ان تتلعثم وزارة الصحة في وضع تدابير فاعلة للتعامل مع المصابين بمرض كورونا المستجد وفي التعامل مع المشتبه اصابتهم بالداء فانه تلعثم طبيعي ومبرر كون انها لا تملك الاموال الكافية التي تمكنها من تنفيذ الخطط التي وضعتها لمكافحة الجائحة الخطيرة ونعرف ان دول العالم وضعت ميزانيات ضخمة للغاية لمجابهة جائحة كورونا ..
ولكن من غير المقبول اطلاقا ان تتلعثم الصحة ولا تنبس ببنت شفة امام حاجة المرضى بغير كورونا للعلاج وهم كثر للعلاج في المستشفيات الحكومية والمستشفيات الخاصة والمراكز الصحية ..
وتظهر للناس بمظهر العاجز عن القيام بدوره الاساسي في توفير العلاج والدواء للمرضى بغير مشقة ولا عنت وبمظهر الذي لا يملك حيلة فيقضي كل وقته في رصد حالات كورونا وعدد المتوفين وعدد المصابين في حين يموت المرضى في جانب اخر من المدينة بسبب عدم وجود المستشفيات التي تستقبلهم فيموتون في الطرقات و داخل السيارات وفي استقبال المستشفيات ..في مشاهد مؤلمة تكشف عن تنقص مريع في الخدمة الصحية في العاصمة الخرطوم وعن نقص اكبر في الكوادر الصحية التي تقدم العلاج وتعمل على انقاذ المرضى نتيجة التركيز على كورونا وحدها ..تحت شعار( كورونا بس والباقي قش)
اذا قمنا باحصائية الان لعدد المتوفين بسبب افتقارهم للعلاج لوجدنا ارقاما يشيب لها الغراب ولعرفنا حجم الدمار الذي وصل اليه القطاع الصحي في السودان ..
والسبب طبعا ليس دكتور اكرم علي التوم وزير الصحة الحالي كما يعتقد البعض ..
السبب ان حكومة الانقاذ اهملت معظم المستشفيات الحكومية ودعمت فكرة انشاء مستشفيات خاصة بمواصفات خاصة ..وبكوادر خاصة وبافكار خاصة..
وفي اول امتحان حقيقي لم نجد تلك المستشفيات الخاصة تبخرت في الهواء بعد ان اغلقت ابوابها خوف انتقال العدوى الى داخلها ..
ولم تشفع لها خواصها المتفردة في استقبال المرضى ..
ومستشفيات لا نجدها اوقات الحارة لانريدها اوقات الباردة ..
مايهم المريض ان يجد العلاج السريع المناسب وفي الوقت المناسب ..
وهذه الخدمة غير متوفرة حاليا ..
في الهواء
نصيحة
ابحث عن ابرة في كومة قش ولا تبحث عن مستشفى تستقبل مريضك هذه الايام