كورونا وسقوط الأقنعة
1
الفيلسوف الفرنسي (ميشال أونفراي) في مقابلة مع أسبوعية (لوبوان) أعلن بأن أوربا أضحت من دول العالم الثالث الجديد، مشيراً لاستهتارهم في موقفهم تجاه التصدي لوباء كورونا ووصفه بأن هذا يأتي ضمن انهيار الحضارة اليهودية المسيحية.
وأخذ حديثه اهتماماً كبيراً وسط المحللين للحادث الآن جراء مواجهة العالم الأول لجائحة كورونا.
2
ولكي لا نذهب بعيدًا عند تحليلنا لركاىز الحضارة الأوربية ما بعد عصري النهضة والثورة الصناعية نجد أن أوربا أعدت نفسها لتكون الحضارة الأولى.. وفي تفسير معنى الحضارة هي ما تعتقده أمة من إيمانيات وثقافات مشتركة.. يشكل الرابط القوى..
نشير إلى الحضارة الأوربية المسيحية باعتبار أن العالم آنذاك كان إزاء مواجهة بين حضارتين
الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية، وهي العهد الجديد أي هي استكمال للعهد القديم التوراتي.
3
ولذلك يمكننا القول إن ملامح الحضارة الأوربية تقوم على المال..
قادة أوربا همهم المال والربح بأي ثمن لأن اقتصادياتهم تقوم على إرث الفكر اللاهوتي اليهودي.. وتعظيم منهج التاجر اليهودي شيلوك.
4
فالانغماس في الماديات، وإهمال وتجاهل المظلة الروحية.. قرار وصلت إليه أوربا بعد الثورة الفرنسية بإقصاء الكنيسة.. وعادت للارتكاز على منهج قديم من حضارتها هو منهج يسوع.. ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وتعتبره هو الأصوب والذي تم الانحراف عنه.
5
فكانت أقوى نشاطات الحضارة الأوربية المسيحية في عهد الثورة الصناعية متمثلاً في إنشاء وزارات المستعمرات وبعث جمعيات التبشير للمسيحية للتغطية والهدف واضح خيرات الدول وتجارة الرق وجلب العبيد لبناء مرتكزات حضارتهم الاقتصادية.
وإقصاء البناء الروحي المعوق للانطلاق الحضاري المادي تأتي لتؤكد عليه أوربا الشرقيه كشعار للثورة البلشفية الشيوعية الدين أفيون الشعوب،
6
وأضحت أوربا بلا دين.. وركزت على العجين؟؟
وما الفاتيكان غلا ديكور.. كما لكم الكعبة لنا الفاتيكان ولنا بيت المقدس وحائط المبكى.
لم يغب أصلًا عن فكر أوربا المادي الغائبة عنه التربية الروحية.. الحضارة المنافسة له الإسلام.. والآن أصبح لها منافس ثانٍ..
7
أوربا أهملت شأن الأسرة أساس المنشأ والتربية
لا مجال لهذا النظام مع تدافعهم المادي من أجل بهجة الدنيا وسرورها.
أصبح مجتمع أوربا مجتمعاً لكبار السن.. مجتمع كهل شائخ.. لذا كان الرعب من كورونا خشية على الشباب.. دماء حضارتهم الذي بدأ في النضوب.. الشباب نواة مجتمعاتهم.. والذي لم يحسبوا لحاصدة الموت.. التي لا تفرق بين شاب وكهل.
٣٠٪ من مجتمعات أوربا كهول.
والمستقبل شباب
8
أوربا تتدحرج الى القاع.. أنظمة روحية عقدية منهارة
منظومة للأسرة واهية.. مجموعات واتحادات أوربية قائمة على المصالح المادية.
وفي أول اختبار سقطت الأقنعة
شكت إيطاليا من أخواتها الدول الأوربية التجاهل من أجل مواجهة كورونا وشكرت الصين العملاق.. التنين..
وشكت من أخواتها دول أوربا رئيس دولة صربيا قال: عرفتنا الأيام أن الدنيا مصالح، وشكرت الصديق بل الأخ التنين الأصفر.. الصين التي يصرح ريسها أننا نحاول إنقاد العالم وليس الصين!!
كورونا أسقطت الأقنعة.
وأوروبا تتهاوى نحو قاع العالم الثالث..
وتتضح عند الأفق ملامح قوية للحضارة الكونفوشيسية التي من المؤمل أن تكون سيدة العالم اقتصادياً وعسكرياً في العام ٢٠٣٠..
9
جاءت كورونا لتقولب العالم. ولتضع ميزاناً جديداً لقياس قوة الحضارات الاقتصادية والعسكرية والتي اتفقت عليه مراكز الأبحاث الاقتصادية العالمية.. المعيار بالكثافة السكانية.. ويرجح أن تحتل مصر المركز الخامس في ترتيب الناتج القومي. والأولى الصين والثانية الهند وأمريكا تتراجع للمركز الثالث.. وقس على ذلك دول الحضارة المسيحية التي تنحني صوب الهاوية.
10
الحضارة الكنفوشيوسية قادمة وتمد لسانها
للحضارة الغربية.. لتقول هاأنذا وها هو الطوفان.