*قبل اسبوعين كتبنا في هذه المساحة عن قضية العالقين في معبر الحدود مع مصر وغيرهم من طالبي العلاج في القاهرة والذين انتهت فترة علاجهم وفشلوا في العودة إلى ديارهم بسبب جائحة كورونا.
*جل الموجودين الآن في مصر ويريدون العودة هم من المرضى الذين أجبرتهم “تواضع” مرافقنا الصحية من الاتجاه صوب القاهرة بقصد العلاج، وبعضهم انتهت فترة علاجه وانقطعت أموالهم ويواجهون ظروفاً قاسية ربما لايشعر بها إلا من تذوق نيران البعد عن الوطن ولو لشهور قليلة.
*خلال الأيام الماضية تكفل رجل الأعمال عصام الشيخ بتخصيص مزارعه لحجر هولاء العالقين حتى تثبت سلامتهم من مرض كورونا، والكثير من العالقين مستعد بتحمل نفقات عودته الى دياره ومستعدون للحجر ولكن في بلادهم حيث الشعور بالأمان والاطمئنان.
*أحد السودانيين بعث بمقطع فيديو وهم متجمهرون في أحد الشوارع ووضح فيه معاناة الأسر والأطفال والنساء ، وناشدوا الحكومة بضرورة إجلاءهم من القاهرة إلى الخرطوم وحجرهم في أماكن تحددها الدولة ومنها الاندماج مع المجتمع.
*مأساة السودانيين في القاهرة تعصر القلوب حرقة وألماً والكثير منهم تقطعت بهم السبل وطبعًا السفارة لم تصل إلى الكثير منهم رغم وصولها للبعض.
*شاهدت بعض المقاطع للمصريين وهم ساخطون على تجمهر السودانيين في الشوارع وأمام مبنى السفارة وإحداهن قالت “لماذا لا تتحرك حكومة السودان لتسفير رعاياها..ايه الارف دا”.
*محمد عبد المنعم وزوجته وشقيقته وزوجها من الذين انتهت فترة علاجهم بالقاهرة وأبناؤهم ينتظرون عودتهم الى أرض الوطن ولكن لا سبيل الى ذلك مع قرار إغلاق الأجواء في مطار الخرطوم، إحدى المريضات انتهت أموالها ولم ينته علاجها فأرسلت الى أحد أقربائها في الخرطوم ليجد لها حلاً، وهناك المئات من المآسي في المحروسة أبطالها سودانيون لحماً ودماً لا تريد حكومتنا الموقرة فتح الأجواء لهم للعودة الى بلادهم وحجرهم كبقية خلق الله .
*إنها رسالة الى قيادات مجلس السيادة وإلى رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك نقول لهم إن الله سيسألكم عن حق هولاء الرعية التي تاهت في أرض مصر وبإمكانكم إيجاد حل لهم، فهم موافقون على كل الشروط التي تضعها وزارة الصحة.. موافقون على أن يدفعوا من حر مالهم في سبيل العودة الى ديارهم وموافقون على الحجر الصحي حتى تتأكد الجهات الصحية خلوهم من وباء كورونا.. مستعودون لفعل اي شيء من أجل الشعور بالأمان وهم في ديارهم.
*نسأل الله أن يبارك للرجل الخلوق عصام الشيخ في ماله وأهله فهو أراح وزارة الصحة من اختيار المكان وكلفة كل احتياجات الحجر الصحي لهولاء النفر من أهل السودان في ديار الغربة، وعلى دولتنا “المحترمة” أن تجلي أبناءها خاصة وأنهم خرجوا بهدف العلاج وليس لجمع المال كما هو الحال في بعض الدول التى ينتظر فيها السودانيون عودتهم لبلادهم.
*وزارة الصحة مطالبة بإيجاد حل سريع لهولاء المساكين كي يعودوا إلى بلادهم وتتم معاملتهم وفق الضوبط التي تراها لحفظ سلامتهم وسلامة الموجودين في السودان، ومع ذلك نرفع صوت هولاء السودانيين الى رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان ونائبه الفريق أول حميدتي ورئيس الوزراء د.حمدوك ونقول لهم ان مسئولية السودانيين في القاهرة في أعناقكم ونرجو أن نسمع توجيهاً بعودتهم وحجرهم حتى يشعروا بالأمان ونحن كذلك نشعر بالراحة النفسية.