الخرطوم- جيلي أنا
مع تصاعُد جائحة (كورونا) وتسجيل “8” حالات مُؤكّدة بالفيروس في الخرطوم، وارتفاع حالات الاشتباه إلى “127”، نشط المُجتمع بمُنظّماته المُختلفة للتصدي للوباء بزيادة جُرعات التوعية وتقديم المُعينات إلى الحقل الطبي الذي يُعاني من نقصٍ كبيرٍ وحادٍ في الضروريات، مثل الملابس الواقية للكوادر الطبية بِمَراكز العَزل والحجر الصحي، بجانب الأدوية والمُستهلكات الطبية، وكعادة مُبادرة “شارع الحوادث” التي ظلّت سبّاقة في مضمار العمل الإنساني، ومنذ الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس (كورونا) في السودان، بدأت في التحرُّك المُباشر والقيام بواجبها نحو المُجتمع والشركاء في القطاع الصحي من كوادر طبية في المُستشفيات وَذلك عَن طريق العَمل عَلَى محورين والتّنسيق في كل محور مع المُستويات ذات الصلة لتوفير الاحتياجات اللازمة.
محور أول
“شارع الحوادث” من المُبادرات العظيمة التي خرجت من رحم المُعاناة والحاجة، وأصبحت مَعْلَمَاً بَارزاً وتجربة يُهتدى بها في العمل الإنساني والتجرُّد والتضحية، تَفتّقت البذرة وأثمرت أشجارها وامتدّ ظلها ولا تكاد تخلو ولاية في السودان أو مدينة لم تعمّها المُبادرة وفي كل شارع مُستشفى تجد الأبطال المجهولين يُقدِّمون العون بصمتٍ وتجرُّدٍ للمرضى والمُحتاجين.
في مُبادرتها الأخيرة للتصدِّي لجائحة (كورونا)، ركّزت في المحور الأول على التواصُل والتّنسيق مع إدارة وأطباء المستشفيات التي تنشط فيها المُبادرة وعضويتها لتوفير احتياجات الوقاية الشخصية للكوادر العاملة بالمستشفيات للوقاية من خطر الإصابة بالفيروس، وتم توفير “الكمّامات الطبية” و”القفازات” ومواد التّعقيم والتّنظيف من صابون غسل الأيادي ومُعقّمات الأرضيات والأسطح، حتى يتمكّن العاملون بهذه المُستشفيات من القيام بأدوارهم بالصورة المرجوّة وهم أكثر اطمئناناً على سلامتهم وسلامة مُتلقِّي الخدمة الطبيه بهذه المستشفيات.
حماية الكوادر
الشابّة إسلام داؤود، الفاعلة في “شارع الحوادث”، أوضحت أنّ الهدف في المرحلة الأولى توفير (5000) سترة وقاية للكادر الطبي داخل المستشفيات بتنسيقٍ تامٍ مع وزارة الصحة، وقالت: “متى ما دعتنا البلاد لبّينا النداء”، وأكدت استجابة عدد كبير من الخيِّرين للنداء وتم توفير دفعة أولى عددها (1000) سترة بأيادي العطاء ومجهودات المُتطوِّعين، ومازال باب التبرُّع مفتوحاً لإكمالها، وأشارت إلى أنّ شركة سوداني للاتصالات تكفّلت بـ(3000) سترة، مُتوِّجةً دورها المجتمعي بشراكة حقيقية، وأكدت إسلام تسليم دفعة أولى من السترات للجهات المُختصة بوزارة الصحة.
أجهزة تنفُّس
في المحور الثاني، وفّرت مُبادرة “شارع الحوادث” الدفعة الأولى من حوجة المُستهلكات الطبية الخاصّة بتشغيل أجهزة التنفُّس، وقامت بتسليمها لوزارة الصحة.
وقال علي هاشم الفاعل في “شارع الحوادث”، إنه بناءً على خُطة الوزارة لمُكافحة جائحة (كورونا)، تمّت تهيئة مراكز عزل بإمكانَات عالية وسعة كبيرة، حيث وفّرت شارع الحوادث الدفعة الأولى من حوجة مُستهلكات تشغيل أجهزة التنفُّس، وتوفير “500” قطعة، و”200″ فلتر، بتكلفة بلغت “425.000” جنيه، وقال هاشم: “ما زال الشعب السوداني كعادته يُعلِّمنا الدرس تلو الدرس في أروع ملحمةٍ وحّدت بين وزارة الصحة وأيادي العطاء من السُّودانيين ومجهودات المُتطوِّعين”.
تنسيق
كل هذا العمل، تَمّ بالتّنسيق الكامل مع وزارة الصحة لتوحيد الجُهُود، خَاصّةً في جانب توفير المُستهلكات الطبية والتّشغيلية اللازمة لمراكز العزل الطبي والعناية الطبية المُتقدِّمة والتي تُشرف عليها وزارة الصحة الاتحادية للتّعامُل وتقديم الخدمة للحالات المُصابة بعد التّأكُّد منها.
وتسعى المُبادرة لتوفير (500) وحدة معها مُلحقات تشغيل أجهزة التنفُّس الصناعي، إضافةً لاحتياجات الحماية المُتقدِّمة للكوادر الطبية العاملة في مراكز العزل.
وعبر صفحتها على “فيسبوك”، دعت مُبادرة شارع الحوادث، الخيِّرين لدعم هذه الجُهُود لسد حوجة البلاد لدرء خطر جائحة (كورونا)، ودعم المجهودات المُتكاملة بين المُجتمع والدولة للقضاء على الفيروس، والحَد من انتشاره، وتوفير الرعاية الصحية المطلوبة، وذلك عبر التبرُّع والمُشاركة في سد النقص.