نائب رئيس المجلس السيادي، قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” حول الراهن السياسي:
نائب رئيس المجلس السيادي، قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” حول الراهن السياسي:
* مرتزقة بالخارج يعملون لشيطنة (الدعم السريع)
* طالبت باستقالة جماعية.. وهذا رأيي في حمدوك (…)
* صادقون في الشراكة وحريصون أن تمر الفترة الانتقالية بسلام
* المشكلة السودانية تحلها المنظومة المتكاملة للدولة وليس شخص أو جهة
* الحديث عن مشاركتنا في الحرب الليبية غير صحيح وبلا قيمة
* يجب تضافر الجهود للقضاء على (كورونا)
* في اجتماعاتنا مع “الحرية والتغيير” نبهنا للأزمات الاقتصادية وكنا نواجه بالاستهزاء
* وجود قيادات النظام البائد في السجون لأكثر من عام خطأ كبير * سلمنا الحكومة المدنية (120) تريليون جنيه في بنك السودان
رصد- القسم السياسي
في هذا الحوار كشف نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن الأزمات التي تواجهها الحكومة الانتقالية والصعوبات الاقتصادية والأمنية بجانب قضايا السلام.
حميدتي تحدث في الحوار الذي بثته فضائية (سودانية 24) أمس بالتفصيل عن قضايا السودان وأزماته ومعالجاتها والخطط الاقتصادية والإستراتيجية التي تُمكنهم من عبور المرحلة الحرجة من عمر الوطن، وقدم الكثير من الإفادات المثيرة.. (الصيحة) تنشر نص المقابلة:
* هناك الكثير من القضايا التي يتوق المواطن السوداني ليسمع عنها في مناسبة هذا العيد، والثورة قد مضى عليها عام في ظل التحديات الكثيرة التي تحيط بها من مسألة فض الاعتصام ومجزرة القيادة وغيرها من القضايا الصحية والاقتصادية، فماذا أنت قائل؟
أولاً أرحب بالشعب السوداني وأقول له كل عام وأنتم بخير وأتمنى أن يكون العيد مناسبةً للسلام والاستقرار، وأن يرفع الله الوباء والبلاء والضائقة الاقتصادية والمحن الأمنية من الشعب السوداني ومن كل العالم، واترحم على أرواح الشهداء من المدنيين والعسكريين طوال هذه السنة وقد استشهد بالأمس بعض العسكريين بمدينة الجنينة والجرحى، وأتمنى أن ينطوي ملف المشاكل والأزمة السودانية حتى ينهض السودان ويجني جميع الشعب خيرات التغيير في مقبل الأيام.
* وباء (كورونا) اجتاح العالم والسُودان ليس استثناءً، وهناك تخوف وسط المواطنين من مضاعفات المرض في ظل ظروف الحظر والظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن، ما هي المجهودات التي يمكن أن تقدمها الحكومة الانتقالية للخروج من جائحة (كورونا)؟
ما قلته عن الجائحة حقيقة فهي وباء عالمي ورباني ولا نستطيع أن نقول شيئاً، لكن حقيقةً نحن ظروفنا تختلف وشعبنا تحت خط الفقر ووضعنا صعب جداً، وندعو الله أن يرفعه عاجلاً. وحول (كورونا) فإن كل الدول التي نجحت إنما نجحت بالعزيمة والجدية والآن حياتهم رجعت لطبيعتها. صحيح نحن ظروفنا تختلف ولكن يجب أن نسند بعضنا البعض وألّا نستهتر بالمرض لأن المرض خطير والمشكلة كبيرة جداً ويجب علينا أن نتحمل لأن الحكومة ظرفها واضح وعلى الناس مساعدتها في عدم المخالطة وإيقاف المناسبات الإجتماعية لنخرج من هذا الوباء. وحول القوافل صحيح نحن قمنا بتسيير العديد منها ولكن المشكلة لا تحلها جهة من الجهات فهي مشكلة دولة ونحن نساهم بما نستطيع.
* إذاً هي مساهمة؟
نساهم بما نستطيع من إمكانياتنا ونرى ظروف الناس فالموت كثير جداً الآن في الفاشر وسط الأهالي بسبب (كورونا)، ونحن نساهم مع أهلنا بما نقدر عليه من الأشياء البسيطة لكن مشكلة الدولة تحلها الدولة ما بحلها شخص ولا جهة معينة من الوحدات والأجهزة وإنما المنظومة المتكاملة للدولة، ونتمنى أن يمضي كل الناس في هذا الإتجاه لحل معاناة الشعب السوداني.
* جزء من المعينات التي يحتاجها الشعب السوداني لتخطي جائحة (كورونا) هي المعينات الطبية في مراكز العزل والمستشفيات، هناك بعض الدول قدمت مساعدات للسودان فما الذي تستطيعون تقديمه؟
ببداية ظهور الجائحة تم تشكيل لجنة طوارئ ثلاثية من السيادي وفيها وزارة الصحة والمعنيين، والمعينات التي قدمت للسودان ليست بسيطة وإذا تم توظيفها صحيحاً فإن الوضع سيكون أفضل من الآن. ثانيا نحن ورجال الأعمال قدمنا سكناً لألف وخمسمائة من الكوادر الطبية ومن ثم ننظر لبقية احتياجاتهم.
* كما تتابعون هناك شكاوى من الأطباء إثر تعرضهم للكثير من الهجمات في مختلف المستشفيات من قوات نظامية ومن مواطنين فكيف يحسم هذا الأمر، أيضاً مسألة التسكين من المستهدف به؟
التسكين نستهدف به الأطباء فهناك شكاوى كثيرة جداً منهم في هذا الإتجاه وقُمنا بعمل متكامل بالتنسيق مع لجنة الطوارئ لإيجاد حلول للأطباء. هناك إشكالية ولابد من أن نتحدث عنها جزء منها المواطن والجزء الآخر الطبيب نفسه ولابد من سن قوانين صارمة لحماية الأطباء من قبل الأجهزة المهتمة بهذا الأمر. ولكن أيضاً المواطن له الحق فهو يأتي للمستشفى ولا يجد العلاج، وبالرغم من هذا لابد من حماية الطبيب وليس بالقوانين وحدها وإنما بالوقاية وتشييد مواقع للعزل حتى ولو عبر خيم لأن المريض بـ(كورونا) يجب أن يدخل للمستشفى ورغم ذلك فإن كل الذين يموتون الآن ليس بسبب (كورونا) ولكن هناك أمراض مزمنة تتسبب في ذلك والأطباء صاروا خائفين من أي مريض يدخل عليهم.
من أولى أولويات وزارة الصحة الاهتمام بالطبيب وسوف نسن قوانين رادعة جداً لحمايتهم والاهتمام بهم كما هو يحدث في بقية العالم.
الإمكانيات “تعبانة” لكن بإمكانياتنا المتواضعة هذه إذا عملنا الوقاية نستطيع حماية الأطباء والمواطن نفسه. الأمر متكامل فليس الطبيب وحده من يعاني المواطن أيضاً يعاني فهو يموت الآن لأن المستشفيات لا تقبلهم.
نحن قدمنا بعض الخدمات للأطباء فقد وجدنا بعضهم “حتى الوجبة ما عندهم” يأكلون العيش بالموية ورغم ذلك هاجمنا بعض الناس عن لماذا قدمنا لهم الخدمة ونحن غير مهتمين بهذا النقد. ونؤكد أن مشكلة البلد ما بحلها شخص وإنما الدولة وتحتاج في النهاية منا جميعا للتكاتف وتكامل الأدوار.
* نحن الآن تخطينا العام من التغيير فما الذي يعرفه سعادة الفريق حميدتي من أسرار التغيير ولا يعرفه الآخرون؟
لا أريد أن أتحدث في موضوع التغيير ولا فض الاعتصام وغيره الآن، لأن الأمر كله متكامل ومتسلسل “وأنا عندي ليه سرد كامل بعد نتائج تحقيق فض الاعتصام سأوضح فيه الحقائق”، من الذي له دور في تلك العملية ومن الذي لا دور له، والناس الآن يتكلمون وجزء كبير من حديثهم غير صحيح وسوف أوضح من الذي خان ومن هو غير خائن ويومه سيأتي بإذن الله “وما عاوز أسبق الحوادث” لأننا ننتظر نتائج التحقيق ونتمنى أن يكون سريعاً لأنه مر عام الآن، ويمكن أن أذكر لك بعض النقاط والثوابت.
* طالما ستذكر بعض النقاط إجعلها في مسألة فض الاعتصام فكثير من الناس يرون أن صورة الدعم السريع اهتزت كثيراً بعد فض الاعتصام والمجزرة الدموية السيئة جداً أمام بوابة القيادة العامة؟
لا أدخل لك في التفاصيل لكن منذ الشرارة الأولى من الذي حمى الناس خلال الأربعة شهور الأولى، ثانياً هناك حديث عن شيطنة الدعم السريع وهذا قيل بعد ثالث يوم من تكوين المجلس العسكري من داخل المجلس العسكري وخرج للشارع.
* شيطنتكم قيلت من قبل الجيش؟
لا أقول هذا، فأنا أتحدث عن أفراد وليس عن الجيش فالجيش لا ذنب له وسوف أوضحهم لاحقاً بالاسم، وأعطيك إشارات يوم 11 أبريل ما كان هناك اعتصام ولو أصبحنا في ذلك اليوم بدون تغيير كانت ستكون هناك إبادة لأن هناك (13) دبابة رُفعت من المدرعات وتم تذخيرها فمن الذي أوقفها؟ هناك تشكيلة من خارج المنظومة العسكرية، كما قمنا بإيقاف (78) عربة في موقف جبرة وكل الشعب كان يشهد.
* هل هم الدفاع الشعبي؟
لا أتحدث عن التفاصيل الآن ولكني أريد للشعب أن يقيم الدعم السريع من خلال أعماله.
* الآن الدعم السريع يذكر في عملية فض الاعتصام فهو يشار إليه في ذلك ماذا تريد أن تقول؟
لا تحاول أن تجرجرني للحديث عن فض الاعتصام فلن أتكلم إلا بعد نتيجة التحقيق، أما الحديث عن الدعم السريع فهو أصلاً كان موجوداً قبل فض الاعتصام في الكوبري وغيره، ولكن هناك ثوابت فقدتنا المصداقية فقد قلنا أن الرئيس السابق وإخوانه في السجن وهم عبد الله وعباس لكن الموجودين في السجن عبد الله والبشير أما عباس فهو خارج السجن ومفروض الشخص الذي تحدث عن أن عباس في السجن مهما كانت وظيفته الأمنية أو العسكرية أن يقدم للمحاسبة.
* هل هناك تواطؤ مثلا؟
هناك مؤامرات “فنحن قاعدين في غابة فيها أسود وفيها كل شئ” لكن وقت كشف هذا الأمر سيأتي في يوم من الأيام.
* هل من هربوا العباس شقيق البشير هم رهن التوقيف الآن؟
جزء منهم موقوف وجزء آخر يتمتع بكل الحريات.
* سلوك مورس في بداية الفترة الانتقالية يحسب عليكم كعسكريين يخص العلاقات الخارجية مثل طائرة المسوؤل القطري البارز التي منعت من الهبوط في الخرطوم؟
هذه أيضاً من ضمن المؤامرات الخبيثة، “نحن ما عندنا أي علم وفجأة قالوا وزير الخارجية القطري فوق في الجو” فتساءلنا كيف لوزير خارجية يأتي للسودان دون استئذان أو تنسيق معنا وكمجلس عسكري قررنا بألا ينزل وانتهى الموضوع على ذلك.
* الزيارة كانت في إطار العلاقات الخارجية؟
هو لم يخبرنا بذلك ولكني كما قلت لك إن ما تم كان من ضمن المؤامرة سوف أفصلها لك لاحقاً، ثم بعد ذلك صاروا يتحدثون عن أن الخارجية ووكيلها ووو لكن الموضوع أكبر من هذا. فقد جاءني أحد وقال لي: “إنتو اتلومتوا مع القطريين” فقلت له: “القطريين تحدونا فبدون ما ينسقوا معنا أرسلوا لنا وزير الخارجية” فقال لي: “أبداً فقد اتصل وزير الدفاع مع رئيس المجلس العسكري وقتها وتم التنسيق معه”، فقمت وذهبت للسيد الرئيس وسألته هل صحيح إنك نسقت مع القطريين ووافقت على الزيارة فقال لي أبداً لم أنسق معهم أبداً. ومن هنا بدأت الشيطنة على المجلس العسكري.
* عفواً.. هل تقصد أن هناك أفراداً داخل المجلس العسكري كانوا على علم بزيارة المبعوث القطري؟
نعم.. كان هناك تنسيق بين بعض الأفراد داخل المجلس العسكري ونسقوا معهم للزيارة ولم يخبرونا بذلك لأنهم أرادوا أن يُحدثوا فتنة وقالوا لنا “لازم ترفضوا هذه الزيارة” لأجل أن يخلقوا صدام بيننا والقطريين.
* تقصد أنه لا إشكال لكم مع قطر سابقاً؟
ليست لنا إشكالية مع قطر إطلاقا لكنهم أرادوا أن يوقعوا الفتنة بيننا وبينهم وهذا كله يأتي في إطار شيطنة الدعم السريع.
* ملامح السودان بعد التغيير هل سيظل في ذات التخندق القديم وفي الاختلاف مع بعض الدول أم أن السودان سيظل حراً وله علاقات طيبة مع كل الدول، وأي الخيارات تدعمون؟
“مفروض ما نتخندق مع أي جهة” وعلاقتنا يجب أن تكون مع كل العالم ونبحث عن مصالحنا المشتركة ولا أحد يعطيك مجاناً، ونحن صادقين مع كل الناس لكن استراتيجيتنا كسودانيين يجب أن تكون مبنية على المصالح فمصلحتنا أولاً وقبل كل شئ ولا نجامل فيها، ومشكلتنا الحقيقية أننا نجامل في كل شئ، فمصلحة الدول تقتضي ذلك.
* دعني احيلك لمسألة أخرى وهي تنسف ما تقوله سعادة الفريق أول وهو ما تقوله بعض الصحف الخارجية عن وجود قوات للدعم السريع متورطة مع خليفة حفتر في الحرب الدائرة بليبيا، فإذا كان هذا الأمر حقيقياً فأنتم مع التخندق؟
هذا كله من ضمن دعاوى شيطنة الدعم السريع، أولاً نحن في دارفور لنا علاقات خاصة مع الليبيين وأسر كبيرة جداً من الليبين في دارفور معنا وعندنا أسر كبيرة معهم في ليبيا. ثانيا نحن لا نرتزق “الناس يقولوا ليك نحن بنحارب في اليمن مرتزقة” فنحن عندما ذهبنا لليمن قوات شرعية، ولا يمكن أن أذهب للارتزاق في ليبيا. فليبيا أعرفها جيداً وقد مكثت فيها عشر سنوات وشعبها طيب ولا يوجد ما يحملني لاحارب فيها. وحقيقة رئيس مجلس حكومة الوفاق جاءني وطلب منا التدخل ولكن قلنا له نحن لن ندخل إلا وسطاء للسلام ووافق لكن الطرف الآخر رفض.
* هل تواصلت مع حفتر؟
لا علاقة لي بحفتر ولم أتواصل معه شخصيا وإنما تواصلت “مع ناسو” فيما يخص الوفاق والمصالحة بكل صدق. والحديث عن قتال جيشي في ليبيا حديث لا قيمة له من المصداقية وغير صحيح إطلاقاً، وكما قلت لك هناك مرتزقة بالخارج يعملون لشيطنة الدعم السريع.
* هل سيأتي يوم تدخل فيه قوات الدعم السريع لدعم الصراع في ليبيا؟
لأجل ماذا تتدخل؟!
* كما قلت إن الذي جرى في اليمن هو شرعية فماذا تسمي ما يجري في ليبيا؟
ليبيا الآن لا يوجد فيها قانون من المجتمع الدولي ولا الاتحاد الأفريقي ونحن غير معزولين عن العالم ونعمل وفق المنظومة الدولية وعلى الليبين إيقاف الحرب قبل الغد.
* تم تشكيل لجنة عليا للطوارئ الاقتصادية وتم اختيارك لها مرتان رفضت في الأولى ووافقت في الثانية، ما الذي جرى بين رفضك وموافقتك الأخيرة؟
بعد التغيير تشكّلت لجنة لمعالجة الوضع الاقتصادي ونحن وجدنا الوضع منهاراً تماماً وكان الدولار وصل (98) جنيهاً في عهد اللواء إبراهيم جابر وقتها، ووجدنا في بنك السودان (17) مليار جنيه فقط والأزمة الحقيقية كانت السيولة فقمنا بجدولة المال ووضعناه في بنك السودان وجعلنا المالية هي المسؤولة عن المال وقمنا في الشهر الأول بتصريف المرتبات ووفرنا (28) تريليون وفي الشهر الثاني وفرنا (35) تريليون وأقول لك كل ما حدث أننا أعدنا مصداقية بنك السودان.
* كيف أرجعتم المصداقية له؟
لأن الأدوار كانت متكاملة عندنا في المجلس العسكري وكلنا كنا نعمل بهم واحد.
* هل كل المجلس العسكري كان يعمل بذات الروح؟
“ما كلهم هناك ناس لا أتحدث عنهم”، ولكن كنا نعمل وقمنا بجدولة الديون كلها وأرجعنا ميناء بورتسودان بعد أن دفعنا مبالغ محددة. ووجدنا “ناس الإنقاذ شغالين طواقي” كل يوم مع دولة يوم روسيا ويوم مع الإمارات، وقمنا بدفع لكل حقوقه والذي لم ندفع له جدولنا له حقوقه والفضل يرجع لربنا ولإخواننا السعوديين والإماراتيين فهم بعد التغيير مباشرة ساهموا بثلاثة مليارات دولار اثنان ونصف منحة وخمسمائة وديعة، ونحن في الحقيقة استلما الخمسمائة فقط ولم نستلم البقية وتوقفت بسبب المشاكل وقلت لهم “الخمسمائة ما نتصرف فيها إلى أن يتم تشكيل الحكومة الانتقالية تكون لها رصيد”، والحمد لله سرنا على هذا الامر والدولار رجع لـ(48) جنيها، وبعد المشاكل التي خلقت لنا ومحاولة شيطنتنا ارتفع مجدداً لـ(38) وسلمنا الحكومة الانتقالية بهذا السعر بوجود (120) تريليون في الخزنة وهناك مائتان تريليون قادمة من الخارج من المطابع.
* كيف تمت الطباعة؟
هي التزامات قديمة ونحن دفعنا النقد الأجنبي فقط وهذا الذي دفع بنا للجنة الاقتصادية فلم آتيها من فراغ لكني أعطي الدقيق لخبازه فقط، فأنا استعين بالاقتصاديين والذين لهم دراية بالاقتصاد ورجال الأعمال والناس الوطنيين ولا أملك عصا موسى، بعد ذلك لدينا السياسات التي تساعدنا في ذلك الأمر ولا تقل لي أنك قفلت الحدود بعد استلامك اللجنة الاقتصادية ولكني أقول لك إن الدعم السريع يقع عليه ظلم حقيقي فهم يموتون في الحدود بطرق مختلفة وكل ذلك لا يحسب لهم. وأنا استقلت من الأولى لأنها كانت مترهلة فيها (13) شخصاً من الحرية والتغيير فقلت لرئيس الوزراء استلم أنت رئاسة اللجنة وانا سأساعدك ولكن رئيس الوزراء “لم يشتغل بيها كثير” لمشاكله الكثيرة. اللجنة كانت مقترح منا كلنا وأي شخص عندو هم البلد كان يمكن أن يساعد فيها.
* فيما يخص رئيس الوزراء ما هو شكل الدعم بينكم كأعضاء مجلس السيادة فكنتم تعلمون أن الرجل يحتاج لدعم كبير جداً حتى يتمكن من إنفاذ مهام كبيرة وعد بها الشعب السوداني؟
سأجيب على سؤالك هذا ولكني أقول لك إن هؤلاء الناس يصنعون الأزمات” وما عارف يمشوا من ربنا وين”، والمحاضر تثبت ذلك. فهم جاءوا كما جئنا نحن في المجلس العسكري مبكراً وقمنا بأخطاء وكانت مفتعلة، رفضنا مشاركة المدنيين وهذا خطأنا ومفروض نحن كعسكريين كان نسلمها للمدنيين ونقول لهم شكلوا حكومتكم ونذهب نحن لدورنا الأمني فقط، هذا كان التغيير الذي أعرفه في البداية “لكن الجوطة حصلت ودورونا هؤلاء الجماعة”، وسأتحدث عن هذا في وقته، لكن هؤلاء الجماعة الجدد وفي أول اجتماع مشترك مع الحرية والتغيير صاروا يصرخون مدنياا مدنياا داخل الاجتماع فقلت لهم هل أنتم جاهزون لمواجهة تحديات المرحلة الاقتصادية وغيرها من قضايا القانون والعدالة، وبدأوا يسخرون منا ونحن ليس لنا عداء مع شخص ولكننا نسعى لأجل العدالة، وشددنا على تشكيل النيابة والقضاء وعندما رفضنا بعض الأسماء كان للتقارير، حتى المؤتمر الوطني قلنا لهم في البداية لا تشاركون في الانتخابات القادمة ولا في حكومة المرحلة الإنتقالية وأكدنا لهم أن المجرم يحاسب ووافقوا على هذا على ذلك وطلبوا منا ألا نستهدفهم ووافقنا لأننا كان همنا على البلد، لكن من بعد نحن صرنا تشريفيين ونتفرج و”جاط الأمر”.
* هل وجودكم كتشريفيين حد من دوركم ودفع عناصر النظام البائد للتظاهر وغيره؟
هم يعتبرون اليوم أنه تم استهدافهم “وخلينا نكون حقانيين” عناصر النظام البائد اليوم في السجن ولهم أكثر من سنة دون محاكمة وهذا غلط ونحن مع الحق، هناك من يقول منهم انا اعدمت (28) شخصاً وإنت ما قادر تحاكمه؟؟ الوضع الراهن لا حل له الا بالتراضي ووالله نزاهة النيابة ونزاهة القضاء أشهد عليها فصلاح قوش يومي يبكي لعمر البشير عن دور النيابة في تجديد القبض عليه.
* شراكتك مع حمدوك؟
شراكة حقيقية وعلاقتي به حميمة جداً وأنا قلت فيه من البداية إن هذا الرجل مثلنا تماماً قدم لمصلحة البلد ولفترة انتقالية محددة وأنا داعم له.
* حمدوك يحظى بشعبية كبيرة جداً وأصبح السودانيون يعلقون آمالاً كبيرة وهناك تقارب بينك وبينه، فهل نحن الآن أمام شكل جديد من أشكال الشراكة قد تنقذ المرحلة الانتقالية؟
اتفق معك حول رئيس الوزراء فهو إنسان وطني وغيور وقادم لفترة معينة وليست له أجندة لكن التحديات التي واجهته أن السودان في قائمة الإرهاب كما أن السلام لم يكتمل بالإضافة للوضع الاقتصادي كلها عوامل واجهت الرجل. ونحن كعسكريين صادقون في الشراكة وحريصون أن تمر الفترة الانتقالية بسلام وبدون مشاكل وحمدوك يجد منا كامل الاحترام وتنسيق وتشاور متكامل، صحيح لنا مشاكل مع الحكومة وحاضنتها السياسية لكن نحاول تجاوز كل ذلك لإنجاح المرحلة الانتقالية.
* فيما يخص لجنة الطوارئ الاقتصادية البعض يرى أن مسألة تجار الاحتكار والسوق الأسود أكبر من الدعم السريع ومن حميدتي نفسه، ولا يملك الإجراءات التي تحسم هذه الظاهرة؟
في زمن البشير نحن عملنا في هذا الأمر ورجعنا سعر الذهب والدولار لكن البشير لم تكن لديه رغبة في حسم الغلاء لأن سعر الذهب وقتها كان في السوق (280) وأصدر بنك السودان قراراً رفع فيه السعر إلى (2330) ما يوضح عدم رغبة البشير في حسم ظاهرة تجار السوق الأسود، وأنا الآن اتحدث كنائب رئيس للمجلس السيادي ولا أتحدث بصفة الدعم السريع نحن نتعاون كلنا كحكومة رغم أن السياسيين يتحدثون عنا كتشريفيين ويقولون “خلونا نقطع بيهم الفرقة ونأكل قروشهم ونفكهم والأموال جابوها بطريقة غير شرعية وهي ذاتها ملك للشعب”، كل هذا الحديث نسمعه ولكن نتجاهل لأن البلد بلدنا والظروف التي مرت بها بالأمس إذا لم نقف فيها يفترض نقدم استقالات، وبالمناسبة دي طالبت الجميع بتقديم استقالة جماعية لأننا فشلنا في كل شئ الدولار استلمناه من عمر البشير بـ(98) والآن (168) فهذا عار علينا “وكل الناس زهجانين والله بما فيهم رئيس الوزراء”، لكن رأينا أن استقالتنا في مثل هذه الظروف تصير مثل التولي يوم الزحف وستبقى عار على أولادنا.
* اللجنة الاقتصادية فيما يخص التهريب والاحتكار والغول الكبير هذا هل تستطيعون محاربته؟
كل العاملين في هذا الأمر نعرفهم ونعرف من يتعاملون معهم ونحن بدأنا بالتي هي أحسن والقومة للسودان التي رفعها أخونا رئيس الوزراء وقلنا إن (الحصة وطن) التي قالها الشباب قبيل واختفوا الآن، ونحن طالبناهم وقلنا ليهم دعونا نعمل للبلد نخرجها من أزمتها الراهنة ثم نقوم بوضع السياسات نعيد فيه الأموال بالحلال لأن التهريب في حد ذاته حرام وتهلكة للنفس شرعياً وأول نقاش لنا في الغرفة الاقتصادية هو عن قانون للاستثمار لمنع الفوضى حتى نستطيع أن نمضي للأمام بالشأن الاقتصادي وأوفدنا عدداً من الوفود للوقوف على تجارب دول مثل رواندا وسنغافورة وكينيا وجنوب أفريقيا وتجربة الإمارت الآن، ولو صدق معنا شركاء الحكومة فقط ستتجاوز البلد الأزمة وسعر الدولار يرجع وينخفض كل شئ والمرتبات تكون لها قيمة.
أما السوق فعملية التهريب والطماعين من زمن الرسول موجودة لكن عندنا العلاج ولا نريد أن نهدد الناس لكن حدودنا قفلناها تماماً وما قلناه في الغرفة المشتركة نفذناه عبر القوات المشتركة حتى لا نضطر بالذهاب للاتجاه الآخر وهو المحاربة عبر السياسات وغيرها بالنسبة لتجار الدولار والذهب والتهريب ولأجل ذلك أنشأنا المحفظة لشراء عائد صادر الذهب بجانب قيام البورصة المختصة بالذهب مثلنا مثل الدول التي يقوم اقتصادها على الذهب.
* ما الذي تستطيع عمله اللجنة الاقتصادية تجاه الذين يخربون الاقتصاد بشكل واضح ويهزأون من عمل اللجنة؟
الحكومة السابقة لم يكن لديها قوانين وكان هناك قانون جهاز الأمن المتساهل مع المتلاعبين الذين يتم إيداعهم المعتقلات ويتمتعون بكامل الرفاهية ويديرون عملهم من الداخل بصورة أريح من البيت، نحن لن نتجه لهذا الإتجاه وإنما سنقوم بالتشديد عليهم بزجهم في مناطق الشدة في الحدود وفي مناطق الإنتاج ليعرف طعم الحياة والحرية وهذا حل أمني ولكن سنسعى لاستصدار قانون يقود لإعدام المتاجرين والمهربين للذهب لأنه الركيزة التي تقف عليها الدولة.
* أخيراً أكثر من عام على التغيير وتوليكم مهام الفترة الانتقالية كيف تقيم الفترة وهل الفريق دقلو نادم على بعض الأشياء في الفترة؟
أنا نادم على الحلول في المجلس العسكري لأني أنا أحلم بالتغيير وهذا ليس التغيير الذي أحلم به لو الشعب السوداني عرف عدوه الحقيقي وعدو الثورة سنمضي للأمام، والله هدفنا هو أن يمضي بلدنا للأمام ويجب أن نضع أيادينا مع بعض وأوصي بجمع الصف.
* هل هو العقد الإجتماعي الذي قدمه الصادق المهدي وقد كلفت لجنة لدراسة بنوده، هناك من يرى الأمر بإنه إنشقاق عن الحرية والتغيير، فما هو رأيك في هذا الأمر؟
أنا رأيي واضح في الإمام الصادق من أول يوم أنه ماضٍ في تكوين حزبه وقواعده وماضٍ نحو الطريق للانتخابات والتي هي من تأتي بالديمقراطية، لكن اليوم ليس وقت لشق الصف وقمنا بإيداع مبادرة لجمع الصف وتصحيح المسار، كما أن هناك مبادرات غيرها ونعترف أنه توجد أخطاء كثيرة جداً والخطأ لا يعالج بالخطأ لكنا نريد جمع الصف وتصحيح المسار.