كشف نقيب الأطباء عضو اللجنة القومية لدرء الوبائيات بوزارة الصحة أحمد الشيخ، عن تزايد حالات فايروس كورونا المنتشر عالميًا، وقال الشيخ إن الحالات التي أثبت فيها الوباء بالسودان قادمة من الإمارات ودول عربية أخرى، وـدت إلى وفاة اثنين، ثمانية بالعزل الصحي، وأضاف أن وزارة الصحة تعلن الحالات أول بـول دون إخفاء للحقيقة.
وكشف في حواره مع (الصيحة)، أن مواقع للحجر مجهزة بدعم من وزارة الصحة والجهد الشعبي والأطباء أنفسهم، وأرجع وقال لم نعلن عن موقعها تخوفاً من ذهاب المواطن إليها دون تنسيق مسبق مع جهات الاختصاص. وقال إن الوزارة مجتهدة لدحر الوباء عبر المتابعة والتوعية، وحذّر المواطنين من التهاون بالمرض ومنع لبس الكمامة في الشوارع العامة نسبة لانتقال عدوى وتلوث.
وأضاف أن للسودان تجربة تاريخية غنية مع الوبائيات، وكشف الشيخ عن أن هنالك شركات عالمية تعمل على تجهيز لقاح يقضي على فايروس كورونا ضارباً مثلًا بفايروس سارس الذي تم اكتشاف علاج له عالمياً، ويعتبر الكورونا الوريث الحقيقي لسارس، وكشف عن تفاصيل وأرقام أدق، فإلى مضابط الحوار:
*الاعلان عن عشر حالات مصابة بمرض الكورونا داخل السودان، هل دخلت البلاد مرحلة الخطر؟
هناك حالات مؤكدة، تمت بالمخالطة وـن الحالات كانت في البداية بسيطة جداً، ولعدم الاهتمام تزايد العدد إلى عشر حالات مؤكدة من قبل وزارة الصحة الاتحادية. كما أن الحالات التي ظهرت في السودان جاءت من دولة الأمارات العربية ومن بعض الدول بالخارج، وهذا ما أدى إلى الانتشار داخل السودان جراء المخالطات، وبلا شك المسألة خطيرة.
*هل كل الحالات المعلنة قادمة من الأمارات؟
لا.. هناك حالات من دول عربية حاملة لهذا الفايروس، ولولا الإجراءات التي قامت بها وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع اللجنة القومية ومساعدة مجلس السيادة واللجنة القومية للوبائيات ونقابة أطباء السودان الشرعية لانتشر الوباء أكثر مما هو عليه الآن.
*وضّح لنا بدقة التفاصيل وطرق الإصابة في الحالات المصابة والمُتوَّفاة؟
الحالة الأولى التي توفيت بسبب الكورونا لشخص قادم من الإمارات العربية، في المرة الأولى جاء الفحص سالباً، ولكن هذا لا يعني أنه ليس مصاباً بالفايروس، وفي العادة تؤخذ العينة الأولى، وبعد مرور أربعة أيام تؤخذ العينة مرة أخرى وهي التي أثبتت أنه توفي بمرض الكورونا.
*كيف ترى إنكار من قبل بعض الأسر للمرض وعدم الإعلان عنه؟
هذه واحدة من أسس البلاوي ونقطة محورية في تفشي المرض.. ونحن نطلب من المرضى وأسرهم أن يساعدوا الطبيب بالصراحة وبالحالات التي يشتكي منها ذووهم، وأن لا يخفوا أية أعراض حتى لا يتفاقم المرض إن كان كورونا أو غيره من الأسقام المختلفة حتى لا يتفاقم نوع المرض وينتشر وسط الأسر والمجتمع إن كان معدياً.
*إلى الآن كم حالات الوفاة بسبب الفيروس؟
حالتان فقط حتى تاريخ “السبت” الماضي.
*وماذا عن الحالة الثانية بعد توضيح الحالة الأولى؟
هي حالة أيضاً استطاع مخالطة الناس فهو قدم من السفر من دولة عربية وتكتم على الأمر ولم يقل إنه مصاب ولم يوضح الأعراض إلا بعد أن تم الاكتشاف من أسرته الأعراض التي تصاحبه وتم التبليغ وجاء إلى الأطباء وتوفي داخل المستشفى.
*وضِّح لنا يا دكتور الحالات التي تأتي للحجر الصحي والتي تأتي إلى المشفى مباشرةً؟
الحجر الصحي للمراقبة والمستشفى للعلاج وهنالك عنابر مخصصة.
*وزارة الصحة أعلنت عن عشر حالات بالفايروس؟
نعم، والآن كلهم داخل الحجر الصحي لتلقي العلاج.
*هل كل العدد قادم من الخارج أم هنالك حالة من الداخل؟
من الداخل، ولكن بسبب مخالطات مع أناس قادمين من الخارج ومنهم خمسة قادمون من الخارج.
*ما دوركم أنتم كنقابة أطباء في هذه الحالات؟
تم حجرهم.. وأي شخص قادم من الخارج لابد من حجره 14 يوماً لسلامته وسلامة المواطن، وألاحظ أن المواطن يتخوف من الحجر، لكن نقول إنه عبارة عن سلسلة طبية كاملة، وليس بالضرورة أن يكون المواطن مصاباً بالفابروس، لذلك يدخل الحجر كل من لديه أعراض يحجر، لأن هذا الوباء ليس له علاج إلى الآن وأن كل اللقاحات التي يمكن تضع حداً لهذا الوباء غير موجودة.
*كم عدد الموجودين في الحجر الطبي داخل المشفى؟
ستة بالعناية المكثفة.
*وما عدد المشتبه بهم داخل الحجر الصحي؟
العدد في زيادة ويفضي إلى الانتشار المضطرد، وهذا ما يدق ناقوس الخطر، ولذلك نحن نطالب أي شخص قادم من السفر لتوه أن يحجر نفسه لمدة 14 يوماً.
*في المدة المحددة للحجر تم إخراج مواطنين منه؟
المدة إذا لم تنته لا يجوز إخراحهم من الحجر لأنهم سيكونون عرضة لنشر الفايروس في الهواء الطلق وحينها ستعم الإصابة الكثيرين.
*هل أنتم حريصون ومتابعون لحالات المرضى؟
لدينا تجربة مع الوباء تاريخيًا من زمن الطاعون الأسود في سنة 1347ه وقتل ٢٠٠ مليون شخص وبعده الجدري وقتل ٥٦ مليوناً، وفي 1997 الإيدز وقتل 12 مليون شخص والإنفلونزا الآسيوية وقتلت الملايين، حمى الخنازير وقتلت 20 ألفاً والحمى الصفراء وقتلت 150 ألف شخص، ولكن السودان في ذاك العهد سنة 1948م استطاع أن يتخلص منها، لذلك الدولة البريطانية كرّمت وزير الصحة الأول علي بابكر بدري كأول وزير صحة في السودان، وأخذ وسام الامبراطورية العظمى وكان آخر مرض تم تشخيصة بمدينة كادوقلي وإنفلونزا الطيور التى قتلت 11 ألف شخص.
*ألم تتوصل المساعي لاكتشاف علاج لهذا الفايروس؟
هنالك شركات عالمية لديها تجربة في بعض اللقاحات التي تبيد الوباء، وأن اللقاحات هذه مستفيدين من تجربة السارس، وأن الكورونا الوريث الشرعي لفايروس سارس تحوّر وكلما ينتقل من دولة لأخرى جيناته تتغير، لذلك فكرة عمل اللقاح استفادوا من تجربتهم التي حاربوا بها فايروس سارس، ونحن الآن متفائلون جدًا بنجاح اللقاح والقضاء على الوباء.
*ماهي النصيحة الطبية منكم للمواطن؟
الدقة والدقة، وأن تستمع وتنفذ إرشادات وزارة الصحة واللجنة القومية للوبائيات، إضافة لكل ما من شأنه الحد من خطورة الفايروس المنتشر بكثافة وسرعة فائقة وإلا فلا عذر لنا.
*الشعب السوداني لا زال ينظر للمرض بتهاون كما أن هنالك من يقول إن أجواء السودان تجعله خالياً من الكرونا؟
السودان ليس خالياً من الكورونا والعدد متزايد، ولازم المواطن يعرف أن أية دولة معرضة لكورونا والسودان ليس استثناءً.
*توقعاتكم كجهة مختصة هل ستزيد نسبة الإصابة بالكورونا أم ستنحسر؟
هذا يعتمد على المواطن وفهمه ودرجة تقبله للإرشادات إذا أقبل عليها ستنقص وتقل بلا شك، وإذا تجاهلها فإن نسبة الإصابة وسط المواطنين سوف تنتشر، وفي الآخر الأمر كله بيد المواطن وممارسته لحياته اليومية، إذا راعى فيها درجة الأمان والتثفيف الصحي، وإلا فإن السودان مقبل على خطر حقيقي.
*ما هي الطريقة المثلى لانحسار المرض؟
الوقاية وعدم المصافحة والتعقيم والابتعاد عند الضرورة وغيرها عن الآخر بمسافة المتر ونصف المتر كما هو موضح في الإرشادات.
*هل وزارة الصحة وفّرت التعقيم للمواطن في الأحياء وأماكن السكن؟
في شارع النيل دار نقابة الأطباء توجد أدوات التعقيم جميعها وبأشكالها ومجاناً.
*لماذا لا يعلن عنها وهنالك شريحة ليس بمقدورها شراؤها؟
لا تم الإعلان عن ذلك وحتى داخل المؤتمرات الصحفية لوزارة الصحة موجود المعقم.
*هنالك اتهام بأن وزارة الصحة تتكتم على بعض الحقائق تجاه الوباء؟
أبداً والله لم تتكتم على أي شيء وأول وزارة صحة تمر على السودان لم تتخذ التكتم كوسيلة ومبرر لأغراضها، وتحديداً في العهد الجديد. ففي العهد البائد أنا شخصياً كنقيب أطباء تم اعتقالي عندما أعلنت عن وباء الكوليرا وقلت لهم لازم نعلن لاستقطاب المساعدات من جهات متعددة في المجتمع الدولي والآن وزير الصحة أعلن عن أول حالة كورونا وقبل الكورونا جاء إلى السودان طلب من منظمة الصحة العالمية المساعدة وقدمت معينات ممتارة جداً والآن لدينا أطباء وطبيبات مطوعات لتدريب الناس.
*ما صحة أن هنالك طبيباً أصيب بكورونا داخل الحجر الصحي؟
عارٍ من الصحة… والناس لا تنجرف وراء شائعات الواتساب استمعوا لوزارة الصحة.
*هنالك ست حالات في العناية كيف وضعهم الصحي الآن؟
يتلقون علاج تقوية المناعة.
*هل هذا العلاج يُشفي من المرض أم ماذا؟
نحن نسعى لعلاج الناس ومتفائلون، ونسأل الله الشفاء لهم، لكن إلى الآن كما قلت سابقاً لا يوجد علاج ناجع للمرض.
*ما هي الحالات التي تم تخصيص الحجر الصحي لها؟
الحجر الصحي مخصص لحالات الفحص فقط .
*ما هي الجهة المخول لها الفحص؟
وزارة الصحة… عبر المركز القومي (إستاك).
*هل تم حجر أسر المتوفين بسبب كورونا؟
نعم، في الحالتين تم إجراء فحوصات لأسرهم للتأكد من صحتهم وحالهم.
*هل ثبت لكم أن بعضهم نُقلت إليه العدوى وبالتالي أصيب بالفايروس؟
لا.. لا توجد، لكننا نتوقع زيادة الحالات للظروف المعروفة بقرب السودان من الشريط الموبوء من دول الجوار وغيره فإن السودانيين بالخارج والذين قدموا للبلاد كُثر.
*وإذا لم توجد محافظة؟
خليك في بيتك شعار كورونا هذا علاج وتتبعه إرشادات صحية، وغسيل الأيدي بالصابون ونبعد عن السلام، ونحن السودانيون سلامنا بالاحضان لمدة طويلة وبصورة كبيرة لابد من أن نبتعد عنه.
هنالك تجمعات في المناسبات والبعض يعيش حياته بشكل طبيعي جداً؟
هذا خطر جداً.
*ما رأيك في الحظر؟
نتلقى الأوامر فقط، ويجب أن نطبقها لمصلحة البلد ككل.
*الكمامة وراؤها الكثير من الأقاويل وضِّح لنا الغرض منها؟
لبس الكمامة في الشوارع غير مفيد ويمكن أن تنقل الجراثيم والعدوى للبيوت.
*متى يأتي المريض إلى الحجر الصحي وما هي الحالات التي تدفع المواطن؟
عند وجع الحلق وقحة جافة وارتفاع درجات الحرارة يتم التبليغ عبر الرقم 221 ويتم سؤالك أسئلة معينة إذا كنت بحاجة لحجر يأتون بك إلى الحجر
*هل مواعين الحجر متوفرة وتسع الكم الهائل من المشتبه بهم؟
متوفرة.. ووزارة الصحة خصصت مواقع كثيرة جداً للحظر.
*ألا يوجد هناك دعم تجاه الوباء؟
هناك دعم شعبي ومن الأطباء أنفسهم.
*وصية طبية؟
عليكم بالبيوت إلا للضرورة القصوى وعدم المخالطة والغسيل من ناحية طبية.
*توقعاتك لكورونا؟
محتمل ينحسر ويحتمل تزيد حسب تفهم المواطن وتعامله مع طرق الوقاية منه لدحره.