المالية تشرع في تقديم الدعم النقدي للمُواطنين الأسبوع المقبل
الخرطوم- رشا التوم
تصاعدت المخاوف مُجدداً من انفلات الأسواق بصورة جنونية أكثر مما هي عليه وارتفاع مُعدّلات التضخم إلى أرقامٍ غير مسبوقة عقب إعلان وزارة المالية أمس بداية المرحلة التجريبية لتقديم الدعم النقدي المباشر للمواطنين المُستهدفين اعتباراً من الأسبوع المقبل.
وحدّدت الوزارة مبلغ 500 جنيه لكل فرد من أفراد الأسرة، وأكدت أن المبلغ يُخضع للتعديل بشكلٍ دوري وفقاً لحالة التضخم، وأوضحت أن تحويل المبلغ الإجمالي المستحق سيتم تحويله لرب كل أسرة. بحيث تحصل الأسرة المُكوّنة من 6 أفراد على مبلغ “3000” ألف جنية شهرياً.
وقال وزير المالية د. إبراهيم البدوي، بحسب بيان للوزارة أمس، إن مشروع الدعم النقدي المباشر للأسر يأتي في إطار الرؤية التنموية طويلة الأجل للحكومة الانتقالية، معلناً أن البرنامج يستفيد منه مُستقبلاً “32” مليون شخص أي ما يعادل 80% من جملة السُّكّان.
في السياق، أكدت وزارة المالية، أن البداية التجريبية ستكون من الوحدة الإدارية لسوبا غرب بمحلية الخرطوم وتنتقل لأربع وحدات إدارية.
وبعثت هذه الخطوة، المخاوف مجدداً من انفلات الأسواق أُسوةً بما حدث مُؤخّراً عقب صرف رواتب المُوظفين بالدولة مستحقاتهم بعد التعديل، وعلى إثرها ارتفعت الأسعار بصورة جنونية في ظل عدم سيطرة الحكومة على السوق ووضع ضوابط لانفلات الأسعار، فضلاً عن التصاعُد اليومي للعملات الأجنبية خاصة الدولار.
من جهته، انتقد الخبير الاقتصادي د. عادل عبد المنعم، استراتيجية وزارة المالية واعتمادها على تقديم الدعم المُباشر، وقال: “إذا كان مهماً للإنفاق يجب دعم السلع والدواء”، وأشار إلى تجربة مُماثلة لديوان الزكاة في هذا الجانب، داعياً للاقتداء بها، وتوقّع عبد المنعم استمرار ارتفاع مُعدّلات التضخُّم عقب تنزيل الدعم المالي النقدي المُباشر، وأن يشهد التضخُّم مُعدّلات لم يبلغها السنوات الماضية، وأشار إلى أن الحظر الشامل خلف إيجابيات كبيرة أدت إلى وفرة في النقود واستهلاك الكهرباء وإنفاق الأسر، ونوه عبد المنعم إلى أنّ تقديم الدعم النقدي سيكون بصورة كبيرة لسكان المدن لعدم امتلاكهم أيِّ موارد للإنفاق، في وقتٍ يتمتّع فيه سكان الريف بموارد طبيعية.