دول تصدَّت لـ” كورونا” وهزمت القاتل الغامض
كسبها التنين والدب والإمارات
الخرطوم: إنصاف العوض
كيف سيطرت الصين على فيروس كورونا؟ إجابة على سؤال تضيف إنجازاً على إنجاز التنين الذي تحول من دولة نامية إلى قوة اقتصادية ودولية عظمى، فمنذ مطلع هذا الشهر، بدأت خطة التنين الصيني الصارمة والطارئة لقهر فيروس كورونا الجديد تؤتي ثمارها، فبعد أن وصلت الإصابات الجديدة المسجلة يومياً في ذروة الوباء الشهر الماضي إلى بضعة آلاف يومياً، مع مئات الوفيات، أصبحت الحالات اليومية المسجلة أقل من 20 حالة، وانحسر عدد الوفيات كثيرًا. فمثلاً يوم 18 مارس، سُجلَت في الصين 34 حالة جديدة جميعها وافدة من الخارج، و8 وفيات جديدة، بينما في إيطاليا على سبيل المثال سُجِّلَت 475 حالة وفاة في اليوم ذاته.
سلسلة نجاحات
حظيَت تجربة الصين في كبح جماح هذ الفيروس الخطير بالكثير من الإعجاب من العدو قبل الصديق، وحولته من كربة حلّت بالدولة إلى سلسلة من النجاحات على المستوى الصحي والنظامي في العالم؛ وذلك رغم الانتقادات الكثيفة التي تعرَّضت لها بشأن عدم التعلم جيدًا من تجربة الماضي مع وباء السارس عام 2002م – 2003م، الذي نتج من اختلاط الحيوانات الحية في أسواق الصين، ما أتاح حدوث تفاعلات بين فيروساتها الخاصة، نجمت عنها فيروسات جديدة قادرة على غزو الإنسان.
لكن، هل يُعقل أن الصين لم تستخدم لقاحاً معيناً لعلاج المصابين بالفيروس؟ نعم..هذه هي الإجابة، إلى الآن لا يوجد لقاح معين مُعالج للمرض تم استخدامه لشفاء المرضى الذين وصل عددهم إلى أكثر من 80000 شفيت منها 65000 حالة، ولم تبق في المستشفيات الصينية إلا حوالي 9000 حالة.
في النقاط الأربع التالية، سنوجز كيف نجح بلد المليار ونصف مليار نسمة في صرف تلك اللعنة التي وصلت إلى جهات العالم الأربع، بينما أوشك على التخلص التام منها.
استجابة شعبية
لم يكن من الصعب على دولة ذات قبضة حديدية على المجتمع أن تتخذ إجراءات صارمة لمنع تفاقم الموقف، دون أن تحتاج إلى وقت وجهد كبيريْن لتهيئة الرأي العام لتقبل ذلك.
كان أبرز وأشد الإجراءات فرض حالة الحجر الصحي الصارم على أكثر من 56 مليون مواطن صيني، هم سكان مقاطعة هوباي، لاسيّما عاصمتها مدينة ووهان ذات 11 مليون نسمة، التي فُرض عليها الإغلاق ابتداء من يوم 23 يناير
التزم غالبية السكان بالعزل المنزلي لوعيهم، واستجابوا لأوامر الحكومة والتزموا بالإرشادات والتعليمات، كما طافت دوريات الشرطة بالشوارع للتأكد من عدم تواجد الناس إلا للضرورة.
إمكانات هائلة
استخدمت الصين قدراتها الهائلة في بناء مستشفيين اثنين في أقل من عشرة أيام، وثانيا قامت بإنشاء 14 مشفىً مؤقتاً، حيث جهزت القاعات الرياضية المغطاة وقاعات المعارض بأسِرة لاستيعاب عشرات الآلاف من مرضى كورونا، ولعزل الحالات المحتملة (يذكر أن هذه المستشفيات المؤقتة تم إغلاقها لشفاء أغلب المصابين.
واستقدمت آلاف الفرق الطبية من المناطق البعيدة والأقل ضررًا إلى مقاطعة هوباي للمساهمة في هذا الجهد الهائل. ولم تتردَّد السلطات في إغلاق آلاف المصانع وغيرها من المؤسسات الكبرى، لا سيَّما في بؤر العدوى، وذلك للسيطرة على انتشار الفيروس، وأعان على هذا فائض القوة الاقتصادية للدولة الصينية، واحتياطاتها النقدية والمالية الهائلة.
كما تم فرض ارتداء الكمامات على الجميع للنقص من حدة العدوى، الإجراء الذي مازال ساري المفعول إلى الآن. لكن – كما تذكر منظمة الصحة العالمية – لم تكن تلك الجهود الرسمية الصينية ستلقى نجاحًا لولا الالتزام الكبير الذي أبداه الشعب الصيني في تطبيق تعليمات السلامة والصحة.
تفوق تكنلوجي
ترسانة القدرات التكنولوجية الصينية التي استُخدِمَت في مواجهة كوفيد – 19 كانت مذهلة واستثنائية. وأسهمت كل تلك الوسائل التقنية في تحسين فعالية وكفاءة الخطة الصينية لمكافحة الوباء، وكذلك في حماية العناصر البشرية من التعرض المباشر للكثير من مصادر الخطر
على سبيل المثال، تم استخدام روبوتات ذكية لتعقيم المؤسسات والشوارع، وكاميرات حرارية عالية الدقة لكشف الحالات المصابة بالحمّى عن بعد. كذلك قدمت شركة “مايكرو-مالتي كوبتر” التقنية طائرات مُسيَّرة مخصصة لنقل العينات الطبية من المرضى إلى المراكز البحثية وأماكن التحليل، بدلًا من قيام العاملين الصحيين بذلك، وتعرضهم لاحتمالات العدوى.
أيضًا، وفي فترةٍ وجيزة، أنتجت شركة “بودو للتقنية” عشرات الروبوتات لمساعدة الأطباء في أكثر من 40 مستشفى صينياً؛ وكانت لها أدوار أخرى مهمة في تجنيب البشر مخاطر العدوى، إذ كانت تُستَخدم مثلاً في تقديم الوجبات الغذائية للمصابين القابعين في الفنادق تحت الحجر الصحي، بدلاً من أن يُقدّمها عمال الفندق.
تشخيص رقمي
عبر تطبيق على الهاتف الذكي، ووفق معلوماتٍ شخصية وطبية، يُصنَّف الناس إلى 3 ألوان حسب مدى خطورة انتقال العدوى منهم إلى غيرهم؛ فأصحاب اللون الأخضر يُسمح لهم بالذهاب إلى الأماكن العامة المختلفة، على عكس الأصفر، الذي يوصى لأصحابه بالمكوث بالمنزل أسبوعًا، والأحمر الذي يوصى لأصحابه بالحجر الصحي لأسبوعين.
تفوق عربي
وتعد دولة الإمارات العربية من الدول الرائدة في السيطرة على وباء كرونا وقالت صحيفة ديسبورتو موندو، إن «الإمارات اتخذت مبكراً كل التدابير الضرورية لمواجهة خطر انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن ذلك انعكس إيجاباً في حالة الهدوء التي تسيطر على الجميع داخل الدولة، بعكس اللحظات الصعبة التي تسيطر على المشهد في الكثير من الدول الأوروبية.
وقال لاعب فريق النصر، البرتغالي أنتونيو توزي توزي إنه ملتزم بالبقاء في المنزل، وينصح الجميع أيضاً بعدم المغادرة إلا للضرورة القصوى، مؤكداً أن العالم قادر على تجاوز اللحظات العصيبة والتغلب على الوباء.
وأثنى توزي في حديث إلى الصحيفة « على ما قامت به حتى الآن الإمارات، وقال: كل شيء هنا هادئ، ولا يوجد ذعر بسبب هذا الوباء، صحيح أن دوري الخليج العربي تم تعليقه حتى إشعار آخر، لكنه أيضاً قرار موفق حتى نحد من انتشار هذا الفيروس. وأضاف أنه يتبع الارشادات الصادرة عن الجهات الصحية لمجابهة المرض..
وأشار إلى أن من بين التدابير التي اتخذتها الإمارات بصورة مبكرة تعليق جميع الأنشطة الرياضية سواء للأندية أو المنتخبات، بجانب إغلاق الصالات الرياضية والمنتجعات والشواطئ العامة، حتى المساجد، وذلك لمنع التجمع بين الناس.
إعجاز روسي
وتعد روسيا واحدة من الدول القليلة في العالم التي تمكنت من قمع انتشار الفيروس التاجي، وفقا لخبراء صينيين في صحيفة “سوهو ولفت محللو “سوهو” الانتباه إلى حقيقة أنه تم تسجيل 45 حالة من الفيروز التاجي رسميًا في روسيا، هذا صغير جدًا عند مقارنته بالدول الأخرى حيث تصل الحالات إلى الآلاف، يعتقد الخبراء أن هذا الوضع يرجع إلى التدابير المتخذة في الاتحاد الروسي يقول المحللون الصينيون: “ليس هناك الكثير من حالات الإصابة بفيروسات كورونا في روسيا، فقد صدم الروس العالم مرة أخرى.
للمقارنة، في الولايات المتحدة، تم حاليًا تسجيل 1663 حالة مرض بفيروس كورونا، يمكن القول إن الحكومة الأمريكية فشلت في حماية مواطنيها بشكل صحيح من هذا المرض الخطير، أعلنت 24 ولاية حالة الطوارئ. يعتقد الخبراء أن البلاد لم تصل بعد إلى ذروة الوباء.
ويضيف محللو سوهو: “أن الولايات المتحدة مخيبة للآمال لأن القوة العظمى العالمية لم تكن قادرة على اتخاذ تدابير فعالة للحماية من الفيروس.
أثبتت روسيا احتواء الوباء أمر حقيقي، يبلغ عدد سكان البلاد 140 مليون نسمة، بالإضافة إلى حدود طويلة مع الصين، حيث بدأ تفشي المرض، في الوقت نفسه، على عكس الولايات المتحدة، لا تزال الحالة مع الفيروس في الاتحاد الروسي مستقرة. لقد رأينا الآلاف من الحالات المؤكدة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، لكن الوباء تحت السيطرة فقط في روسيا.
ومنذ تفشي الوباء في روسيا، أخذوا الأمر على محمل الجد قدر الإمكان، يخضع الأجانب والروس الذين يدخلون البلاد للفحص الدقيق، يتم عزل الأشخاص الذين يعانون من أعراض المرض وبفضل هذه الإجراءات الصارمة إلى حد كبير، تمكنت من وقف انتشار العدوى.