أيقونات الاعتصام… كانوا هناك
الخرطوم : نيازي أبو علي
في الذكرى الأولى لدخول الثوار محيط القيادة العامة حيث شهدت الثورة المجيدة بدايات الانطلاقة الحقيقية، برز عدد من نجوم المجتمع أو أيقونات الثورة، عبروا مع المواطنين بالشوارع والممرات بعضهم معروف والبعض الآخر ظل يقدم كل ما بداخله من أجل الوطن فقط بعيداً عن الفلاشات والأضواء. منذ البدايات وحتى داخل ساحات الاعتصام بالساحات والممرات الغربية لمقر الجيش السوداني بالقيادة العامة، وذلك إيماناً منهم بثورة التجديد والتغيير في وطنهم السودان، وتعبيراً عن الديمقراطية وترديد شعارات: حرية سلام وعدالة، هي ما ترفض السياسات العقيمة التي تركت ما تركت من تبعات في الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وغيرها من التردّي في معظم الأنشطة الرياضية والثقافية، وكانوا جزءاً منها، وخير مثال أشعار الشاعر الكبير أزهري محمد علي وأناشيد ونصوص أسامة ماو، وتلك الأغنيات الوطنية التي رددها عدد من الفنانين رغم تقاعس عدد منهم.
كثير من النجوم وقَّعوا في دفتر حضورهم على لافتات اعتصام القيادة، وكانوا من ضمن أبرز الذين وضعوا بصمة خالدة عبر مشاركتهم الفعالة في نجاح الثورة والعمل على إشعال الحماس، كابتن الهلال السابق هيثم مصطفى، والدكتور ناجي الأصم، ودسيس مان، والفنانة نانسي عجاج ومنى مجدي، وآلاء صلاح ومدني عباس مدني وغيرهم.
1
يعد د. محمد ناجي الأصم الطبيب السوداني، من أبرز نجوم الثورة، تخرج في جامعة كردفان، برز كخطيب في المنابر السياسية والإعلامية وسطع نجمه في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، اعتقلته السلطات الأمنية ولم تُفرِج عنه إلا بعد سقوط النظام البائد، ليواصل مرة أخرى نشاطه عبر المنابر السياسية بساحة الاعتصام، وألقى بعدها خطاب قوى الحرية والتغيير بعد التوقيع النهائي على الوثيقة الدستورية الخطبة التاريخيـة التي وجدت الكثير من القبول والاستحسان من قِبل المشاهدين والمتابعين داخل وخارج السودان.
وبعد تشكيل الحكومة الجديدة لم يكن اسمه ضمن الأسماء في مجلس السيادة ولم يكن ضمن أسماء الوزراء، رغم أن الحالة مماثلة لوزير التجارة والصناعة الحالي مدني عباس الذي كان أبرز الأشخاص الذين ووقعوا على دفتر حضور اعتصام القيادة .
وراج أخيراً عن تقديمه عن استقالته من تجمع المهتمين ودار كثير من الجدل عن أنها بسبب خلافات أم ترتيب البيت من الداخل.
2
ومن نجوم كرة القدم كابتن الهلال السابق والمنتخب الوطني هيثم مصطفى، أحد أبرز النجوم الذين شكّلوا حضوراً أنيقاً بساحة الاعتصام بالقيادة العامة ورشحه أغلب المتابعين للحراك الثوري لتقلّد منصب وزير الشباب والرياضة، ولكن لم يكن ضمن الأسماء، ولم يتم ترشيحه بعد تولي الوزيرة ولاء البوشي.
3
آلاء صلاح الدين كان ظهورها مختلفاً عبر مقاطع الفيديوهات، وهي تردد شعارات الثورة من تأليف الشاعر أزهري محمد علي مع الثوار والثائرات، مقطع لإحدى الثائرات كان كفيلاً بوضعها أيقونة للثورة السودانية ممثلة للكنداكات من لدن، حواء الطقطاقة، مهيرة بت عبود، وغيرهما من الكبار يسأل البعض من وجودها الحالي وما دورها.
4
منى مجدي ونانسي عجاج أبرز الأصوات النسائية التي أمنت على فكرة التغيير ودعمن موقفهن بشدة من داخل وخارج أسوار التظاهر ولكل منا طريقة معروفة للنضال تخرج من الدواخل قد يختلف البعض في طريقة التعبير من شخص لآخر، ولكن تبقى القناعات الشخصية سيدة الموقف بلا شك أو تزييف.
5
اتفق عليه الجميع بوصفه أحد أبرز أيقونات الثورة رغم غيابه في الفترة ومشاكساته المعروفة لدى الجميع ، يظل الشاب محمد يحيى محمد بشير الشهير بدسيس مان، أحد أبرز نجوم الثورة السودانية، يظل هو النجم رقم واحد رغم الغياب بسبب وجوده خلف القضبان، دسيس مان يردد كثيراً الثورة لسه مستمرة، وهو صاحب أشهر الشعارات: (بس انت حاول بيت فرشة وأي فاي نوصلوا ليك وفرشة ومعجون نديك رصيد نحولوا ليك كنداكة نعرسه ليك) وغيرها من الحكايات والطرائف، وصلت نجوميته حتى بعد سقوط النظام إلى تمثيله الثوار في عدد من المنابر.
6
يعد وزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني، أحد أبرز تلك الأيقونات، فقد ظل بميدان الاعتصام طوال فترته، إلى أن تم فضه، وتداولت الأسافير أشهر صورة له، بقميص ممزق، عليه بقع دماء ويتوكأ على أكتاف بعض الزملاء. وأثار تعيينه وزيراً لغطاً كثيفًا وسط أنصار تجمع المهنيين باعتبار أنهم قرروا عدم مشاركة أي من أعضاء التجمع في الحكومة، فانتقده كثير من رفقائه، لكن الأمر أصبح واقعاً.