فَشَل الحكومة!!
*ديسمبر 2018م شهد بداية الاحتجاجات في شوارع الخرطوم لتعديل الرواتب والسَّيطرة على السُّوق وتوفير السُّيولة في البنوك.
*تخيّلوا، الكثيرون من “الغبش” التعاني خرجوا من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية، وظلُّوا يخرجون حتى ذهبت الإنقاذ في أبريل 2019م.
*تفاءل الكثيرون بأن تشهد الأوضاع الاقتصادية انفراجاً بعد ذهاب الإنقاذ، ولكن للأسف ظلّت الأوضاع الاقتصادية تزداد سُوءاً بعد سُوءٍ حتى أصاب الإحباط جُل الشعب السوداني عدا أهل “قحت” والمخدوعين من خلفهم!!
*هل تُصدِّقون أن كيلو البطاطس حين خرج الشعب في 2018م كان لا يتجاوز الخمسة وعشرين جنيهاً وكذلك بقية الخضروات لم تتجاوز هذا المبلغ، واليوم في 2020 لن تجد خضاراً أقل من مائة جنيه!!
*هل تُصدِّقون أن الألف جنيه في ذاك العام كانت تحدث فارقاً كبيراً في “قُفة المُلاح”، واليوم هذه الألف قد تكاد تفي باحتياجات يومٍ أو يومين إن لم تكن أسرة كبيرة!!
*الآن وصل الوضع الاقتصادي إلى حَالة مُزرية لا تُحتمل، ومَن يجلسون على كرسي الحكم فشلوا في إيجاد الحُلُول الناجعة التي تجعل هذا الشعب يعيش حياةً كريمةً ومُحترمة في بلد كل أرضها خصبة عدا مجاري المياه!!
*قلناها من قبل وسنقولها مَرّةً أخرى، هذه الحكومة فاشلة ولن تنجح بطريقتها التي تُدير بها البلاد، وعليهم الرحيل وإتاحة الفُرصة لمن هُم أجدر في إدارة شؤون بلد بحجم قارة!!
*الوضع الاقتصادي المُتردي الذي أوصلتنا إليه “قحت” في شهور لم نصلها منذ استقلال السودان، وليس في سنوات الإنقاذ فقط!! وليعلم أهل الانتقالية هؤلاء أنّ السَّواد الأعظم من الشعب السُّوداني يهمه في المقام الأول تحسين الأوضاع الاقتصادية ولا يهمّه مَن يحكم بعد ذلك!!
*الكثير من الدُّول بها استقرارٌ سياسيٌّ ناتجٌ عن الاستقرار الاقتصادي، ولا يُفكِّر المُواطنون الذين يختلفون مع حُكّام تلك الدول في الخروج للشارع، باعتبار أنّ “قُفتهم مليانة” وإن مرض أحدهم سيجد المرفق الصحي الذي يهتم به وسيجد العلاج الناجع وبأقل الأثمان!!
*ولكن الآن في السُّودان المُواطن أصبح يخشى الإصابة بصُداعٍ خفيفٍ، لأنّه لن يجد “البنادول” ويَهَاب السُّوق لأنّ الأسعار في كل يومٍ، لا بل في ساعة تختلف ولا يُوجد من يُراقبها أو يضبطها!!
*المُواطن الآن وصل إلى حالة لم يصلها طيلة سنوات حُكم الإنقاذ وما قبلها من حُكمٍ، والسَّبب هو الإدارة الفاشلة لهذه الحكومة الانتقالية التي لم تنجح في أيِّ ملف أمسكت به!!
*”قحت” اهتمت كَثيراً بإيصال رسالة الدولة العميقة التي تعرقل مسيرة السُّودان، ولم تُفكِّر في حُلُولٍ جذريةٍ للمَشَاكل الاقتصاديّة مِمّا جعل الدولار يقفز في ظل الحظر إلى مائة وخمسين جنيهاً، وأصبحت “حَلّة المُلاح” تَحتاج إلى مائتي جنيه على أقل تقديرٍ، وبعض الأُسر نست حاجة اسمها “حَلّة مُلاح” وتعيش على العدسية إن وُجدت!!
*نسأل الله تعالى أن يفرج علينا بحكومة كفاءات “حقيقيّة” تنشلنا من هذه الحُفرة العَميقة التي أوقعتنا فيها حكومة الناشطين!!