ان يتسلل فيروس كورونا لحلق زوجة زعيمنا المحبوب ترودو ويدخله المحبس خشية ملاقاة زوجته، وان تدخل ميركل بيت الحبس، وان يموت الرئيس السابق لنادي ريال مدريد فذلك يعني ان الكورونا تتميز بالعدالة والدقة في التصويب والاصابة.
وباء عادل للغاية لا يفرق بين الناس على اساس العرق او اللون ولا يابه باتجاهاتهم السياسية والفكرية ومواقعهم الاجتماعية. كان بامكان علية القوم ان يتحصنوا داخل اقبية الامتياز الاجتماعي لكن كورونا جددت معنى بيت الشعر الذي كاد ان يخبا:
كل ابن انثى ولو طالت سلامته
يوما على الة حدباء محمول
فرضت واقعا جديدا على العالم لم يكن مالوفا، فرضت (السكون) وهذه حالة ضد طبيعة العالم الذي لا يمكن ان تراه الا اذا كان متحركا ولا تحس به الا صاخبا ولا تدرك معانيه الا بالصراع، فرضت كل ذلك علي الكون ولم تستثن من اقطاره الا السودان. لا سكون هنا ولا طاعة اوامر صحية. نفس الحياة سلام و(قلدة) ولوم وعتاب وحوليات ورجبية ولا وجل.
تنظيرات صحية واجتراحات طبية واضافات من صلب علم الصيدلة. هذه مناسبة لا يفوتني فيها الاشارة الى ان (القونقليس) لا يخفض الكلسترول فقط انما يقوي المناعة فمن غيره يتضوع ثراءا بفيتامين سي وهذه مساهمة مني بوصفي عالم القونقليس الاول في السودان فهو الوحيد الذي يعطي لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر.
توقفت كل الصراعات السياسية في العالم واستجاب اطراف الصراع في ليبيا للنداء الانساني لتوقف العمليات العسكرية ودخلت كل احزاب العالم داخل نفسها واختبات داخل الايديولوجيا والبرنامج والاليات وكفت عن الكلام المباح الا في السودان فلم يحتدم الصراع السياسي الا ايام الكورونا. حقا ان البلاد تمر بحالة (مخاط) عسير كما وصفها السيد صلاح مناع!!!
هذا (المخاط) الذي يتكور في انف الحركة السياسية مرده انها لم تغادر سن الطفولة وانها مازالت (بمخاطتها) رغم تقدم العمر. لقد تفانى مناع واسلس ابداعا وهو يكتب (المخاط) بدلا عن المخاض واصاب وهو يخطئ.
لاحظت ان الصراعات السياسية لم تحتدم وتبلغ مداها الاتم الا في ايام الكورونا فجوهر بلوتيكا كورونا يلزم الجميع بالتامل والاستعداد للحياة الاخرى وتنقية الوجدان وتصفية النفس والانتجاع للمعنى الانساني والاعتراف بمجزرة بيت الضيافة واعادة تعريف ليلة المتاريس وفض الاعتصام والكف عن المماحكة وزجر كلاب الشهوات السلطوية حين تعوي، لكن كورونا السودان اججت كل ذلك على نحو مغاير لمضمون رسالتها الاهم.
في غمرة وباء ضرب العالم مرة تكاشف زوج وزوجته حين سالته والوباء يقترب منهما فسالته الزوجة: كم مرة خنتني? فاعترف لها بانه خانها مرة واحدة. ثم امتدت بالسؤال: مع من? فقال لها مع واحدة من الشلة. ثم باغتها بنفس السوال ومع من خنتني انت? فقالت له: (مع الشلة)!!!
كنا نتوقع ايام الكورونا ان تصفو الحركة السياسية وتضيئ داخل ذاتها وتشف وتصفو وتخبرنا كم مرة خانت شعبها مع الشلة?!!!