“الصيحة” تنشر التفاصيل المروعة لمجازر الجزيرة أبا وودنوباوي
الخرطوم : الجميل الفاضل
مجزرة ود نوباوي
في يوم الأحد 29مارس من العام 1970م حاصرت قوات مدججة بالأسلحة النارية والمدرعات مسجد السيد عبد الرحمن في ود نوباوي.
ليقع صدام دامي غير متكافيء بين القوة والأنصار، استشهِد على إثره (261) من الأنصار العزل، وسقط في ذات الأثناء (53) جريحاً آخرين.
وألقت وزارة الداخلية بقيادة فاروق حمد الله القبض، على (872) من الأنصار في تلك الأحداث وأودعتهم السجون. فيما احتسبت القوات المسلحة أربعة ضباط وثلاثة وثلاثين من الرُّتب الأخرى.
كان من الذين احتسبتهم القوات المسلحة الضابط الملازم معاوية صالح سبدرات (شقيق الوزير السابق والمحامي عبدالباسط سبدرات)، كما احتسبت الرقيب أول (رابح دودو) شقيق حارس مرمى نادي الهلال ومرمى الفريق القومي السوداني (سبت دودو).
ويعتقد على نطاق واسع أن مجزرة ود نوباوي هي الفصل الأول الدامي في صراع الحزب الشيوعي السوداني مع حزب الأمة الذي يُصنِّفه الشيوعيون في خانة القوى الرجعية.
حيث كانت عناصر من الحزب الشيوعي تُظِاهر بسفور نظام مايو الذي شارك ثلاثة من ضباط الحزب في انقلابه، إضافةً لستة من قياداته البارزة كوزراء في الحكومة.
حرب القرن بعد نصف قرن
ﺑﺰﻏﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ 27 ﻣﺎﺭﺱ 1970 ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ في مظهر هدوء حذر تحسباً لمواجهة مع النظام المايوي باتت وشيكة.
- عند ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺃﺑﻠﻐﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﻟلمرﺍﻗﺒﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ أبا ﻋﻦ رصدها لظﺎﻫﺮﺓ تبدو ﻏﺮﻳﺒﺔ حيث ﻻﺣﻆ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻮﻥ أن ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻭﻛﻮﺳﺘﻲ، بدأت ﻤﻨﺬ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ تتخذ مساراً واحداً فجميع ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧل المدينتين ربك وكوستي ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﺎﺋﺪﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﻣﺎ ﺣﻮﻝ ﻛﻮﺳﺘﻲ ﻭﺭﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻭﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺪﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺣﻈﺮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺴﺮﺏ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻫﻨﺎﻙ .
- وبالتالي ﻄُﻠﺐ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻓﻲ « ﺣﺠﺮ ﻋﺴﻼﻳﺔ » ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺭﺑﻚ لاﺳﺘﺠﻼﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ، ﻭﺃﺩﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ الراحل الهادي المهدي ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻟﻠﺴﺮﺍﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ.
- وعند الساعة ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭأﺭﺑﻌﻴﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﻭﺻﻠﺖ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺮﺻﺪ الأولى ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻗﻮﺓ ﻣﺪﺭﻋﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ أبا، لتصدﺭ تبعاً لذلك ﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ فورية ﻟقوة الأﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ، ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ 10 ﺃﻓﺮﺍﺩ بالانسحاب ﺇﻟﻰ داخل ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، مع ﻧﻘﻞ ﻤﺪﺍﻓﻊ مضادة ﻟﻠﺪﺭﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ .
- ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻭﻝ ﻣﺪﺭﻋﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺣﺘﻤﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ « 7 ﻣﺪﺭﻋﺎﺕ » ﺧﻠﻒ ﺗﻞ ﻳﻘﻊ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ، ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ للمناورة قبل أن تبدأ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﻴﺮﺍﻥ كثيفة ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ أبا.
- ﻓﺼﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺃﻣﺮ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﺎلاﺣﺘﻤﺎﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺨﻨﺎﺩﻕ ﻭﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﻮﺍﺗﺮ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، حيث كانت ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ تطلق نيرانها من مسافة ﺃﻟﻒ ﻭ 500 ﻣﺘﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺪﻯ ﻧﻴﺮﺍن الأسلحة التي يملكها الأنصار، وتحسباً لأن ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ سيمكنها من اكتشاف ﻤﻮﺍﻗﻊ المدفعية الأنصارية ﻭالعمل لتدميرها.
- ثم ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻗﻼﺋﻞ ﻭﺑﺪﺃت بإﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻓﻊ « ﺍﻟﺒﺮﻥ » بهدف لفت الأنظار ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧُﺼﺐ للمدرعة المتقدمة.
- حيث ﺗﻢ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺯﻭﻛﺎ ﻭﺍﻟـ « ﺁﺭ . ﺑﻲ . ﺟﻲ » ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ للالتفاف على ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ بقصد ﺘﺪﻣﻴﺮﻫﺎ.
- في ذات الوقت ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺎﺋﺮﺗﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ « ﺳﻜﺎﻱ ﻫﻮﻙ » ﺗﺤﻠﻘﺎﻥ فوق ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ أبا ﻭﺗﻘﺼﻔﺎن مواقع منتقاة.. ﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ المدفعية المضادة للطائرات ﺑﻨﻴﺮﺍﻥ ﻛﺜﻴﻔﺔ.
- ثم ﺣﻠﻘﺖ ﻃﺎﺋﺮﺗﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺴﺮﺍﻱ المهدي مباشرة (قلب الجزيرة أبا) ﻭﻗﺎﻣﺘﺎ ﺑﻘﺼف أدى لانهيار ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻭسقوط ﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ القريبة من المكان.
- أما في مدخل ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ فقد ﻗﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﻤﺘﻄﻴﺎً ﺻﻬﻮﺓ ﺟﻮﺍﺩﻩ ﻳﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﻳﺢ منطلقا نحو ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ القابعة وراء إحدى التلال.
- إنها ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﺮﺕ ﻛﺎﻟﺨﻴﺎﻝ، ﻓﺎﺭﺱ يحمل ﺤﺮﺑﺔ ﻭﺳﻴﻒاً ﻳﻬﺎﺟﻢ جبالاً من ﺍﻟﺤﺪﻳد المدرع.. ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ بجواده قبل أن تختلط أشلاء جسده، بما تبقي من أجزاء فرسه.. يردد المكان مزيج الصدى الغريب لصوت رجل كانت آخر ما صدر عنه “الله أكبر ولله الحمد” وصهيل فرس يشق العنان.
- ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟـ « ﺁﺭ . ﺑﻲ . ﺟﻲ » ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻠﻨﻬﺮ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍلاﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻹﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺛﻢ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﻘﺬﻳﻔﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ، ﻭﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﻣﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﺩﻣﺮﺕ اﺳﺘﺮﺍﺣﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ، ﺇﻧﻪ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .! ﻭﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ؛ ﻭﺟﻬﺖ ﻣﺪﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻭﺭﺷﺎﺷﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﺎبة.
- ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ – ﺗﻤﺎﻣﺎً – ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺎﺯﻭﻛﺎ ﺩﻭﻥ اﻧﺘﺒﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻭﺃﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﺴﻜﺘﺖ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻓﺘﻘﺪﻣﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻭﺍﺑﻼً ﻣﻦ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﻗﺬﺍﺋﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ أبا ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﻱ.
- ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺟﻨﻮﺩ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﺑﺴﺤﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ إلى ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ.
- ﺃﺻﺎﺑﺖ ﻗﻮﺍﺕ الأنصار ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺗﻴﻦ ﻓاﻧﻄﻠﻘﺖ ﺷﻤﺎﻻً ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺩﺧﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩ.
- ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺿﺮﺍﻭﺓ ﺑﻌﺪ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻓاﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺗﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﻘﺼﻔﺎﻥ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ أبا ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻴﻘﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻴﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻗﺼﻒ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﻐﺮﺏ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ.
- ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺗﺪﻙ ﺍﻷﺭﺽ ﺩﻛﺎً ﺑﻤﺪﻓﻌﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ .
- ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍً ﻟﻸﻭﺍﻣﺮ، ﻓﻠﻢ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ.
- ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺩﻭﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍلاﻟﺘﺤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ .
- ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ؟ ﺇﻥ ﺃﻳﺔ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﻣﺆﻛﺪ، ﻓﻌﺒﻮﺭ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺃﻟﻒ ﻭ 500 ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺧﻂ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺮ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﺒﻊ ﻣﺪﺭﻋﺎﺕ ﻭﺛﻼﺙ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ حربية ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﻌﻴﻨﻪ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
- ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺻﺤﻴﺢ . ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺣﺪﺙ ﻣﺎ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺭﺃﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ، ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ الأنصار ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻣﻨﺪﻓﻌﻴﻦ ﻭﺳﻂ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺍﻧﻘﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﻛﺎﻟﻀﻮﺍﺭﻱ، ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻑ، ﻳﺘﺴﻠﻘﻮﻥ ﺃﺑﺮﺍﺟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﻟﻤﻦ ﻫﻢ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ.
- ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺗﺮﺩ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﺗﺴﺤﻖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺗﺤﺖ ﺇﻃﺎﺭﺍﺗﻬﺎ .. ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭاﺧﺘﻔﻰ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ هي الفرصة ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ للاﻟﺘﺤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭ، ﻓﻠﻘﺪ ﺍﻧﺸﻐﻠﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻭﺣﺠﺒﺖ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ.
- ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺑﺎلاﻧﺪﻓﺎﻉ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﻟﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻴﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﻭﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﻤﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍلاﻧﺪﻓﺎﻉ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺪﺭﻭﻉ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﺜﻘﻞ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺳﻴﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺪﻣﺎﺭ، ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺟﻬﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻧﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ .
- ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷنصار ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪﻫﺎ .. ﻭﻓﻲ ﺛﻮﺍﻥٍ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻋﺒﺮﻭﺍ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻭاﻟﺘﺤﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ
- ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍلاﻧﻔﺠﺎﺭﺕ ﺗﺼﻢ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻭﺩﺧﺎﻥ ﺗﻌﻤﻲ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ، ﺻﺮﺍﺥ ﺟﺮﺣﻰ، ﺯﻓﺮﺍﺕ ﻗﺘﻠﻰ، ﻫﺪﻳﺮ ﻣﺤﺮﻛﺎﺕ، ﺗﻜﺒﻴﺮات وتهليلات.
- ﻓﺠﺄﺓ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻮﺭﺗﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻣﺪﺭﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺍلاﻧﺘﻈﺎﺭ ﻟﺜﻮﺍﻥٍ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺭﻓﻴﻖ ﺳﻼﺡ، ﻓﻘﺪ ﺗﻀﺨﻤﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺭﻋﺒﺎً ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺭﻓﺎﻗﻬﻢ ﻟﻤﺼﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ .. ﺩﻡ ﻭﻟﺤﻢ !.. ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺕ ﺗﻼﺣﻖ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺘﻌﺴﺎﺀ .. ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺩﻡ ﻭﻟﺤﻢ ﻣﻤﺘﺰﺝ ﺑﺤﺼﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ، ﻏﺮﻭﺭﺍً ﻭﺻﻠﻔﺎً.
- ﺗﻘﻬﻘﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺭﺗﺮ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻟﻸﻧﺼﺎﺭ .. ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﺟﻨﻮﺩ ﺿﺨﻤﺔ ﺑﺴﻼﺣﻬﺎ.
- ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﻌﻢ « ﺗﻴﺮﺍﺏ » ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﺭﻏﻢ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺇﻃﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻓﺴﺎﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ أبا، ﻭﻫﻲ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺫﺧﻴﺮﺓ ﻭﺭﺷﺎﺷﺎﺕ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺧﻔﻴﻔﺔ .. ﻭﻗﻨﺎﺑﻞ ﻳﺪﻭﻳﺔ ﻭﺃﺻﺎﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺖ .
- ﻏﺮﺑﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ 27 ﻣﺎﺭﺱ 1970 ﻭﻏﺮﺑﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺭﻭﺍﺡ مئات ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﺔ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺛﻤﺎنون ﻭﺟﺮﺡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ، وﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻭﺭﻫﺎ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ 73 ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﺮﻳﺢ
- ﻭﻗﺘﻞ 11 ﻣﻦ القوات الحكومية .
- اﻧﺘﻬﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺑﺪﺃت ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ.. ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺎﺭﺑﺎً ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ.
- ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ ﻳﻐﻄﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﻣﺮﺕ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﺣﺮﺍﺋﻖ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻭﻗﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ.
- (مريمين) ﺷﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ اﻧﻔﺼﻠﺖ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﻭﺗﻤﺰﻗﺖ ﺃﺣﺸﺎﺅﻫﺎ .. ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻌﻮﻥ، ﻭﻻ ﻣﻌﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ثمة ﺳﺒﻴﻞ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ، تم ﻨﻘﻞ بعض ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﺮﺿﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻓﻘﻂ، ونُقل ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺈﺻﺎﺑﺎﺕ ﻃﻔﻴﻔﺔ، ﺃﻣﺎ الذين عانوا إﺻﺎﺑﺎﺕ ﺨﻄﻴﺮﺓ ﻓﻘﺪ صاروا لاحقاً ﺷﻬﺪﺍﺀ.
- ﺍﻹﻣﺎﻡ الهادي ظل ﻭﺳﻂ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﻳﺘﻔﻘﺪ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻳﻮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﻟﻢ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﺮﺍﻱ ﺭﻏﻢ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻘﺼﻒ عليها ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ، ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻹﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ.
- ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ظل ﻣﺴﺘﻤﺮاً ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴل، ﻭﺃﻃﻮﺍﻑ القوات الحكومية تطوق الجزيرة، وﺗﻨﺘﺸﺮ كجيوش النمل حولها.
- ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺾ الرماة ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ « ﻃﻴﺒﺔ » ﺑﻘﺼﻒ ﻣﻄﺎﺭ ﺭﺑﻚ ﺑﻤﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻬﺎﻭﻥ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
- ﺇﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﺴﻘﻮﻁ 83 ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 121 جريحاً، ﻭﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﻣﺪﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍً، ﻭانصرف ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ لتنظيم ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ﻭمداواة ﺟﺮﺣﺎﻫﻢ ﻭدفن موتاهم.
- ﺣﻮﺍلي ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺠﺮ السبت ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ 35 ﺷﺎﺑﺎً ﻣﺠﻬﺰﺓ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﺪﺭﻭﻉ ﻭ 15 ﺭﺷﺎشاً ﻣﺘﻮﺳﻄﺎً، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ، ﺧﺮﺟﺖ ﺣﺘﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ « ﺣﺠﺮ ﻋﺴﻼﻳﺔ » ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎلاﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍلاﺳﺘﻌﺪﺍﺩ .
- ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ وعشر ﺩﻗﺎﺋﻖ صباحًا ﻭﺻﻠﺖ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﺪﺭﻋﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻊ ﻣﺪﺭﻋﺎﺕ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻄﺎﻟﻪ ﻧﻴﺮﺍﻥ الانصار ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻮﺭﺍً ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﺻﺎﺑﻮﺍ ﻣﺪﺭﻋﺘﻴﻦ .
- ﺍﻧﺪﻓﻌﺖ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻭاﻟﺘﻔّﺖ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﻗﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﻧﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺑﺎﺩﻟﻮﻫﺎ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ فأصيبت ﻣﺪﺭﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
- ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ « ﺕ 55 » ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ .
- ﺻﺪﺭﺕ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺑﺎلاﻧﺴﺤﺎﺏ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺴﺒﺖ ﺍﻟﻘــﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺛﻼثين شهيداً وعدداً من الجرحى.
//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
قالوا عن مجزرتي الجزيرة أبا وودنوباوي:
وحشية باطشة
- قرَّر النظام المايوي أن يمطر الجزيرة أبا بالطائرات القاذفة والمدفعية الثقيلة.
والجزيرة أبا قرية ليس فيها أسباب الدفاع ضد الطيران والسلاح الثقيل.
لم يقف عند هذا الحد من الوحشية، بل استعان بورقة أجنبية للبطش بالمواطنين في خطة غدر لم يشهد التاريخ السوداني الحديث لها مثيلاً.
من خطاب للسيد الصادق المهدي في 20/4/1987م
السادات وجلُّود في المشهد
- إن وجود السيد أنور السادات نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة والسيد عبد السلام جلّود نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في ليبيا بيننا وفي هذه اللحظة التاريخية الحاسمة يؤكد التأييد والتلاحم بين قوى الثورة العربية ويجعلنا نواجه تحديات الاستعمار في قوة وصلابة وتماسك.
- عمر الحاج موسى الناطق الرسمي باسم الحكومة
حصد أرواح وتفجير أجساد
في27 مارس أمر النظام المايوي طائرات الميغ بقصف الجزيرة بالصواريخ.
وفي ذلك الوقت لم يكن السودان يملك طائرات ميغ ولا طيَّارين يستطيعون قيادتها.
مما جعل الكثيرين مقتنعين بأن القصف جرى بطائرات مصرية وطيَّارين مصريين.
وجاء بيان صادر عن وزارة الخارجية الليبية في وقت لاحق ليؤكد هذا الاقتناع.
ظلت المقاتلات طوال يومين «تنقضُّ» على الجزيرة وتضربها بالصواريخ وتُغير على السكان.
لقد كانت مجزرة وحشية… كان أقسى تقتيل لا سابق له في تاريخنا وأوحشه.
كان يجري حصد الناس وتفجيرهم قِطَعاً في الشوارع والحقول أثناء فرارهم للاحتماء، من دون أن يكون هناك دفاع أو حماية لهم ضد الغارات الجوية.
- محمد أحمد محجوب في كتابه «الديمقراطية في الميزان» تحت عنوان: مجزرة الجزيرة أبا.
مشاركة الطيران المصري
- لم يرَ نميري إلا أن يُعِدَّ حملة على رأسها الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم والرائد محمد أحمد أبو الدهب، ورفض الروس أن يضربوا أبا بالطائرات، ولكن قاد السلاح الجوي طيَّارون عسكريون مصريون)..
- من رواية عُمَر باشري في كتابه “معالم تاريخ السودان” عن أحداث الجزيرة أبا.
القصف الجوي والمدفعي
منذ يوم السبت ضُربت الجزيرة أبا بالطائرات وضُربت إحداها بسلاح مضاد للطائرات، ثم استُبدلت بالطائرات الميج (17) التي حلقت وضربت الجزيرة أبا، كما كان الضرب موجَّهاً للجزيرة أبا بالهاون طويلة المدى، وكانت تصوَّب من حجر عسلاية بالضفة الشرقية، وأيضاً من الطويلة الواقعة على الضفة الغربية، ومن الحِصَي، بالإضافة للضرب الجوي.
ثم أُرسلت طائرة التمبروك التي ترمي المنشورات التحذيرية على سكان أبا.
كان الضرب مكثفاً ولا يتصوَّره عقل واشتركت فيه الطائرات المصرية والليبية).
- من روايات شهود عيان وثقها الأستاذ صديق البادي في كتابه «أحداث الجزيرة أبا وودنوباوي»:
القاهرة وراء الأزمة
- السياسة المصرية دفعت بمايو لخوض أكبر أزمتين لا مبرِّر لهما: الأزمة الأولى مع الأنصار المهدويين، والأزمة الثانية مع أنصار الخيار المستقل داخل مجلس قيادة الثورة. في 29 مارس 1970م، بدأ الجيش السوداني هجومه بالطيران والمدفعية على الجزيرة أبا).
- الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد في كتابه: «السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل».
طائرات وهيئة عمليات مصرية
- إن النميري دعا مصر أن تساعده بترتيب الطائرات الموجودة في الخرطوم، أو من مصر، لتضرب جزيرة أبا بالطيران، وهو الحل الوحيد.. وأنه في حالة عدم حدوث ذلك خلال أيام، سيسقط النظام في السودان.
مؤكداً أنه أبلغ مُلحقنا العسكري بتطوُّرات الوضع.
وكانت ملاحظات السفير أن: (النميري كان في «حالة إعياء» وكان يركز على أهمية إرسال الطائرات، وخاصَّة بعد اختراق قوات الإمام الهادي لقوات الجيش خارج الجزيرة، بالإضافة لعددها الكبير والأسلحة التي معها، وقلة القوات المكلفة بمواجهتها، كل هذا يجعل الموقف خطيراً، حيث وجهة قوات الإمام هي الخرطوم).
بناءً على الدعوة، بعث عبد الناصر بهذه البرقية للنميري: (تلقيتُ رسالتكم وإني على أتم استعداد لإرسال كل ما تطلبونه بدون تحفظ وأصدرتُ تعليمات بأن تتواجد الطائرات وهيئة عمليات مصغرة فجر اليوم بالخرطوم لتكون تحت تصرفكم ولديهم تعليمات صريحة لتنفيذ أوامركم بالكامل).
- جانب من شهادة الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل حول أحداث الجزيرة أبا