مدني – أحمد الطيب المنصور
ولاية الجزيرة في يوم الخميس الحادي عشر من أبريل من العام المنصرم، استيقظت على صوت المذياع والقنوات الفضائية وهي تنقل المارشات العسكرية وأن هنالك بياناً مهماً من القوات المسلحة فترقبوه هذه العبارة التي ارتسمت في أذهان كثير من عاش حقبة القرن الماضي بإعلان انقلاب وأحياناً أخرى انحياز القوات المسلحة السودانية لخيار الشعب السوداني وعبارته التي تمثل أيقونة (جيش واحد شعب واحد). لتكون بمثابة بداية لأمل جديد لشعب طالما عشق الحرية ويتنفس الأحلام وهو في حالة يقظة.
في ذلك اليوم تجمع مواطنو ولاية الجزيرة في الصباح الباكر بصورة تلقائية وعفوية بمختلف أعمارهم وأطيافهم أمام قيادة الفرقة الأولى مشاة بود مدني وأمام أمانة الحكومة يحتفلون بغروب شمس عهد الإنقاذ وحكم امتد لثلاثين عاماً من عمر الشعب، وهم يرددون حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب، والأطفال يحملون علم السودان وصور الشهداء والهواتف لتصوير هذه اللحظة التاريخية وسط تفاعل عدد من أفراد الجيش السوداني وهم يحملون الأطفال على أكتافهم في مشهد يدل على المودة والمحبة.
أما ساحة موقف (الأمجاد) في موقعها الجنوبي، فقد تحولت إلى ملتقى لتجمع أهل الجزيرة تحت سقف واحد تزينه الجداريات بصور الشهداء وبانوراما ثورة ديسمبر وسط وقفات حداد على أرواح الشهداء وأغانٍ وطنية ومنتديات وإبداعات هواهم للجيش السوداني (الجيش جيشنا ونحن أهله وبنستاهله) وعانقوا منسوبيه وحملوهم على الأعناق.
أما الكنداكات فكن يرددن (حتسقط وحنعرس جياشه)، فأصبحت ساحة الاعتصام تلهم الثوار الحماس وهم يصلون ليلهم بنهارهم حتى تكتمل أركان الثورة التي ينشدونها.
عدد من المراقبين في ذلك اليوم تحدثوا عن الاختراق الذي أحدثته المؤسسة العسكرية مما يتطلب من القوى السياسية مراعاة الواقع الاقتصادي وإسناد قادة المناطق العسكرية لقيادة دفة الحكم بالولاية.
هذه الصور تجسد موقف ولاية الجزيرة في دفتر إنجازات وأحداث ثورة ديسمبر المجيدة والتي اكتملت أركانها بانحياز الجيش السوداني لشعبه في أبريل من العام الماضي.