اطلعت بالأمس على ما سطّره مدير الهيئة العام للإذاعة والتلفزيون الأستاذ لقمان أحمد، عن استلام مُعدّات فنية تتمثّل في سبعة أستديوهات جديدة للإذاعة بقيمة مليون وستمائة ألف يورو، وفي انتظار استلام الدفعة الأولى من معدات إسعافية هندسية فنية لتلفزيون السودان في الأسابيع القليلة المقبلة بقيمة مائتي ألف دولار من جُملة مُعدّات تُقدّر قيمتها بأكثر من ستة ملايين دولار.
واجهت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون خلال العقدين الأخيرين، إهمالاً مُتعمِّداً، من الحكومة السابقة لم يجد له أي صاحب بصيرة تفسيراً، في الوقت الذي كان يتم فيه دعم قنوات مُنافسة أخرى وتأهيل كوادرها، الأمر الذي أدّى لأن تنال الإذاعة القومية والتلفزيون سخط المُواطنين، حيث آثر كثيرون بأن لا يُتابعوا برامجمها، لأنّها تخرج من غير مُحتوى أو هدفٍ في غالبها، فهاجرت كثير من الكوادر إلى القنوات المحلية والعالمية.
رغم تلك السعادة الكبيرة بتلك النقلة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، إلا أنني حزنت جداً أن يأتي ذلك الخبر، وكثير من أفراد الشعب السوداني يُعانون من انعدام كثير من الأدوية بسبب عدم توافر عُملة صَعبة، فضلاً عن المشاكل التي ظَهرت في قطاع الدواء بين وزارة الصحة وشركات الأدوية، في موضوع تسعيرة الأدوية!!
قد يقول قائل، ومن حقه ذلك، أليست للحكومة أولويات؟ كيف لحكومة تستجلب أجهزة بملايين الدولارت، ولا تستطيع أن توفر أدوية لمواطنيها، وتضعهم أمام محنة ليس بمقدورهم حلها..؟!
إنّ توقيت وُصُول تلك المُعدّات سيتم استخدامه سلباً على الحكومة، وسيشنون هجوماً عنيفاً عليها، لأنّ المعدات وصلت فيما يمكن تسميته في الوقت الخطأ، لأنّ مُعظم أفراد الشعب السوداني يُعاني اليوم بجانب انعدام الدواء، الغلاء الفاحش في الأسعار في ظِل صمتٍ حكومي، يُفسّر بعدم القدرة على مُواجهته!!
نُريد من المسؤولين الخروج والحديث صراحةً عن أزمة الدواء، فبمثل ما يخرج المسؤولون مُبشِّرين بإنجازات حقّقوها، نُريدهم الخُرُوج وتوضيح أسباب انعدام الدواء وإمكانية الحل، نُريد من الحكومة أن تجعل المُواطن شريكاً، غير مُغيّب عن تفاصيل الحياة وكل القضايا التي تهمه!!
مبروك مُجدّداً لناس الإذاعة والتلفزيون، والتي نشهد بأن كوادرها قادرون على التحليق عالياً بالسودان.