بعد شنو يا سوداكال (1)
* أذكر عندما كان رئيس نادي المريخ، آدم سوداكال في الحبس… جمعني به إتصال هاتفي، فتح فيه صدره، وقال إنه ما عاد يثق في بعض أعضاء مجلسه… وطلب أن أكون قريباً منه، لتنويره، ومدّه ببعض الآراء التي تنير أمامه الطريق.. ورحبت بذلك..
* وكانت ضربة البداية؛ المحترف الغاني مايكل..
* اتصلت بسوداكال، ونصحته بتسجيله على مسؤوليتي، لمعالجة مشكلة خط الهجوم الذي كان يعاني يومذاك من غياب تيري وبكري والغربال المصاب، فاستجاب، وطلب الإسراع في إحضاره قبل أن يقفل السيستم..
* اتصلت بوسيطه السوداني المقيم في الأرجنتين (أحمد عثمان)، فتحرّك على جناح السرعة، ونجح خلال 24 ساعة فقط، في قطع التذكرة من جيبه الخاص بـ(950) دولاراً، بعد أن وعده سوداكال بسدادها فور حضور اللاعب.. وحجز له بالطائرة الكينية فجر اليوم التالي.. وأخطر سوداكال ومدثر خيري بموعد الوصول..
* ولكن للأسف حضر اللاعب ولم يجد في استقباله بالمطار أي عضو من مجلس الإدارة..
* وحار به الدليل، ولم يدرِ ما يفعله غير أن يتصل بوسيطه في الأرجنتين، فأجرى الأخير إتصالاً بوالدته لتوقظ شقيقه (عمر)، حتى يلحق باللاعب في المطار..
* وبالفعل ذهب شقيقه المطار، وأخذ اللاعب إلى منزل الأسرة..
* وبعد أسبوع- حسب ما أكده الوسيط-، ذهب اللاعب بتوجيه من مجلس الإدارة إلى المقر الذي خُصّص لإقامته، وهناك فوجئ بشقة صغيرة قذرة.. مليئة بالأوساخ، فصوّرها (فيديو)، وأرسله إلى وسيطه، مؤكداً على أنه لا يمكن أن يقيم فيها، حتى لو رجع إلى بلاده..
* واتصل أحمد عثمان مرة ثانية بشقيقه، وطلب منه أن يستصحبه إلى منزلهم للإقامة فيه إلى أن يُجهّز له المجلس شقة تليق به.. وبالفعل أقام اللاعب في منزل أسرة الوسيط قرابة الشهر، قبل أن يُجهز المجلس شقة لائقة في المنشية..
* بعدها انخرط اللاعب في التمارين، ولم تُتح له أي فرصة للعب مع الفريق في المباريات الرسمية.. وكان مدرب الفريق في ذلك الوقت، الكابتن إبراهومة.. فاتصلت به اسأله عن السبب.. فأوضح مشكوراً أن إجراءات إقامته لم تكتمل..
* واتصلت بالأخ مصطفى توفيق وأكد أن الإجراءات تحتاج مبلغ 16 ألف جنيه.. (والمجلس ما عايز يديها ليهو)!!
* اتصلت بسوداكال. فقال لي بالحرف: (قالوا لي اللاعب ده ماسورة)!!
* إي والله… قال قالوا ليهو اللاعب دة ماسورة!!
* وسألته من الذي قال ذلك، وحكم بأنه ماسورة وهو لم يلعب مع الفريق بعد؟؟ فلف ودار بالحديث دون أن يكشف عن هوية القائل..
* اتصلت بإبراهومة فأكد على قناعته بالمستوى الذي أظهره اللاعب في التمارين.. وأضاف: لو اكتملت إجراءات إقامته فسيكون أول لاعب في التشكيلة..
* واتصلت بمولانا مدثر خيري ووعدني بحل مشكلته.. خاصة وأنه في رأيه؛ لاعب مهذب ومحترم، وهو شخصياً متعاطف معه جداً..
* ومرت الأيام والأسابيع والشهور، وقصة مايكل محلك سر.. إلى أن فاجأني الوسيط يوماً بأن سوداكال عرض على اللاعب تخفيض قيمة التعاقد معه من عشرة آلاف دولار إلى خمسة.. والراتب من أربعة آلاف إلى إثنين.. فرفض اللاعب.. وطلب فسخ العقد، وتسليمه مستحقاته القديمة.. إلا أنه تسلم فقط نصف قيمة التعاقد، ولم يتسلم متأخرات رواتبه لأربعة أشهر..
* وحسب تأكيدات الوسيط، فإن اللاعب من شدة ما (قرف) من المعاملة التي عُومل بها من المجلس، كان على استعداد لأن يقبل فسخ العقد، ويوقع على المخالصة بدون أن يتسلم مستحقات الشهور المتبقية من العقد، مقابل أن يتخارج مننا.. ولكن لأن المجلس ماطله حتى في رواتب الأشهر الأربعة التي قضاها مع الفريق؛ قرر رفع شكوى للفيفا للمطالبة بها.
* بالمناسبة.. قيمة التذكرة لم يتسلمها الوسيط حتى الآن من سوداكال… وكذلك لم يتسلم نسبته القانونية من قيمة العقد، البالغة 2400 دولاراً… ولولا مريخيته الصارخة، وحبه الجنوني للزعيم، لما صمت على حقوقه طوال هذه الفترة.
* وهنا لابد أن أنوه إلى أنني كنت قد اتصلت بسوداكال في بدايات التفاوض، وقلت له بالحرف: أوعه تفتكر أنني اتحرك في ملف هذا اللاعب بمقابل مالي.. وأقسمت له بالله العظيم أنني لا ناقة لي فيه ولا جمل.. وحتى بعد أن تكتمل الصفقة، لن ينوبني منها مليم واحد… لا من اللاعب ولا من الوسيط.. إذ أن كل ما أرجوه من وراء هذه التحركات، هو خدمة مريخي العظيم..
* أعرف أنني ما كنت مجبوراً على أن أقسم له، ولكنني خشيت أن يظن هذا الظن الآثم، ويروّجه عني لمن حوله..
* ختاماً.. هذه هي الخطوط العريضة لقصة مايكل، والتي كانت أول تجربة لي مع سوداكال بعد عرضه بأن أكون قريباً منه..
* وغداً بإذن الله، أتناول تجربتي الثانية، المتعلقة بقضية غارزيتو، والتي كادت أن تهبط بنا إلى الدرجة الثانية، لولا تدخل رابطة المريخ بقطر، ومترجم غارزيتو الأخ سفيان، والأخ جمال الوالي في آخر لحظة..
* وكفى.