تقرير- عوضية سليمان
طيلة السنوات الماضية، لم يخرج صوت رفقاء حكم الإنقاذ وما قبلها من حكومات إلى الهواء الطلق ليشير إلى خلاف بين مُكوِّناتها كما حدث بين وزراء الحكومة الانتقالية الحالية ممّا جعل الكل يتأكد من وجود بوادر خلاف بين مكوناتها ووضوح صراع ليس بالخفي على الجميع.. وهذا أكده ما حدث بين وزير الصحة أكرم التوم مع وزير المالية إبراهيم البدوي!!
ويبدو أن جائحة “كورونا” كشفت المثير حول الأموال التي طالب بها وزير الصحة أكرم التوم من المنظمات والجهات الداعمة لمعالجة “كورونا” بالسودان.. ولكن أكرم عندما أحسّ بالخطر والتلاعُب بأموال الصحة، أطلق صرخته في وجه المالية وسُرعان ما وصل الحد بينهما إلى الاتّهامات المُتبادلة بين الرجلين.
انفراد المالية قد انتهى!
في خطوة غير مسبوقة، دفع اكرم التوم بخطابٍ في وجه وزير إبراهيم البدوي فحواه منحه مُهلة ليومٍ واحدٍ بعد اتّهامه له بأنه استخدم مال الصحة لسد كهرباء بورتسودان وسداد مبعوثين بالخارج وأشياء أخرى لم يسمها البدوي. وقال يؤسفنا إخباركم بعجز المالية لسداد فاتورة الدواء، واتهمه بأنه حوّل أموال الصحة إلى أشياء لم تكن مُهمّة من جائحة “كورونا”، وقال: زمن انفراد المالية قد انتهى يوم أدت الحكومة القَسَم وكانت المالية قد نفت أخذها أموال “كورونا”، بل تم تسليمها إلى الصحة، وأنها قدمت دعماً بمبلغ خمسة مليارات.
(شكلة) أم اختلاف؟
وتساءل المحلل السياسي الساعوري كيف يختلف وزيران في حكومة الثورة؟ واضاف ان الخلاف بينهما لا يحتاج إلى ما حدث على العلن، واذا كانت هنالك اتهامات، كل واحد منهما يأتي بالدليل لإثبات صحة حديثه، وقال: اذن المبلغ ضائع بين الاثنين، وإن المبلغ الممنوح للجائحة لم يوصلها ويفي الغرض المطلوب، وأوضح الساعوري أن وزير المالية شغله الشاغل أن يقوم بتوزيع الأموال التي وردت له أو إيداعها في بنك السودان، وأن الصحة لا تستطيع أن تتصرّف في المبلغ لوحدها دون تسيير من المالية، وقال إن الخلاف بدأ بالألسن ونخشى الاشتباكات بالأيدي بين وزراء حكومة الثورة..!