المريخ واللجنة القانونية للاتحاد.. حرب النظام الأساسي
بالمستندات.. (الصيحة) تفتح الملف الساخن
الخرطوم- ناصر بابكر
انفجرت الأوضاع بين المريخ واللجنة القانونية التابعة للاتحاد السوداني بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية ووصلت الحرب ذروتها في ملف (النظام الأساسي للمريخ) في ظل تمسك اللجنة ببطلان الجمعية التي عقدها النادي والإصرار على إعادتها في وقت يتمسك فيه المريخ باستقلاليته ويعتبر أي تدخل يفرض هذه الخطوة على النادي يعتبر تدخلاً من (طرف ثالث).. وفي وقت لوّح فيه الاتحاد بحرمان المريخ من المشاركات الخارجية وحرمانه من الرخصة، رد المريخ بالتهديد باللجوء للفيفا وتقديم شكوى ضد الاتحاد بتهمة مخالفة نظامه الأساسي المستمد من نظام الاتحاد الدولي..
(الصيحة) فتحت الملف الساخن بالمستندات وخرجت بالإفادات التالية:
قرّر مجلس المريخ في اجتماعه بتاريخ (15 سبتمبر 2019)، الدعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية حدّد لها تاريخ (11 أكتوبر 2019) وذلك لتعديل نظامه الأساسي تنفيذاً لأحكام النظام الأساسي للاتحاد السوداني لكرة القدم.. وبتاريخ (22 سبتمبر 2019)، خاطب المريخ مفوضية هيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم لمُراقبة أعمال الجمعية العمومية.. وأرسل في التاريخ ذاته خطاباً مُماثلاً للاتحاد السوداني لكرة القدم لمُراقبة أعمال الجمعية العمومية.. غير أنّ النادي لم يتسلّم ردّاً سواء من المفوضية أو الاتحاد ليُجدِّد المريخ مخاطبة المفوضية بتاريخ (26 سبتمبر 2019)، وللمرة الثاني لم يتلقَ النادي رَدّاً على خاطبه ليقوم مجلس المريخ وبتاريخ (10 أكتوبر 2019) بمُخاطبة المفوضية بتأجيل الجمعية من يوم (11 أكتوبر) إلى يوم (19 أكتوبر) مع إرسال ذات الخطاب في ذات اليوم إلى (الاتحاد السوداني لكرة القدم).
طلب تأجيل ورفض
بتاريخ (17 أكتوبر) وقبل 48 ساعة من الموعد الجديد الذي أعلنه المريخ لجمعية النظام الأساسي، وصل للنادي خطاب من اتحاد الكرة بتأجيل موعد الجمعية العمومية وهو الخطاب الذي رفضه المريخ، ورأي أن الاتحاد ليس من حقه تحديد موعد الجمعية العمومية للنادي أو التدخُّل في اختيار التاريخ، وأن هذا الحق أصيلٌ للنادي ليتمسّك المريخ بقيام الجمعية يوم (19 أكتوبر 2019)، سيما وأنّ النادي كان أعلن قبلها عن جدول إجراءات الجمعية العمومية التي بدأت بتاريخ 15 أكتوبر بنشر الكشف المبدئي للعضوية والإعلان عن الإجراءات والضوابط وفتح باب الطعون والتظلُّم، ثُمّ تَواصَلت في اليوم التالي (16 أكتوبر) بقفل باب الطعون.. ويوم (18 أكتوبر) تَمّ نشر الكشف النهائي للعُضوية ونشر مشروع النظام الأساسي.
إجازة النظام والاتّهامات
وفي التاريخ المحدد (19 أكتوبر 2019) انعقدت الجمعية العمومية غير العادية منذ الساعة الواحدة ظهراً وتواصلت حتى الفترة المسائية، حيث أعلنت لجنة الإشراف وتنظيم أعمال الجمعية العمومية عن اكتمال النصاب لتتم مُناقشة مسودة النظام الأساسي، ومن ثمّ إجازتها من قِبل الحُضُور وسط اتّهاماتٍ عديدةٍ حينها بحُدُوث تجاوُزات وعدم اكتمال النصاب، إلى جانب عمليات تزوير في إجراءات الدُّخُول أدّت إلى فتح بلاغاتٍ من قِبل بعض أعضاء الجَمعية العُمُومية ممن اعترضوا على المُمارسة التي تمّت.
إجازة النظام
مرّت الفترة المَحُدّدة للطُعون في إجراءات الجمعية العمومية وهي (من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً يوم 20 أكتوبر)، دُون أن يتقدّم أيٍّ عُضوٍ من أعضاء الجمعية العمومية بطعن لدى لجنة الطعون والتظلُّمات ليقوم مجلس إدارة النادي يوم (21 أكتوبر) بإعلان قرار الجمعية العُمُومية بإجازة النظام الأساسي في ظل عدم تقديم أعضاء الجمعية لطعون في الإجراءات التي تمت.
شطب البلاغ
وبحسب مُتابعات (الصيحة)، فإنّ البلاغ الذي تم فتحه بتهمة التزوير، تم شطبه من قبل المحكمة وتبرئة المتهمين بعد استجواب الكثير من الشهود الذين كانوا حضوراً للجمعية العمومية بما في ذلك قوة الشرطة التي حضرت لتأمين الجمعية العمومية.
اللجنة القانونية وقرار الاتحاد
بتاريخ (21 أكتوبر)، عقدت اللجنة القانونية التابعة لاتحاد كرة القدم السوداني، اجتماعاً ناقشت فيه ملف جمعية المريخ العمومية غير العادية الخَاصّة بالنظام الأساسي، وقرّرت تقديم مُذكِّرة لمجلس إدارة الاتحاد تشير فيها لبطلان إجراءات الجمعية العُمُومية مع توصية بإعادتها، وهي المذكرة التي ناقشها الاتحاد في اجتماعه بتاريخ (30 يناير 2020) والذي توصل من خلاله لقرار بدعوة مجلس المريخ لعقد جمعية عمومية خلال ثلاثة أسابيع لتأكيد إجازة النظام الأساسي المعتمد أصلاً من اللجنة القانونية وذلك تقديراً للمصلحة العامة. وكلف الاتحاد حسين أبوقبة من مجلس الإدارة ومولانا حسب الرسول إدريس عضو اللجنة القانونية بمتابعة الأمر مع مجلس إدارة نادي المريخ والإشراف على الجمعية العمومية المُشار إليها.
إيصالات العُضوية
وقبل اِجتماع مجلس إدارة الاتحاد، ظَهَرَت إيصالات لمجموعة مِن قَادة الاتّحاد واللجنة القانونية على غرار محمد جلال ونصر الدين حميدتي ومعتز الشاعر توضح اكتسابهم لعضوية المريخ، وهو ما اعتبره أعضاء اللجنة القانونية دليلاً على أن (الجمعية مضروبة)، وأن هنالك تجاوُزات صاحبتها.. في وقت فتح فيه مجلس المريخ تَحقيقاً حَول تَلك العُضوية التي تتجاوز (500) إيصال عضوية بعد شُكُوك حول تجاوُزات صاحبتها بعد أن قام بتجميد تلك العُضوية لحين اكتمال التحقيق بشأنها، مع العلم أنّ مسؤول العُضوية وقتها (مجلس الوفاق) كان هو عمار باشري.
المُشاركة القارية و”فيفا”
حرب النظام الأساسي للمريخ، بلغت ذروتها مُؤخّراً بعد أن لوّح الاتحاد العام بإمكانية حرمان المريخ من المُشاركة قارياً في الموسم المقبل بسبب عدم إجازة نظامه الأساسي وبالتالي عدم استحقاقه لرخصة المُشاركة القارية.. في وقتٍ تَمَسّكَ فيه المريخ بالجمعية التي عقدها في وقتٍ سابقٍ، مُؤكِّداً استقلاليته الكاملة وعدم أحقية الاتّحاد أو أية جهة أُخرى للتّدخُّل في شؤون النادي الداخلية، مُبيِّناً أنها وقتها تصبح (طرفاً ثالثاً)، مُلوِّحاً بتقديم شكوى ضد الاتحاد إلى “فيفا” بتُهمة مُخالفة الاتحاد لنظامه الأساسي وتحديداً المادة (17) والمادة (18) المتعلقتين باستقلالية الأعضاء.
لوبي المؤتمر الوطني
عُضو مجلس المريخ محمد موسى الكندو، اتّهم (لوبي المؤتمر الوطني) بإثارة البلبلة في المريخ لتحويله من جديد الى منطقة مقفولة للمؤتمر الوطني، وقال في حديث لـ(الصيحة): بمُجرّد تكوين مجلس الوفاق تَمّ تكليف عمار باشري برئاسة لجنة العضوية، والكل يعلم أنّ باشري يمثل المؤتمر الوطني، وأن تَواجُده في المجلس كان بتوصيةٍ من أمانة الشباب لتحويل جمعية المريخ العمومية إلى منطقة مقفولة للمؤتمر الوطني وخاضعة لسيطرته حتى تتحكّم في مُستقبل النادي الإداري، وأضاف: باشري قام بإضافة كل كوادر المُؤتمر الوطني في اتّحاد كرة القدم وأضافهم لعضوية المريخ بدليل ظُهُور إيصالات لمحمد جلال وحميدتي وبقية أسماء عناصر الاتحاد التي ظهرت في كشف عضوية المريخ، وأردف الكندو: محمد جلال وحميدتي كان لهما دور كبير في مجلس الوفاق حيث عملا وقتها مع أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني على تكوين مجلس الوفاق، وهذه حقيقة مُثبتة ولا يُمكن تناولها بمعزل عما فعله عمار باشري الذي أدرج كل عضوية المؤتمر الوطني الموجودة في الاتحاد ضمن عضوية المريخ.. وواصل الكندو حديثه بالقول: دور المؤتمر الوطني في تكوين مجلس الوفاق بمُشاركة محمد جلال وبعض أعضاء المؤتمر الوطني في الاتّحاد وما فعله عمار باشري بإدراجهم ضمن عُضوية المريخ لا يُمكن تناوله بمعزلٍ عن الأصوات التي بدأت تتعالى مُؤخّراً سواء من قِبل اللجنة القانونية للاتحاد بتصريحاتها المتكررة حول بطلان الجمعية أو حديث الوزير الولائي الأخير آدم كبير، وهو ما يؤكد أنّ لوبي المؤتمر الوطني سواء في الاتحاد أو الوزارة الولائية ما زالوا يعملون بذات طريقتهم القديمة ويجتهدون لإعادة المريخ الى العهد الأول وللسيطرة عليه والتحكم في النادي، رغم أنّ للمريخ حالياً مجلساً منتخباً، ونحن نجتهد بقدر الإمكان لإخراج النادي من عُهُود وعباءة التعيين وصولاً إلى جمعيات عمومية حقيقية تُعبِّر عن إرادة أنصار النادي، وأردف الكندو: نُريد جمعية عمومية يدلو من خلالها كل عضو بدلوه، والمريخ كما أقول دائماً هو الحزب الكبير، ومن حق ايِّ شخص مهما كان انتماؤه السياسي أو تَوجُّهه أن ينتمي له، لكن بالطريق الصحيح وفقاً لرغبته ومريخيته، وليس بالطرق الملتوية التي اعتادها المؤتمر الوطني ومنسوبوه في كل زمانٍ ومكانٍ للسيطرة على المُؤسّسات، وهو ما يسعى إليه حالياً لوبي المؤتمر الوطني بقيادة أعضاء في اللجنة القانونية للاتحاد وبمشاركة الوزير الولائي وهي سلسلة مُترابطة وتعمل في اتجاه واحدٍ، وينبغي أن ينتبه مُشجِّع المريخ وكل من يهمه أمر النادي جيداً لتلك السلسلة ويعلم خبايا المُؤامرة التي تُحاك ضد النادي لأهداف وأجندة سياسية من قِبل منسوبي النظام البائد بالاتحاد العام والوزارة الولائية وهو جزءٌ لا يتجزّأ من عمل (الدولة العميقة) التي تتحرّك في كل المُؤسّسات.. وختم الكندو حديثه بالقول: لن نصمت على ما حدث بوجود منسوبي النظام البائد من قادة الاتحاد والأهلة في عُضوية المريخ وندرس تقديم هذا الملف للقضاء وفتح بلاغ فيما تم بهذا الخصوص حتى تعلم جماهير المريخ حقيقة ما حدث في هذا الملف الذي يُعد جزءاً من سرطان المؤتمر الوطني ومُمارساته الفاسدة في المؤسسات ومن بينها الرياضية.
سُلطة التدخُّل
في إجابته على سؤال بخُصُوص الخطاب الذي أرسله الاتحاد السوداني للمريخ بشأن الجمعية العُمُومية إبان ورشة الإعلام والتطوير التي نظّمها الاتحاد في وقت سابق، بحضور عدد كبير من الإعلاميين وقادة الاتحاد، ذكر رئيس اتحاد كرة القدم د. كمال شداد أنّ الاتحاد قدم دعوة لمجلس المريخ لإجازة النظام الأساسي من أجل المصلحة العامة بعد الاعتراضات العديدة لمنسوبي النادي من الإجراءات التي صاحبت الجمعية العمومية، وأضاف شداد يومها: الاتحاد أرسل دعوة للمريخ وليس قراراً مُلزماً وخطاب الاتحاد لم يَحوِ على مادة مُعيّنة استند عليها أو نص ملزم، لأنّ الاتحاد لا يستطيع إلزام المريخ أو غيره من الأعضاء بهذا الأمر، لأنّ النظام الأساسي للاتحاد يحمي استقلالية الأعضاء، وحال تجاوز تدخُّل الاتحاد هذا الإطار يمكن للمريخ أن يتقدم بشكوى لـ”فيفا”.
جمعية مضروبة
بالمُقابل، شهدت الفترة الفائتة إطلاق أعضاء اللجنة القانونية للاتحاد بقيادة محمد جلال إلى جانب بعض أعضاء مجلس الإدارة لتصريحات متكررة تؤكد أن الجمعية العمومية السابقة للمريخ باطلة، وأن كل ما تبعها غير قانوني مع التلويح بعقوبات ضد النادي مستقبلاً.. وسبق لجلال في تصريحات لـ(الصيحة) التأكيد على أنّ الجمعية العمومية التي عقدها النادي مضروبة، حيث استدل بالإيصالات التي ظهرت لهم والتي اعتبرها جُزءاً من البعث والتزوير، وقال رئيس اللجنة القانونية في تصريحات إعلامية مُؤخّراً: “قرار الاتحاد فيما يتعلّق بالجمعية العمومية لإجازة النظام الأساسي لنادي المريخ واضحٌ وهو بطلان إجراءات الجمعية وإعادتها خلال ثلاثة أسابيع وتكوين لجنة للإشراف عليها برئاسة حسين أبوقبة”، وأشار محمد جلال إلى أنّ المريخ لم يجز نظامه الأساسي وهو ما يتعارض مع لائحة تراخيص الأندية التي تشترط الحصول على الرخصة من الهيئة والتي من أهم مطلوباتها أن يكون للنادي نظامٌ أساسيٌّ مُجاز.