العالقون
العالقون في الحدود السودانية مع مصر لهم قضية عادلة ويجب أن يجدوا حلاً عاجلاً من السلطات الحكومية ..
لأن الصمت الذي تمارسه الحكومة الآن يقود إلى عواقب وخيمة وإلى أضرار لن تتمكن بعدها من إيجاد التبريرات مهما حاولت واجتهدت واستعانت بخبراء المنطق..
كان منطق السلطات الصحية من منع دخولهم للسودان هو لأجل مكافحة وباء كورونا، ولكن لا يمكن إغلاق أبواب السودان إلى الأبد في وجه أبنائه .. والحلول كثيرة وساهلة ولا تستحق عناء ولن تشكل خطورة على الوضع الصحي في السودان..
حكومة السودان وللأسف الشديد أغلقت حدودها في وجه أبنائها القادمين من مصر في الوقت الذي تسعى فيه كل الدول لجذب مواطنيها وإعادتهم إلى أراضيها وشاهدنا كيف سارعت الولايات المتحدة إلى إعادة مواطنيها من السودان قبل أيام رغم تفشي وباء كورونا عندهم وموت أكثر من 1500 أمريكي مقارنة بالسودان وبررت إعادتهم لخوفها من الوضع الصحي الهش في السودان كما أغلقت كل الدول حدودها تماماً إلا لمواطنيها تقديرًا لهم بل خصصت طائرات خاصة لهم . إلا حكومة السودان التي تصر حتى اليوم على إغلاق أبوابها في وجه السودانيين وفيهم مرضى وكبار سن وأطفال..
من الحلول التي يمكن أن تتم لهؤلاء العالقين أن يتم إدخالهم مثلاً على أفواج وتحت رعاية صحية وأن يخضعوا للحجر الصحي وهي طريقة ميسرة تلبي رغبتهم وتحفظ ماء وجه الحكومة السودانية ..
إن مصر وبعد أن طلبت من الحكومة فتح المعبر وإدخال السودانيين ولم تجد آذاناً صاغية أعلنت مشكورة بأنها ستعمل على توفير الرعاية الكاملة لهم وأنها ستعاملهم كمواطنين مصريين ولكن هل هذا يكفي ..
لقد شغلت قضية السودانيين العالقين في معبر أرقين الحدودي مع مصر والذين وجدوا رعاية من المصريين قبل اهتمام الحكومة المتأخر بهم شغلت الرأي العام السوداني ونظمت أسرهم وقفة احتجاجية أمام الخارجية السودانية تعبيراً عن رفضها للطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع قضيتهم وطالبوا بفتح المعبر وإدخالهم للسودان ..
في تقديري الخاص أن تلك القضية هي من القضايا المهمة وأدعو الحكومة بأن تتعامل معها وفق ما تتعامل به الدول مع رعاياها لا أن تتركهم إلى المصير المجهول ..