تزايُد حالات الاشتباه بـ”كورونا”.. إغلاق الأسواق ومُضاعفة التحوُّطات
الخرطوم- جمعة عبد الله- سارة إبراهيم
دَخَلَ العالم بأسره، والسُّودان خُصُوصاً مرحلة حسّاسة في مُواجهة وباء فيروس “كورونا”، فهذا الأسبوع والذي يليه يُعتبران حَاسِميْن في تفشي الوباء القاتل أو الخروج من دائرة الخطر- وفقاً لما يقول الاختصاصيون – ومع تزايد حالات الإصابة المُكتشفة، وحالات الاشتباه، رفعت درجة التأهُّب على كل المُستويات، وألقَى الحدث بظلاله على كل الأنشطة الحياتية اليومية.
(99) حالة اشتباه
اللجنة العليا للطوارئ الصحية والتي عقدت اجتماعاتها اليومية الراتبة أمس، كما ظلّت اللجنة الفنية لمُجابهة الأوبئة بوزارة الصحة الاتحادية ترفع تقارير يومية عن الوضع الصحي.
وأكّدت تقارير وزارة الصحة أمس، تسجيل حالة وفاة ثانية بـ”كورونا” مساء الأحد ليرتفع عدد الوفيات لحالتي وفاة من بين حالات الإصابات المُؤكّدة والبالغة (6) إصابات.
وعقدت اللجنة، اجتماعاً أمس بقاعة الطوارئ برئاسة نائب مدير عام الإدارة العامّة للطوارئ ومُكافحة الأوبئة د. تهاني أمين، وحُضُور الإدارات المُختصة بالوزارة والشركاء والجهات ذات الصلة.
وكَشَفَت التقارير، أنّ عدد حالات الاِشتباه حتى الأحد بلغت (99) حالة بمراكز العزل، ونوّهت إلى أنّ عدد القادمين عبر مطار الخرطوم من الدول الموبوءة منذ 25 يناير الماضي (2868) شخصاً وتمّت المُتابعة لهم بنسبة (77%) مُوزّعين بعدد من الولايات.
تعديل توقيت
ولاية الخرطوم باعتبارها أكبر الولايات وأكثرها حركةً وازدحاماً، أصدرت أمس مجموعة قرارات تتّسق مع حالة التأهُّب التي أعلنتها البلاد، وأصدرت قراراً حدّدت بمُوجبها النطاق الزمني لممارسة النشاط التجاري بالأسواق والمحلات التجارية والخدمية. وشمل القرار إيقاف الأنشطة التجارية وإغلاق الأسواق من الساعة الرابعة عصراً اعتباراً من اليوم الثلاثاء، واستثنى القرار (المخابز، الصيدليات، محطات الوقود، البقالات ومحلات بيع الخُضر واللحوم)، على أن تستمر أنشطتها الخدمية حتى الساعة السادسة مساءً.
كما أصدرت حكومة الولاية، قراراً بتخفيض ساعات الدوام اليومي بالوحدات التابعة لولاية الخرطوم، ليبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وينتهي عند الثانية ظهراً، وذلك تماشياً مع قرارات تحديد النطاق الزمني لحظر التجوال الذي سيبدأ في السادسة مساءً اعتباراً من اليوم.
الشوارع والأسواق
وتواصل تناقص عدد الجائلين في شوارع الخرطوم خلال ساعات اليوم، خاصةً في وسط الخرطوم والشوارع الرئيسية، لا سيما مع اقتراب ساعات زمن بدء التجوال، وبَدَت حركة الراجلين قليلة مُقارنةً بالأيام الفائتة، بينما كَشَفَت جولة سريعة على أسواق الخرطوم، خَاصّةً سوق بحري الذي صَدَرَ قرارٌ بإغلاقه منذ الأمس، عن حركة دؤوبة واِنتعاشٍ كَبيرٍ في حركة البيع والشّراء وتدافُع عددٍ من المُواطنين للشراء رغم الارتفاع الكبير في أسعار السَّلع، وعزا تُجّار ذلك إلى خوف وهلع المُواطنين من إعلان حالة الطوارئ وإغلاق جميع المحلات التجارية، وبالتالي يتدافعون إلى الأسواق لشراء المُستلزمات الأُسرية من السلع الاستهلاكية لتأمين معيشتهم، وهذا بدوره سيؤدي إلى خلق نُدرة في الأسواق بسبب التخزين.
وبدا أنّ هناك درجة من الالتزام بقرارات إغلاق كثيرٍ من المحلات غير المسموح لها بمُمارسة نشاطها، لكن خُبراء حذّروا من استمرار وجود (الفرِّيشة) بالأسواق وتجاهُلهم للقرارات.
مَخَاوِف الكَسَاد
وتوقّع الخبير الاقتصادي د. عصام الزين، أن تكون هنالك حالة كساد وتضخُّم في نفس الوقت بالأسواق، وذلك بسبب توقُّف العمل في الكثير من المُؤسّسات، وقال لـ(الصيحة) إنّ الحجر الصحي يتطلّب توفير الدواء والغذاء للجميع، أغنياء وفقراء، وتعويضاً للمُنتجين الذين منحوا مُستخدميهم إجازات مدفوعة الأجر، ليلزموا بيوتهم، وأضاف أنّ الدول التي تُشكِّل فيها نسبة الفقر درجة عالية كالسودان لا بُدّ أن يلتزم مُواطنوها بالحجر لتقصير فترة انتشار الفيروس، مُبيِّناً أنّ الحلول لمُواجهة نقص الإمدادات خَاصّةً الغذائية فقط بالتكافُل بدون التحامات وبتناوُل أيِّ شيءٍ يُمكن أن يسد الحاجة، واعتبر أنّ كل نقص في إمدادات الغذاء والدواء يهون، حيث إن الوقاية خَيرٌ من العلاج.