تجمع المهنيين.. البحث عن منهج جديد للسلام
تقرير ــ نجدة بشارة
أثارت رسالة مسربة ومرسلة من تجمع المهنيين السودانيين إلى المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير، ومروسة بترويسة التجمع، وجّه فيها انتقادات من قبل التجمع لمنهج التفاوص بجوبا وتوضح فيها اتجاهه للدفع بورقة إصلاحية تخص مسار السلام، وتدعو لتغيير المنهج التفاوضي، وأشارت الرسالة إلى تفاهمات واتفاق بينها والحركة الشعبية لتحرير السودان، بشان عمليه السلام، بينما وجدت الرسالة المسربة استنكاراً وجدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد لها وبين رافض، وتعتبر أن ملف السلام قطع 90% من القضايا مسار الجدل ،وتبقى القليل منها وبالتالي لا يمكن أن يصفر التجمع عداد الطاولات لتبدأ الملفات من الصفر حسب قولهم، وتساءل متابعون عن صحة الرسالة، وهل هي حقيقية مسربة أم مفبركة؟ وإذا كانت مفبركة لماذا لم يصدر التجمع أي توضيح بالنفي حتى الآن رغم أن الرسالة لها ثلاثة أيام منشورة بالوسائط؟
ما وراء الرسالة
ووفقاً للرسالة التي تحصلت (الصيحة) على نسخة منها، فإن رؤية التجمع بأن منهج التفاوض المتبع في مفاوضات جوبا لن يفضي إلى السلام المنشود بالبلاد، وأوضحت أن من منطلق يقيننا بأن السلام العادل والشامل الذي يخاطب جذور المشكلة السودانية وكافة القضايا التي أدت لاندلاع الحروب في العديد من المناطق في بلادنا، وعملاً بالوثيقة الدستورية، وبناء على التفاهمات التي توصلنا إليها مع الرفاق في الحركة الشعبية لتحرير السودان، وبالإشارة لبياننا المشترك بأديس أبابا، ومن كل ما ذكر قررنا في التجمع أن نتقدم برسالة ورؤية كخطوة أولى لإصلاح المسار التفاوضي، وتغيير المنهج في مفاوضات السلام، قررنا أن يكون التفاوض على أساس القضايا الكلية لا المسارات، أن ملف السلام يجب أن يتولاه مجلس الوزراء وبرعاية مجلس الوزراء والسيادة، إلغاء ما يسمى المجلس الأعلى للسلام.
النفي والإثبات
(الصيحة) استفسرت عضو تجمع المهنيين، إبراهيم حسب الله والذي بدوره لم ينف الرسالة وأفاد بأنه سمع عنها قبل يومين.. وأردف لكني خرجت من التجمع، ولا أملك معلومات أكيدة، وعندما استفسرنا عضو تجمع المهنيين د. وليد على قال لـ(الصيحة): لم يصدر أي بيان رسمي للتجمع بشأن هذه الرسالة، ولم ينف وليد وجود الرسالة، كما لم يثبت عدم وجودها، إلا أنه قال أعتقد أن هذه الرسالة مسربة، لكنه توقع في ذات الوقت صدور نفي أو إثبات لهذه الرسالة في اليومين القادمين، أما فيما يخص رؤيتهم عن مفاوضات السلام في جوبا، قال وليد: رؤيتنا بشأن السلام معلومة ونؤكد تطلعنا لتحقيق السلام الشامل في كل أرجاء السودان، وفي حال حدوث أي مستجدات سنكشف عنها في مؤتمر صحفي.
تساؤلات عفوية
ونشر بعض المتابعين لشؤون السلام جملة من التساؤلات عن أهداف تجمع المهنيين من وراء هذه الرسالة؟ وهل يسعى لتعطيل عملية السلام؟ ولماذا؟ لكنهم قالوا إن الحكومة الانتقالية أكبر نجاح حققته كان في أهم ملفين وهما ملفا السلام والعلاقات الخارجية. ورأوا أن هذا البيان غير موفق ويرجعنا للوراء خصوصاً وأن ملف السلام قطع شوطاً طويلاً جداً، والجميع يشهد بنجاح وفد الحكومة في مفاوضات السلام بمكونيها العسكري والمدني. وزاد المراقبون: كان يمكن أن نفترض فيه حسن النية إذا صدر بعد خلافات الجبهة الثورية والحرية والتغيير بعد اجتماع أديس أبابا مباشرة. لكن أن يصمت تجمع المهنيين طيلة تلك الفترة ويترك الأمور تسير إلى أن تصل مرحلة متقدمة في حسم الكثير من ملف السلام ويأتي ليقطع الطريق، فإن هذا الأمر ننتظر إجابته من تجمع المهنيين.
معاودة المفاوضات
تأتي الرسالة في وقت عادت فيه المفاوضات إلى الطاولة بـ( جوبا) بعد توقف دام أسبوعاً بسبب ﻓﺎﺟﻌﺔ ﺭﺣﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﺭﻛﻦ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ . أعلنت لجنة التفاوض بجوبا اﺗفاق أﻃﺮﺍﻑ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠى معاودة ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻣﻦ الخميس الماضي، ﻭﻟﻔتت ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻓﻲ الأسابيع الأولى من شهر ﺃﺑﺮﻳﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ بين الأطراف، ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪ، ﻣﺒﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ حيث تسلمت لجنة الوساطة رؤية مساري دارفور ومسار المنطقتين بصورة منفصلة عن كافة القضايا العالقة. ﻭﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺣﻤﻞ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺗﻮﺕ ﻗﻠﻮﺍﻙ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻠﺸﺌﻮﻥ ﺍلأﻣﻨﻴﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، أشار إلى أنه ﺳﻴﺘﻢ ﺇﺭﺳﺎل أطروحة المسارين ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻧﺎﺷﺪﺕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﻼﻡ ﺷﺎﻣﻞ ﻭﺩﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ـ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺒﻴﺎن.
تفاؤل كبير
باستفسار الحركة الشعبية قطاع الشمال، قال عضو القيادة العليا للحركة بالداخل السعودي عبد الرحمن محمد (للصيحة): لا يوجد أي حديث أثير مع تجمع المهنيين بشأن منهج جديد للتفاوص، وقال: قطعنا حتى الآن قرابة الـ٩٠% من القضايا الخلافية قبل ن يعلق التفاوض بسبب وفاة وزير الدفاع جمال، وتبقى القليل حتى غن معظم قيادات الحركات الآن بجوبا ومتحمسون لإكمال ملف السلام، واردف: هنالك تفاؤل كبير بعد استئناف التفاوض، ونتوقع أن يكتمل ملف السلام في القريب العاجل، وقال: حتى إن عبد العزيز الحلو بادر مؤخراً بوقف إطلاق النار.. وبالتالي هنالك رغبة كبيرة من كل رفقاء الكفاح لإكمال السلام.