موسم الموت.. تساؤلات واستفهامات؟؟!!
75% من الوفيات بسبب الإهمال الطبي وانعدام الدواء
أطباء وذوو مرضى: إغلاق المُستشفيات وعدم استلام الحالات الحرجة زاد من عدد الموتى
طبيبة: وزارة الصحة لم تتّبع نظام الفرز.. وأُسر تستّرت على مرضى بـ(كورونا)
كادر طبي: مرضى تخوّفوا من الذهاب إلى المشافي بسبب الجائحة وماتوا
مٌواطن: والدي مات نتيجة الإهمال المُتعمِّد من الاختصاصي المُتابع!!
مُواطنة: والدي مريض سكري توفي بعد رفض (6) مستشفيات استقباله
مُواطن: (أقعد في بيتك.. هي موت في بيتك)
تحقيق – منال عبد الله
ليس هنالك ألمٌ يُضاهي الألم الذي يصيب أي شخص يتوفى أحد أفراد أسرته بين يديه.. لحظات لا تراوح الذهن والقلب إلى أن يسلم هو ذاته روحه إلى بارئها أيضاً، يحدث هذا في حال الوفيات التي تتم في ظروف طبيعية، ناهيك عن (أم – أب – شقيق – زوج) يموت بين يديك وأنت عاجزٌ أن تقدم له مافي وسعك من إسعاف لازم بسبب عدم وجود مستشفى تستقبله أو حال استقبله لا يتلقى العلاج والإسعاف اللازم.. توفيت الشابة سارة بالجلطة الدماغية، ومريم بالفشل الكلوي وهي مصابة في الأساس بالسرطان، واحمد الزين بالربو وغيرهم كثر، ورصدت (الصيحة) ازدياداً في حالات الوفيات بالخرطوم والولايات والذي أدى إلى زيادة الذين قُبروا مؤخراً بالمقابر المختلفة بنسبة 35%.. الصحيفة حققت حول الاسباب التي أدت لانتشار رائحة الموت في كل الأماكن وارتفاع حالات الموت بالنسب المئوية، في الوقت الذي أكد فيه أطباء وكوادر أخرى استنطقتها (الصيحة) على زيادة الموتى بالبلاد من غير المصابين بكورونا، فيما حمّل ذوو مرضى توفاهم الله، وزارة الصحة مسؤولية الوفيات التي حدثت أمام القانون.
معدلات وأرقام
سجلت حالات الوفيات بالعاصمة الخرطوم وولاية شمال دارفور، زيادة مروعة خلال شهر رمضان المنصرم.. وكشفت معلومات موثوقة تحصلت عليها (الصيحة) عن زيادة في اعداد الذين أسلموا روحهم إلى بارئها بالأرقام وارتفاع في معدل دفن الموتى مؤخراً بنسبة 35% عما كان عليه الوضع الطبيعي، وفيما كانت تتراوح حالات الدفن بمعظم المقابر بالخرطوم في اليوم ما بين (10 – 20) جثماناً، اصبحت تتراوح بين (35 – 43) جثماناً، إذ تجاوزت اعداد الجثث المدفونة بمقابر الخرطوم المختلفة في يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر مايو الذي انقضى الـ(148) جثة، فيما كانت حالات الوفيات بكورونا في ذات التاريخ المُعلن عنها رسمياً من قبل وزارة الصحة الاتحادية (19) حالة، وأبلغ مواطن يسكن في منزل قبالة مقابر حمد النيل بأم بدة، (الصيحة) أنه شاهد لأول مرة وهو يسكن بالمنطقة لأكثر من عشرين عاماً عدد (٨) جثامين ادخلت المقابر في ذات التوقيت، واقسم مواطن آخر في أفادة للصحيفة أنه أثناء تواجده بذات المقابر تم دفن حالة كورونا واحدة وفي غضون ساعة تمت مواراة (6) جثامين صباحاً، وتساءل كم يصل عدد الموتى حتى نهاية اليوم..؟
وكشف الموقع الذي تُبث فيه أخبار ولاية الخرطوم الرسمية بالتفصيل، عن ارتفاع مخيف في معدلات الوفيات بمقابر وجبانات ولاية الخرطوم الكبرى، وتجاوزت المعدلات الطبيعية في الخامس والعشرين من مايو المنصرم، وأكدت الأرقام بحسب مصدر فضّل حجب أسمه أن مقابر احمد شرفي استقبلت في ذلك اليوم منذ الفجر نحو (35) جثماناً، بينما كان المعدل الطبيعي للدفن يتراوح بين (10 – 15) في اليوم، ودفن بمقابر حمد النيل (41) جثماناً، وفي الأثناء استقبلت مقابر البنداري بشرق النيل (29) جثماناً، فيما أن معدل الدفن الطبيعي بها لا يتجاوز الـ(10) جثامين في اليوم، وفي غضون ذلك استقبلت مقابر الصحافة (43) جثماناً.
حقائق علمية
وتؤكد الأرقام أنه في ذات اليوم 25 مايو بلغت حالات الوفاة في مدينة الفاشر 15 وفاة، وتم العثور على جثتين لرجل وامرأة كلاً على حدة توفيا في ظروف غامضة، بينما كشفت مصادر طبية لـ”دارفور 24″ عن تسجيل (58) حالة وفاة بالفاشر خلال (72) ساعة فقط، ونبه الدكتور محمد عبد الله مصطفى، ممثل تنسيقية الكوادر الطبية عن تزايد نسبة الوفيات بمدينة الفاشر لتصل إلى (58) حالة وفاة خلال الـ(72) ساعة، وأضاف “على رأس كل ساعة توجد حالة وفاة”.
كشفت نتائج دراسية حديثة أجراها أساتذة بكلية الطب بجامعة الفاشر حول الوفيات التي شهدتها المدينة مؤخراً إن 33% فقط من جملة الوفيات الغامضة داخل المدينة كانت بسبب فيروس كورونا، فيما اختلفت أعراض الوفيات الأخرى من حوادث وأمراض مزمنة مثل القلب والسكري والسكتة الدماغية.
وبحسب افادة نائب عميد كلية الطب بجامعة الفاشر د. الطاهر أحمد الطاهر، استشاري الجراحة العامة وجراحة المسالك البولية التي تلقتها الصحيفة، فإنّ النتائج الأولية للدراسة التي أجريت مؤخرا أظهرت أن ثلث الوفيات ناتجة عن أعراض “كورونا”، فيما اختلفت الاعراض الأخرى بين الحوادث والأمراض المزمنة، مبيناً أن استبيان استهدف 150 شخصاً لذوي المتوفين لملء استبيان تم تصميمه يحتوي على البيانات، أظهرت نتائجه ان كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة هم الذين كانوا أكثر عرضة للوفاة من غيرهم، فيما امتنع أصحاب (5) منازل.
اتّهامات مُرافقين
صوّب مرضى ومُرافقون لمرضى، اتّهامات لاذعة لإدارات مستشفيات وكوادر عاملة بها بالإهمال والتعامل مع الحالات الحرجة والأمراض المزمنة التي تم تشخيصها مسبقاً على أنهم مصابون بكورونا رصدتها (الصيحة)، حيث أكد شاب أن والده الذي كان ضابطاً بقوات الشرطة لقي حتفه نتيجة الإهمال الذي وصفه بالمتعمد من قبل الاختصاصي المتابع وليس المعالج، ومن قبل إدارة شرطة الخدمات الطبية التي اهملته طوال فترة خمسة أيام، مبيناً أن والده زارع كلى منذ 11 سنة واصيب قبل وفاته بملاريا والتهاب رئوي حاد وتناول العلاج ولكن لم تكن هنالك استجابة للعلاج، وحالته الصحية تدهورت عندما تم إسعافه من مستشفى ود مدني إلى الخرطوم، مبيناً أن القصور والتعامل بإهمال مع حالة والده كانا في الخرطوم، عندما تم تصنيفه أنه حالة اشتباه بالجائحة لتطابق اثنين من الأعراض مع حالته وتم عزله في مكان عبارة عن (6) غرف تم فصلها بالستائر وصفها بالقذرة لكونها مليئة بالأوساخ والنفايات الطبية، وأضاف أنّ المريض غير المصاب يصبح عرضة للإصابة في ذلك المكان، وقال: ضرب المسؤولون بمكان العزل مطالباته وأفراد أسرته بنقل والده إلى مكان آخر عرض الحائط، ليدخل في حالة غيبوبة تامة وتوفي إلى رحمة مولاه وضنت كذلك المستشفى بتخصيص اسعاف لنقله إلى ولاية الجزيرة لمواراة جثمانه الثرى!!
مقتبل العمر
عدد ليس بالقليل من المرضى انتقلوا إلى الدار الآخرة وليس الأمر مرتبط بالمرضى من كبار السن، بل إن هنالك من هم في مقتبل العمر، ورصدت الصحيفة الكثير من الحالات من الذين أصيبوا بجلطات دماغية وذبحات أودت بحياتهم.. وعرضت المواطنة آمال عوض معاناتها وأسرتها عندما كانت مرافقة لوالدها الذي كان مريضا بالسكري والذي بلغ عندما نقله إلى المستشفى ٤٩٣ في اول ايام عيد الفطر، وتم التجوال به على عدد ٦ مستشفيات ولم تستقبله أي منها، وعند إدخاله لمستشفى خاص بالخرطوم طلبوا أن تجرى له صورة أشعة للصدر للاشتباه في أنه مصاب بكورونا ولكنه قبل أن تظهر النتيجة اسلم الروح إلى بارئها.
وصمة بالفشل
كال ضابط بمطار الخرطوم، الاتهامات للأطباء وبقية الكوادر بالاستهتار وقلة الخبرة في التعامل مع الحالات، وقال وكانما اصبحتم كوادر كورونا، وكأنما المرض أصبح فقط كورونا في الوقت الذي تحصد فيه امراض اخرى ارواح المواطنين!! وناشد، البرهان وحمدوك بالتدخل السريع من واقع أن الموت الذي يحدث تحت مسؤوليتهم المباشرة، وقال: (ببحكموا كده على الشعب بالإعدام)!! وزاد (اقعد في بيتك دي ذاتها اصبحت منافية للحقيقة، وهي موت في بيتك وارتاح)!! كما وصم الشعب السوداني بأنه فاشل وغير واع، والأجهزة النظامية بعدم تشديد الحظر والذي اوصل البلاد إلى هذه المرحلة الحرجة، واقسم مخاطباً الأطباء والكوادر والله العظيم اثبتوا انكم ليسوا بجيش ابيض ولا ملائكة رحمة، بل انتم اصحاب مصالح ليس الا، وأضاف 95% من الوفيات اهمال طبي لعدم استقبال اي حالات عليها اعراض كورونا بالابتعاد منها وعدم معاينتها.
أسباب بالنسب
أجرت (الصيحة) تحريات واسعة حول الأسباب الفعلية التي أدت إلى زيادة حالات الموت، ووفقا لاستطلاع رأي استهدف عينة من المواطنين وذوي مرضى انتقلوا إلى رحمة مولاهم وأطباء وكوادر طبية أخرى بلغ عددهم (١٣٠) شخصا، وأكد الاستطلاع أن 75% من الوفيات التي وقعت مؤخراً كانت بسبب الإهمال الطبي وانعدام الدواء لأصحاب الأمراض المزمنة، طبقا للمفهوم العام للإهمال والمتمثل في تقديم الخدمات الطبية بدون توخي مقدار معقول من الحذر المتوقّع من طبيب او أي كادر طبي آخر يعمل بالمؤسسة العلاجية المعنية والذي كان سبباً في حدوث ضرر للمريض، لم يكن ليحصل لولا تصرف الطبيب والكادر الطبي على النحو الذي حدث.
فيما اتفقت العينة التي استنطقتها (الصيحة) من اطباء وذوي مرضى بنسبة 90%، على أن إغلاق المستشفيات وعدم استلام الحالات الحرجة بسبب الجائحة لسببين رئيسيين ايضا لزيادة حالات الموت، كما أشار الاستطلاع إلى أن 25% من حالات الوفاة حدثت لعدد من الأسباب الأخرى ابرزها خروج عدد مقدر من الكادر الطبي عن الخدمة بسبب الإصابة او الاشتباه بكورونا، كما دفع اطباء بأن الاعتداء على الكوادر الصحية أدى إلى خلو مستشفيات من تقديم الخدمة الصحية، حيث طافت الصحيفة بعدد من المستشفيات الحكومية كبحري وحاج الصافي ووجدت ان حاج الصافي مخصصة كما افادوها لمرضى كورونا فقط وللمشتبهين بكورونا، وان مستشفى بحري بائسة وكأنها بلا عمل.. اما مستشفى شرق النيل وهو مستشفى خاص فإنه يركز على امراض الكسور ولا يستقبل معظم الامراض الاخرى، كما يخصص عنابر للمصابين بكورونا، والطوارئ فيه تعمل بصورة جيدة.
أزمة مقننة
الأزمة التي لم تكن في الحسبان أدت إلى تعرض العديد من الطواقم الطبية للإصابة بالفيروس الجديد واضطروا إلى الإقامة في الحجر الصحي، الأمر الذي أدى الى افتقاد المشافي، خط الدفاع الاول في مكافحة الجائحة والأمراض الروتينية الأخرى.
ووفقا لإفادات جاءت على ألسنة اطباء تحصلت عليها (الصيحة) أن فيروس كورونا ضرب الأطقم الطبية في فترة وجيزة من انتشار المرض بسبب عدم التجهيزات اللوجستية الناتجة عن سوء التخطيط الإداري، مما أدى إلى خلو المشافي من الكوادر الطبية، وارجعوا تذبذب الخدمة بالمستشفيات جراء التعطل لساعات بسبب عدم توفر الكوادر الطبية، والتشغيل المتذبذب الذي أدى بدوره إلى تأثر آلاف المرضى المترددين على قسم الطوارئ يومياً.
وشكا اطباء من سوء التخطيط الإداري بالمستشفيات منذ أن بدأ الحظر الصحي وغياب الكوادر المعنية بالشؤون الإدارية، لأن الطوارئ الذي يستقبل آلاف المرضى يومياً بحاجة إلى العمل الإداري الذي يوزع المعينات ويضمن حقوق الأطباء والكوادر الصحية على مدار الساعة.
تفاصيل
وتبين افادات تفصيلية، الأسباب الأساسية التي أدت إلى ازدياد الوفيات، وقال احمد علي كادر طبي، إن التركيز على كوفيد – 19 فقط أدى إلى إهمال حالات مرضى حالات حرجة أخطر منها، أضافة إلى عدم تنظيم المشافي للفرز والعلاج والحالات الاخرى، كاشفا عن أن بعض المرضى تخوفوا من الذهاب الى المشافي لتلقي العلاج بسبب الجائحة، ولعدم توفر أدوية الطوارئ بالأقسام الخاصة بالرعاية الاولية، ونقص الكوادر بصورة ملحوظة جداً بالأقسام.
ومن جانبه، قطع ياسر علي حجازي تقني تمريض بأن الوفيات معظمها لكبار السن من المصابين بالأمراض المزمنة، الذين فقدوا المتابعة مع اطبائهم بعد إغلاق المستشفيات، مشيرا إلى أن من ابرز الامراض التي تحتاج لمتابعة دورية الكلى والقلب، وقال إنّ الحالات التي تابعها أنه خلال أسبوع واحد أن رجلاً توفيت زوجتة حبلى وشقيقة جدته، وآخر توفيت أمه وخاله في أسبوع واحد ايضا.
وكشفت د.فاطمة والتي فضّلت حجب أسم المستشفى التي تعمل بها عن إخفاقات لوزارة الصحة الاتحادية صاحبت إجراءات مجابهة الجائحة متمثلة في أنه في حال إبلاغها بحالة لا تستجيب مباشرة، وتظهر النتيجة بعد أخذ العينة بعد مضي اسبوع، وفي أثناء ذلك تكون الأعراض غالباً انتهت لدى المريض، ونبهت إلى أن البعض يموتون وتظهر نتيجة الفحص لاحقاً، ومن الممكن إبلاغ المريض أن نتيجته ضاعت، وقالت د. فاطمة إن غالبية المواطنين غير مقتنعين بإجراءات وزارة الصحة حيال الجائحة، وان كثيرا من الأسر اصبحت تتستر على كورونا، واستشهدت في ذلك بأنها تتابع أسرة توفي منها (٦) أفراد في غضون شهر، فيما أن الوبائيات لم تعاين أياً منهم لتبيّن أن أحدهم مصاب بكورونا ولا غيرها من الأمراض، وانتقدت بشدة الخطة التي عملت بها وزارة الصحة منذ بدء الجائحة، واوضحت أنها تعلم بإمكانات المواطن ووضعه الصحي والأمراض المزمنة التي تصيبه، الأمر الذي كان يتطلب عدم الاتجاه لإغلاق المستشفيات وفقاً لحديث الطبيبة لـ(الصيحة)، وقالت: بالضرورة تحديد غرف لمرضى كورونا والمشتبة فيهم، والاستمرار في العمل الروتيني مع بقية المرضى، وأضافت (مافي حاجة أسمها كوادر طبية مافي، وفي نقص)، الوزارة توفر لهم سبل الوقاية والمال الكافي لكي يمارسوا عملهم.
مسببات الوفيات
وأقرّ طبيب بمستشفى حكومي امتنع عن نشر أسمه، بزيادة حالات الوفيات بغير كورونا، وارجع ذلك إلى عدم توفر الخدمات العلاجية بالمشافي بسبب النقص الحاد في الكوادر لكونه محجورا أو في العزل، مؤكداً أن الوضع يتطلب تخصيص مستشفيات وعيادات تستلم مرضى كورونا بتوزيع جغرافي سليم، وما تبقى من مستشفيات وعيادات ومراكز صحية تعمل كما كانت.
واوضحت بسمات عبد الرحمن (سيستر) في إفادتها للصحيفة حول الأمراض التي من شأنها أن تُودي بحياة الانسان في حال عدم وجود رعاية صحية عاجلة، أن من أبرزها جلطة الشريان الرئوي وانخفاض وارتفاع السكر بسبب تسمم الدم، وأمراض الكلى وتسمم الدم بارتفاع البوتاسيوم والبولينا، الجلطات الدماغية والقلبية، مبينة أن النساء بعد سن اليأس وانقطاع الطمث تبدأ عليهن اعراض ومضاعفات الامراض المزمنة نسبة لأن هرمونات الطمث تحمي القلب، مؤكدة أن معظم حالات الوفيات التي وقعت بسبب الإهمال، وبرّرت ذلك انه في حال المريض تلقى الرعاية الاولية تقل نسبة الخطر بمعدل 90%، واستشهدت في ذلك بحالة مريضة كانت استقبلتها المستشفى التي تعمل بها بقسم الطوارئ في حالة غيبوبة تامة وتنطبق عليها أعراض انخفاض السكر وقبل معاينتها من قبل الطبيب، أقدمت على إسعافها بمحلول جلكوز بالوريد، وفي ذات اللحظة (فتحت عينيها)، ورجحت أن يكون معظم الذين انتقلوا إلى رحمة مولاهم من مرضى السكري لعدم تلقيهم الإسعافات الأولية الضرورية جراء إغلاق المستشفيات.
حلول إسعافية
ومن جهتها، دفعت سارة حسين التي تعمل سيستر، بحزمة من الحلول لتلافي الأزمة، وقالت لـ(الصيحة): بالضرورة تعمل المستشفيات بصورة عادية والأهم عمل أقسام الطوارئ بنظام الفرز لكل الحالات المستلمة، وأي كادر شغال في الطوارئ يتوفر ليه زي واقٍ كامل ويلتزم بلبسه، على أن تعمل وحدة مكافحة العدوى على إلزام الكوادر باللبس والتعقيم ومتابعة نظافة البيئة، إلى جانب أهمية دور الوبائيات وصحة المجتمع الميداني والتثقيفي، ودعت إلى أهمية التشديد وعدم التهاون في تطبيق اللوائح، وارجعت فراغ المستشفيات من الكوادر الطبية بسبب عزلهم لعدم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة حيال الجائحة بالمستشفيات، إضافة إلى الحركة الكارثية للمواطنين بين الولايات مما أدى إلى انتقال الوباء إلى الولايات.
ودعت ولاء صديق طبيبة بولاية الجزيرة إلى أن الحل يتمثل في أن اي مستشفى كبير تحدد غرفه للعزل، وفي حال امتلأت لا تستقبل حالات أخرى، على أن يكون هنالك اتصال بين المستشفيات لمعرفة السرائر الفارغة، وطلبت د. ولاء بأن أي مريض تظهر عليه الأعراض الخاصة بكورونا تتم معاملته إلى أن يثبت الفحص العكس، وقالت: بالضرورة تخصيص مستشفيات لمرضى كورونا لزيادة اعداد الاصابات، مع متابعة مرضى القلب والكلى والسرطان بصورة دقيقة للحفاظ على صحتهم.
ضوء في النفق المظلم.. أسعار فلكية!!
حسب مرافقة (الصيحة) لمريض سرطان عانى من مضاعفات الى مستشفى عليا بالسلاح الطبي، فقد لمست اهتماما كبيراً من ادارة المستشفى بكل المرضى، وعلمت (الصيحة) ان المستشفى يعمل بطاقته القصوى دون نقص، وان كل الأقسام تعمل بانتظام وسط اهتمام كبير باتباع سبل الوقاية، كما لاحظت وجود قسم خاص بكورونا.. كما كشفت متابعات (الصيحة) عودة كثير من المستشفيات الخاصة للعمل وسط ابتعاد المرضى عنها لارتفاع اسعارها، حيث تتراوح قيمة غرف العناية فيها من 12 الف جنيه الى 20 الف جنيه في اليوم، الامر الذي دفع المرضى للبحث عن علاج في مستشفيات أخرى أقل تكلفةً..!!