حتى الآن
• وأسس ولأول مرة “بنك دبي الإسلامي” عام 1975م، ليكون بذلك أول بنك إسلامي في العالم الإسلامي والعربي والغربي، وكان رئيساً لمجلس إدارته لسنين عديدة.
• أسس منطقة بدر
أسس منطقة بدر مخلداً ذكرى معركة بدر الكبرى في 17 رمضان سنة 2 هجرية، ومدينة لوتاه حباً وتخليداً لاسم أسرته ولقب عشيرته، ومبتكراً وزارعاً شوارعها المتجهة نحو القبلة بالنخيل عام 1978م.
أسس أول شركة للتأمين الإسلامي باسم “الشركة العربية الإسلامية للتأمين (إياك)” وذلك عام 1979م.
أسس “مؤسسة تربية للأيتام” عام 1982م، وتولى تربيتهم ورعايتهم ومسؤوليتهم من عمر (5 سنوات) وإلى تخرجهم في سن التكليف (أي في عمر خمس عشرة سنة)، وتشغيلهم بعد ذلك في مؤسساته وشركاته ثم تزويجهم، ليعيشوا معززين مكرمين، ويؤدوا واجبهم تجاه أسرهم ومجتمعهم.
أسس أول مدرسة إسلامية رائدة في العالم العربي والإسلامي باسم “المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم” بمراحلها الثلاث: المرحلة التأسيسية (لعمر 5-9 سنوات)، والمرحلة التوجيهية (لعمر9-12سنة)، والمرحلة التخصصية (لعمر 12-15 سنة) وذلك عام 1983م، لتخرج الطلاب (بنين وبنات) في سن التكليف (أي عمر15سنة) ودخولهم إلى ميدان العمل بتخصصات مختلفة بدراية ومهارة وخُلق، مع تشجيعهم على
أسس مركز دبي الطبي التخصصي ومختبرات الأبحاث الطبية وذلك عام 1992م.
أسس “المعهد التقني” لتخريج المهنيين في مختلف مجالات الصناعة والكهرباء والنجارة والفايبرجلاس، والسيارات، وتدريب طلاب المدرسة الإسلامية فيها، وطرح شعاراً تشجيعياً في التوجه الصناعي واحترام المهن والعمل اليدوي: “تعلم مهنة واملك ورشة” وذلك عام 1992م في دبي.
استنبط من تأملاته في القرآن الكريم العديد من الأفكار ترجمها على أرض الواقع في شكل مشروعات تقوم بخدمة البشرية من خلال معالجة الفقر والحد من تفشي الأمراض وانتشار الفوضى مثل مشروعي السكن المنتج وإنماء الصدقات التي نفذهما في كل من السودان واليمن وسيرلانكا.
*ان أردنا حصر المشروعات الخيرية التى أسسها الراحل الحاج سعيد سنحتاج الي سفر يحصر بعضا من أعماله الخيرية التى كان يرجو من خلالها ابتغاء مرضاة الله ونسأل العلي القدير أن يجعل قبرة روضة من رياض الجنة وإن يسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ..ولا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون.