تقرير- عوضية سليمان
في خطوةٍ مُفاجئةٍ، عاد رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو إلى جولة التفاوُض، بعد غيابه عن الجولة لفترة طويلة، وكان ذلك بسبب شرطٍ وضعه أمام المُتفاوضين وهو فصل الدين عن الدولة (العلمانية)، وقتها واجه رفضاً قاطعاً من قِبل جهات التفاوض، لذلك عزم العودة مرة أخرى إلى مَنَصّة سلام جوبا في صمتٍ تامٍ، تاركاً وراءه أمر العلمانية وتقرير المصير لجبال النوبة والنيل الأزرق.
لكن هناك ثمة سؤال، لماذا عاد الحلو ولماذا تنازل بسُهُولة رغم مواقفه في المُفاوضات السَّابقة وهل عودته سلمية أم ذكية لغرض ما، أم أنه أدرك خطر تجاهُل القسمة لحكومته، وأنّ التفاوُض قد شارف النهاية، أم هنالك تفاوضٌ سريٌّ كان يُجرى معه، أم أدرك غضب عشيرته؟!
الخُرُوج من الملف
ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي د. الرشيد أبو شامة لـ(الصيحة)، إن الحلو وضع شرطاً قاسياً على طاولة التّفاوض، وواجه رفضاً قاطعاً من قِبل المُتفاوضين، وهذا مَا جعله ينسحب من الجَولة، وإنّ هذا الشرط أيضاً جعله يعود مَرّةً أخرى لأنّه خاف التهميش، وأضَافَ أنّ الحلو تَمَادَى في طلبه بشئٍ غير مقبول في السودان بعيداً عن التفاوض، وأن ما طلبه ووضعه على طاولة المُتفاوضين غير مقدورٍ عليه، لأن الأمر ليس في يدهم وهذا شئٌ صعبٌ قبوله، لذلك كان لا بُدّ أن ينسحب من الجولة، وأوضح أنّ انسحابه لم يعد لديه تأثيرٌ كبيرٌ على تحقيق السَّلام، ولم يعرقل جَوّ التّفاوض والعكس تماماً، وقال إنّ الحلو عندما أدرك بأنّ التفاوض شارف على نهايته وتبقّت له أيامٌ قلائلٌ، قام بمُراجعة موقفه وشرطه الذي وضعه قد أخرجه من الدائرة، وإن تقسيم السلطة سوف يتم وحكومة دارفور سوف تستلم حِصّتها كَاملةً من الحكومة وهو خارج التقسيمة، فكّر في العودة من باب القسمة المُنتظرة والمُختلف عليها في فكره، وقال إنّ الحلو أتعب الحكومة السابقة في التفاوُض وظلّ في موقف (الحردان) على طُول، لذلك لم يجتهدون كثيراً لإرجاعه للتفاوض وان طلب العلمانية واجه فيه تحليلاً واضحاً من قِبل المُختصين واعتبروه عرقلة ليس إلا!!
قضايا أخرى :
وفي تصريح لرئيس وفد التفاوض جناح الحلو، عمار أمون قال إنّ الحلو سوف يعود إلى التفاوُض لمُناقشة قضايا أخرى، وستتم مُناقشة العلمانية في جولات أُخرى، مُوضِّحاً أنّ الحلو وَضَعَ شَرطاً على الحكومة – فصل الدين عن الدولة -، لذلك جاء تجميد الجولة بين الجانبين.
وفي سِياقٍ متّصلٍ، بشّر نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” بأن التوقيع الشامل المُستدام سوف يكون يوم 20 يونيو الجاري، وقال: قد تَمَكّنّا من قضايا الحَرب والسَّلام ويُجرى التشاوُر في النقاط الأخيرة.