عضو تجمُّع المهنيين السابق د. إبراهيم حسب الله لـ(الصيحة)
المهنيون مشدوهون بالأجواء السياسية.. هدفهم السُّلطة
الانتخابات كانت نزيهة.. ولم يحدث اختطافٌ حزبيٌّ
عدم فوز د. الأصم وإسماعيل التاج في الهيكلة الجديدة إحقاقٌ ديمقراطيٌّ
حوار- نجدة بشارة
كشف عضو السكرتارية السابق لتجمع المهنيين السودانيين “ممثلاً عن رابطة البياطرة” والقيادي بالحزب الشيوعي د. إبراهيم حسب الله، أسباب الصراعات التي حدثت مؤخراً داخل التجمع على خلفية رفض خمسة من الممثلين لأجسام نقابية نتيجة الانتخابات الأخيرة، من بينها لجنة الأطباء المركزية، وممثل التحالف الديمقراطي للمحامبن عربي محمد حسن، إلا أنّ التّحالف تبرّأ منه لاحقاً واعتبرت مواقفه المُعبِّرة عن الرفض شخصية، وقال إن التصدع الذي كاد يقود للانشقاق جاء نتجة لتشكيك وعدم قبول بعض الرافضين للسباق الديمقراطي، موضحين وجود إقصاء متعمد لهم من التمثيل بالسكرتارية، وأردف: (شكلهم عايزين مقاعد بالسكرتارية)، وقال ان بعض هذه النقابات تبحث عن السلطة وهم الآن مشدوهون بالأجواء السياسية ويطمحون للمشاركة، لا سيما وأن الفترة القادمة ستشهد تكوين المجالس التشريعية والولاة، وأكد أن الرافضين كانوا من ضمن المُشاركين في لجان فرز الأصوات.. وانّ الانتخابات جرت وسط توافق جميع الأقسام الـ(18)، وتمت بحضور مندوب ممثل لكل جسمٍ.. فإلى الحوار:
بدءاً ما هي طبيعة هذه الخلافات التي تفجّرت في تجمع المهنيين؟
ليست هنالك خلافات بالمعنى الشائع.. ما حدث أن بعض الفصائل المكونة للتجمع، وهي خمسة أجسام من ضمن (18) جسماً والتي اُستبعدت من الهيكلة الجديدة، رفضت قبول نتيجة الانتخابات، ورأت ان هنالك اخطاءً متعمدة في ممارسة الديمقراطية عبر التجمعات النقابية المكونة للتجمع، رغم أن الانتخابات شهدت مشاركة مندوب ممثل لكل نقابة من جملة الـ(18) جسماً المكون للتجمع.. لكن بالتأكيد هنالك صراعات قادت لهذا الوضع الحالي؟
بالتاكيد جئنا إلى التجمع كتكتلات مهنية لنقابات مُوازية لنقابات النظام السابق.. وهدفنا كان محصوراً في إسقاط النظام.. لكن ما حدث لاحقاً وبعد سقوط النظام انصرف بعض ممثلي التجمع الى الأجواء السياسية، السفر الى الخارج.. المؤتمرات، وهذا ليس اتفاقنا منذ البداية، حيث توافقنا على إتمام قانون النقابات أولاً ثم نسعى لتكوين نقابات تمهيدية.. لكن للأسف كانوا مشدوهين بالعمل السياسي واصبح بعض ممثلي التجمع ينظر الى نفسه كالبطل الخارق.. وباتوا يتناسون تماماً مثل من يسجل هدفاً في مرمى كرة القدم فينسى أن هنالك في الخلف لاعباً صنع هذا الهدف.
كأنّك تلمح إلى أنّ صراع التجمُّع تحوّل إلى صراع هدفه السُّلطة؟
نعم.. ليس أكثر من ذلك، وإلا كان يفترص أن يتم تكوين لجان تمهيدية تسييرية لكل نقابة، وأن تسعى السكرتارية لذلك، لكن صراحةً كل المجموعات الموجودة حالياً تضع نصب عينيها المشاركة في المجالس التشريعية أو الولاة.
عندما كنا موجودين بالسكرتارية ومع بدايات تشكيل الحكومة الانتقالية، اتفقنا على ان لا يترشح اي شخص لوزارة أو منصب.. وربما كان هذا خطأنا.
البعض شكّك في نزاهة هذه الانتخابات، بم ترد عليهم؟
أعتقد أن الانتخابات نزيهة جداً، وأضرب ليك مثلا بحديث محمد حسن عربي ممثل التحالف الديمقراطي للمحامين، واحد الذين احتجوا على الانتخابات، وقالوا إن هنالك اختطافا.
في قوله: لم ينكر التحالف الذى امثله حقيقة إجراء انتخابات يوم ١٠ مايو ٢٠٢٠م، ولم أنكر شخصياً إجراء هذه الانتخابات ولم ننكر على الإطلاق ان النتيجة قد اسفرت عن فوز السكرتارية المعلنة، وهذا ثابت سواء ببيان التحالف الديمقراطي للمحامين او بيانات الأجسام الستة الرافضة للاختطاف، إذن المُشكلة ليس في الإنكار أو الإقرار بإجراء الانتخابات، وإنما المشكلة في موقف الأجسام من النتيجة والإجراءات، كما انه قد تم عمل لائحة للانتخابات تمت اجازتها داخل اجتماع المجلس بعضويته الكاملة والبالغ عددها 36 عضواً، وأعلنوا توافقهم على الانتخابات بهدف إعادة هيكلة السكرتارية.
باعتبارك عضواً بالحزب الشيوعي.. هنالك اتهام لحزبكم بالمؤامرة للاستحواذ على التجمع؟
من أدبيات الحزب الشيوعي انه اذا كان خط النقابة غير متسق مع خط الحزب، بالتالي أعضاء الحزب بالنقابة يلتزمون بقرار النقابة، حفاظاً على وحدة الحركة النقابية.. لو تلاحظين موقف الحزب الشيوعي من الوثيقة الدستورية كان ضدها ونحن التزمنا بقرار التجمع.. وقبل هذا انسحب الحزب الشيوعي من مركزية الحرية والتغيير، وتوقف لعدة اجتماعات، في ذلك الوقت كنت ممثل المهنيين في مركزية الحرية والتغيير ومعي زملاء شيوعيون ولم ننسحب من المركزية لأننا هنا نمثل تجمع المهنيين.
لكن التشكيلات الرافضة سمت ما حدث اختطافاً حزبياً وسياسياً هل توافق؟
لا أسميه اختطافاً حزبياً، هذه الأجسام قدمت مقترحات في اجتماع السكرتارية للخروج من حالة الشلل بالتجمع وتم التوافُق على مُراجعة الهيكل التنظيمي بانتخاب سكرتارية جديدة وفاز مقترح الانتخابات الذي جرى لاحقاً.
ألا ترى ان عدم فوز الأصم.. واسماعيل التاج يشكك في النتيجة إذا أخذنا في الاعتبار أنهم مؤسسون للتجمع ولهم شعبيتهم ونضالهم؟
أين هي المشكلة من استبعاد الأصم.. أليست عملية ديمقراطية.. هذا إذا افترضنا أن إبعاده من السكرتارية الجديدة بصورة ديمقراطية والنتيجة أقرتها جموع الناخبين وما حدث طبيعي وذكّرني مقولة في ذلك..
إن حرية المرأة عند الرجل الشرقي، ليست حرية أخته.. ولكن حرية بنت الجيران، على شرط ان تغازله هو وليس شخصاً آخر.
أما إسماعيل التاج أصلاً ليس له جسم ممثل في التجمع، في أثناء الحراك وقبل سقوط النظام، اخترنا متحدثين باسم التجمع، مقيمين في الخارج طبعاً كان من دواعي تأمينية لأعضاء التجمع وكان منهم إسماعيل التاج.. الآن سقط النظام وكل أعضاء السكرتارية معروفون ويمكن ان يتحدث أي منهم.
ما رأيك في الهيكلة الجديدة؟
التجمع بدأ بأربعة أجسام وهي
اللجنة المركزية للأطباء.. رابطة الأطباء البيطريين الديمقراطيين.. لجنة الأساتذة وشبكة الصحفيين، هذه الأجسام أعدّت الميثاق واللائحة والخُطة، ولاحقاً تواصلت مع بقية المكونات المهنية الأخرى، والتي ضمت النقابة الشرعية للأطباء.. التجمع الديمقراطي للمحامين.. مبادرة استعادة نقابة المهندسين
وتجمع أساتذة الجامعات.. بدأنا حراكنا بهذه الثمانية أجسام وقدمنا أنفسنا، ثم قدمنا ورقة حول الأجور..
ومنها بدأت الاحتجاجات في الدمازين يوم ١٧ ديسمبر وعطبرة ١٨ ديسمبر.. واساسا كنا قد قررنا موكباً يوم ١٩ ديسمبر للبرلمان عن الأجور…
فحوّلنا الموكب إلى إسقاط النظام والذي حددنا له يوم ٢٥ ديسمبر..
الآن التجمُّع به أكثر من 18 جسماً، وبالتالي كان لا بد ان تتوسّع السكرتارية وأن يتم إجراء هيكلة جديدة.