مُؤسِّسة “منبر الشباب الواعد” جيهان النعيم موسى لـ(جيلي أنا):
لسنا جزءاً من "الحرية والتغيير" لسبيين (...)
“منبر الشباب الواعد”، اسم لكيان تردد في عدة منابر خلال الفترة الماضية، وبدا اسمه وخطه السياسي متسقاً مع روح الثورة التي سادت السودان، وأوجدت فيه نظاماً سياسياً جديداً، كما أن بعض الأفكار التي عبّر عنها أثارت التساؤلات، سيما التحفظ على البنية السياسية السودانية، والنقد اللاذع لتجربة القوى التقليدية في السودان..
(الصيحة) طرحت بعض الأسئلة حول فكرة المنبر وأهدافه ورؤاه، على المؤسس والناطق الرسمي باسم المنبر د. جيهان النعيم موسى، فكانت هذه الإجابات:
حوار- عوض جاد السيد
* بدءاً من أين جاء الاسم “منبر الشباب الواعد”، وما هي أهدافه؟
في بدايات العام 2012م، تولدت لدي فكرة تجميع شباب السودان المستنير في مجموعة واحدة ليكونوا نواة لبناء السودان بالصورة التي تشبهه؛ وفي العام 2014م، حينها كنا طلاب دراسات عليا (ماجستير) في قسم العلوم السياسية، وأدركنا أن الظروف مؤاتية لتأسيس الفكرة المرسومة والمتمثلة في تطلعنا إلى بناء دولة عصرية بصورة علمية تليق بموارد السودان الطبيعية والبشرية وبأهميته الجيوستراتيجية والجيواقتصادية، إضافة إلى كونه دولة محورية ذات بعدين مؤثرين دولياً (البعد العربي والبعد الأفريقي)، وعندما حددنا أهدافنا آنفة الذكر وتواثقنا على تحقيقها عاجلاً أم آجلاً، كنا على ثقة في أننا نمتلك القدرات العالية التي تمكننا من تحقيق ما نصبو إليه، لذلك أطلقنا على أنفسنا اسم (الشباب الواعد).
* حسناً.. على ضوء ذلك، كيف ابتدرتم عملكم وما هي الأنشطة التي تم تنفيذها والمشاريع المطروحة حالياً؟
فيما يتعلق بالأنشطة وانطلاقاً من فلسفة المنبر التي تعتمد على سياسة النفس الطويل، كرسنا كل أنشطتنا (قبل التغيير) في نشر الوعي السياسي والثقافي والاجتماعي بين الطلاب المستنيرين بقضايا الوطن وأصحاب الروح الوطنية العالية وتغذيتهم بأهداف المنبر.
أما بالنسبة للمشاريع المطروحة حالياً، فنحن نعد لمشروع وطني عملاق يلتف حوله معظم الشباب السوداني لانتشال بلادنا مما هي عليه الآن.
* ما طبيعة وتفاصيل هذا المشروع العملاق؟
سنفصح عنه لاحقا بإذن الله.
* كيف يتم الانضمام للمنبر، وهل العضوية نوعية أم مفتوحة، وما هي الفئات المستهدفة؟
كانت العضوية محصورة على طلاب جامعة الخرطوم وتدريجياً كان الانفتاح على كل طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، ولكن بعد الثورة المجيدة توجهنا إلى كافة أطياف الشعب السوداني وفي مختلف ولاياته ونتمتع بعضوية مُقدّرة خارج الخرطوم.
* هذه الأنشطة تحتاج إلى مقر وتمويل ودعم، أين يقع مقر المنبر، وما هي مصادر التمويل والتسيير؟
يتخذ المنبر من جامعة الخرطوم مقراً له، ويعتمد في تمويله وتسييره على الموارد الذاتية وليست هنالك أي جهة ممولة أو داعمة أو راعية للمنبر.
* ماذا يمكن أن يُقدِّم “منبر الشباب الواعد” للخروج بالبلاد إلى آفاق أفضل بعد الفترة الانتقالية؟
انطلاقاً من فلسفتنا التي تُبنى على أن السودان أولاً، وضعنا تصوُّراً لخلق واقع سياسي جديد ومختلف في السودان يكون فيه الولاء أولاً للسودان وما دونه فهو فانٍ، وتتصاغر فيه كل الأبعاد المناطقية والأيديولوجية، وذلك يقوم على إعلاء شأن العلم والقانون واحترام وقبول الآخر والانفتاح على كافة وجهات النظر.
* لديكم آراء تعتبر مُتطرّفة تجاه الأحزاب والقوى التقليدية، لماذا؟
نحن كمنبر شباب واعد، لا نؤمن بالتطرّف ونرفض الراديكالية أينما حلّت، ولكنه صحيح لدينا آراء وتحفظات حول البنية السياسية بالسودان رغم احترامنا الكبير لساستنا في مختلف مكوّناتهم، إلا أننا نعتبرهم لم يفلحوا في بناء السودان بالصورة التي تتفق مع التاريخ والجغرافيا السودانية، إلى جانب الموارد الطبيعية التي يزخر بها السودان، عليه فإن آراء المنبر حيالهم لا تعدو سوى عدم الرضا من جانبنا بالوضع الذي يعيشه السودان الآن سياسيًا واقتصادياً وثقافياً وعلميًا.
* هل تعتقدون أنه يمكن تجاوز القوى التقليدية في أي مشروع لبناء سودان ما بعد الثورة، خاصة وأن هذه القوى موجودة ومؤثرة في المشهد العام؟
لا يمكن تجاوز القوى التقليدية بأي حال من الأحوال، ولكن ندعو ونهدف إلى دور أكبر وأوسع للشباب في السودان، نظراً لكونهم الأكثر عدداً وتأهيلاً، ونطمح إلى أن يتقلدوا أرفع المناصب في السودان على غرار نظرائهم في العالم، فنحن نعيش في عالم الشباب وهم الأعلى صوتاً وكعباً فيه، وعلى أرفع المستويات ورغم هذا الطموح ندعو إلى المجايلة (تواصل الأجيال) بيننا، وندعو الآباء السياسيين إلى أن يتواصلوا معنا ليعرفوا كيف نفكر وإلى ماذا نهدف، فيبدوا لنا التوجيه والنصح والإرشاد ولهم منا حسن الإصغاء .
* كيف كانت مشاركتكم في الحراك الثوري قبل سقوط النظام السابق؟
منذ مطلع العام 2018م، أدركنا أن الأمور في البلاد لن تؤول إلا إلى ما آلت إليه الآن، وعليه فقد عملنا على تجميع صفوفنا وتهيئة عضويتنا للتحوّل المتوقع في السودان، وبُعَيْد اندلاع الثورة، خرجنا كبقية الشباب السوداني إلى الشوارع مطالبين بإسقاط النظام وتحقيق شعارات الثورة، وفي شهر فبراير الذي تلى الثورة أصدرنا بياناً شخّصنا من خلاله المشكلات بالسودان وأعربنا عن تطلعاتنا، وأكدنا على أننا ضد التضييق على الشعب السوداني ابتداءً بمأكله ومشربه وانتهاءً بحرياته، وطالبنا فيه صراحة وبصورة سافرة بضرورة تنحي الرئيس السابق وإتاحة أكبر قدر ممكن في الساحة السياسية للشباب، وعندما كنا بالأساس أكاديميين انصرفنا إلى التفكير في كيفية نجاح الثورة وما هي المهددات التي تهددها، وبتاريخ 04/05/2019م كانت لنا مخاطبة في منصة القيادة الرئيسة، تحدثنا فيها عن المهددات والتحديات التي يمكن أن تواجه ثورتنا المجيدة.
* لماذا لستم جزءاً من مكونات “قوى الحرية والتغيير” التي تقود البلاد حاليًا؟
لم نكن جزءاً من الحرية والتغيير، رغم احترامنا لها، وذلك لسببين أساسيين: الأول هو أننا نريد أن نرى الأشياء كما هي، فنحن نحاول النظر إلى الأشياء بالعين المجردة وبصورتها الحقيقية، ووجودنا داخل أي إئتلاف قد ينقص من رؤية الأشياء بالحيادية.
والثاني تحفُّظنا المسبّق على البنية السياسية السودانية، فنحن نرى أن الأحزاب السياسية السودانية مسؤولة عن تراكمات الفشل الذي أفضى بنا إلى الوضع الذي نعيشه الآن، والذي جعل السودان وشعبه في أوضاع سياسية واقتصادية لا يُحسَد عليها، رغم إيماننا التام بأن نسبة المسؤولية تتفاوت من مكون إلى آخر، فلا يمكننا أن نحمّل من حكم السودان ثلاثين عاماً وذاك الذي حكمه ستة أعوام وزراً واحداً.