(58) خلال (72) ساعة.. وفيات غامضة تثير القلق بالفاشر
الفاشر- مالك دهب
تعيش مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور حالة من القلق والترقب خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد أن تزايدت حالات الوفيات في ظروف غامضة بصورة ملحوظة، معظمها لكبار السن، مع عدم تحديد أسباب الوفيات، مما أثار قلق الأهالي.
وفاقم بيان الاحتساب الذي أصدرته جامعة الفاشر اليوم، متضمناً عدداً كبيراً من منسوبيها وذويهم وأقربائهم، حالة القلق والحيرة، فقد احتسبت الجامعة عدداً من منسوبيها الذين توفوا خلال الأيام الماضية، وجاءت إفادات بعض المسؤولين والحراك الذي حدث بالمدينة معضدة لحقيقة وجود أمر غير طبيعي لم يكشف عنه، وذلك في وقتٍ تنتشر فيه جائحة (كورونا) في مدن السودان بصورة مضطردة.
ونعى مدير جامعة الفاشر البروفيسور آدم صالح محمدين في بيانه، عميد كلية الإقتصاد والعلوم السياسية د. علي إبراهيم بخيت الذي لبى نداء ربه السبت الماضي (29 رمضان)، علاوة على: (العامل بمركز أبحاث تراث دارفور عبد القادر إبراهيم عبد القادر- السائق السابق بالجامعة محمد صالح دريج- والد د. جمال إسماعيل خليفة الأستاذ بكلية الطب- والدة د. طاهر بشارة فاشر الأستاذ بكلية الطب- والد الأستاذة رويدا فاروق سليمان علي دينار الأستاذة بكلية التنمية البشرية- عم د. جهاد محمد يوسف علي دينار عميدة كلية الدراسات العليا- والد الأستاذة شادية آدم عبد الكريم سكرتيرة مكتب المدير- والد محمد يوسف آدم عبد الرسول الموظف بالمكتبة المركزية- والد العاملة نعمات أحمد موسى- أخ د. سليمان مصطفى شرف الدين عميد كلية الأسنان- أخ محمود محمد آدم الموظف بكلية الطب- عم د. عمر إبراهيم سبيل مدير مركز الساحل والصحراء وآخرين).
وفي السياق، عُثِر أمس الإثنين على جثتين لرجل وإمرأة كل على حدة، توفيا في ظروف غامضة، في وقت كشفت فيه مصادر طبية بالفاشر عن تسجيل وفيات بالفاشر، لم تعلنها الجهات الرسمية.
وإحدى الجثتين لسيدة خمسينية عُثر عليها تحت ظل شجرة بمنطقة شقرة غربي الفاشر، كما عُثر خلال الأسبوعين الماضيين على عدد من الجثث في ظروف غامضة، في وقت تكررت وازدادت حالات العثور على جثث الموتى بشمال دارفور خلال الفترة الماضية.
وكشف ممثل تنسيقية الكوادر الطبية بشمال دارفور د. محمد عبد الله مصطفى عن تزايد نسبة الوفيات بمدينة الفاشر لتصل إلى (58) حالة وفاة خلال الـ(72) ساعة الماضية، ونوه إلى أنه وفي رأس كل ساعة توجد حالة وفاة، وقد بلغ عدد الوفيات خلال اليوم نحو (17) حالة وفاة.
وبدا الأهالي بالفاشر قلقون من تزايد حالات وفيات كبار السن بمدينة الفاشر بصورة مضطردة خلال الأيام الماضية دون الكشف عن الاسباب التي أدت لتزايد الوفيات، في حين بلغت حالات الإصابة بمرض كورونا حتى أمس (28) حالة مؤكدة و(33) حالة إشتباه.
وشكا عضو اللجنة الفنية لمجابهة (كورونا) بمحلية الفاشر، المشرف على دفن الجثامين الصادق أحمد محمد، من تأخر الأطباء في معاينة الجثث وعدم وجود أطباء التشريح في الوقت المناسب، إضاف إلى نقص مواد الحماية وإنعدام الأكفان ومواد الوقاية للعاملين، ونقص عمال الدفن بسبب عدم دفع مستحقاتهم المالية خلال الجائحة.
وكانت حكومة ولاية شمال دارفور قد افتتحت قبل يومين مركزاً للعزل رقم (2) لاستقبال مرضي فيروس (كورونا) بالفاشر لاستيعاب الحالات المتزايدة.
كما دفع مجلس الوزراء الجمعة الماضية وفدا إلى الفاشر برئاسة وزير رئاسة مجلس الوزراء عمر مانيس يرافقه وزير الحكم المحلي د. يوسف ادم الضي ووكيل وزارة الصحة الاتحادية د. سارة عبد العظيم ومدير عام إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة بالوزارة بابكر المقبول وعدد من مسؤولي الطوارئ، انخرطوا في اجتماع مغلق مع لجنة الأمن ولجنة الطوارئ الصحية بالولاية، تعرفوا خلاله على الوضع الصحي على الأرض، بجانب الإجراءات والتدابير الإحتزراية التي اتخذتها حكومة شمال دارفور للتصدي للجائحة.
وقال مانيس في تصريحات صحفية، إن زيارتهم للولاية تأتي للوقوف على الاوضاع الصحية وتقييمها وإسناد الجهود المبذولة في مكافحة جائحة (كورونا)، وللتعرف على أسباب الوفيات الغامضة لكبار السن في الأيام الماضية، والعمل على إيجاد طرق للمعالجة من خلال تكثيف عملية التقصي ومعرفة أسباب الوفاة.
ووجهت السلطات بشمال دارفور لجنة لإسناد اللجنة الفنية لـ(كورونا) بالبحث النشط عن الوفيات والحالات المرضية بمدينة الفاشر، كما أصدر والي شمال دارفور قراراً في وقت سابق بمنع دفن الموتى بأي مقبرة من مقابر مدن وقرى الولاية إلا بعد إبراز شهادة الوفاة وتصريح الدفن من الجهات المُختصة ولكن بعد ازدياد حالات الوفيات شكا مواطنون من عدم إستجابة الجهات المختصة لمعاينة المتوفين.