د. خالد إبراهيم عضو غُرفة مُصنِّعي الأدوية عن موقف السودان في مُواجهة (كورونا) لـ(الصيحة):
* تأخّرنا في التفكير بالوباء والكلوروكين خط دفاع ضد (كورونا)
حوار- نجدة بشارة
رسمت غرفة مصنِّعي الأدوية بالسودان، صورةً قاتمةً عن الوضع الدوائي والإمدادات في المُعدّات الوقائية بالبلاد، لمُواجهة جائحة (كورونا)، وحذّرت من وجود نقصٍ حادٍ في الأدوية الوقائية كالأوكسجين، والمُعقّمات وعقار الكلوروكين، وكشف عن تحفُّظ عددٍ من الدول في توريد الخام من هذه العقاقير للسودان في ظل تفشِّي المرض عالمياً.. (الصيحة) طرحت عدة تَساؤلات على عُضو الغُرفة.. فإلى الحوار:
منظمة الصحة العالمية، دقّت ناقوس الخطر بإعلان السودان في وضع “الخطر” في مُواجهة جائحة (كورونا)، رأيك؟
بالتأكيد.. السودان يُعتبر من أخطر الدول، نسبة لأنّ العامل الأول لانتشار (كورونا) يأتي في الدّرجة الأولى من العلاقات الاجتماعية، ونحن أرقى دولة في العَالم من حيث العلاقات الاجتماعية، طاغية على الأسس والمبادئ الصحية، إضافةً إلى ذلك ليست هنالك توعية كافية، وحتى أن أغلب الناس لم يأخذوا الموضوع بجدية وإنما من باب المزاح، وأؤكد أنّ خط الدفاع الأول ضد (كورونا) الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية، لذلك أعتقد أن السودان يُواجه خُطورة كبيرة جداً.
موقف الإمدادات الوقائية والدوائية بالبلاد في مُواجهة الفيروس؟
المشكلة، أننا بدأنا التفكير في الوباء بصُورة متأخِّرة جداً عن العالم، في الوقت الذي أصبحت كل الدول تحتفظ بما عندها من مُعينات وأدوات وقائية لحاجة مُواطنيها، مثلاً الآن نحن نستورد معدات ومواد خاماً لتصنيع الأدوية الوقائية، لمُقاومة الوباء خط الدفاع الأول ضد (كورونا)، طرقنا أبواب الدول ولكن الاستجابة ضعيفة، ووجدنا هذه الدول باتت تقلل من الصادر للدول الأخرى لتُحافظ على الحماية الأمنية الدوائية لمواطنيها، حالياً نحن في اجتماعات مُتواصلة لاستدراك الأمر، ولكن أعتقد أننا تأخّرنا.
موقف تصنيع الكلوروكين بالبلاد؟
طلبنا استيراد خام الكلوركين (البودرة) أو المادة الأولية، من دولة الهند قبل أسبوعين من الآن.. ووصلني رد الرسالة اليوم (أمس).. وفُوجئنا بأنّ سعر الخام تَضَاعف (ثماني مرات) عن السعر الرسمي للخام السابق، إضافة إلى ذلك وحتى يصل هذا الخام إلى السودان يحتاج لشهر كامل، ونحن ساعون كغرفة تصنيع لإيجاد حلول لهذه الإشكالية قبل أن ينتشر الوباء بالسودان.
برز مُؤخّراً أنّ عقار الكلوروكين يُفيد في تخفيف أعراض الوباء، فهل هناك تأكيدٌ رسمي بهذا؟
الكلوروكين أصبح الآن خط الدفاع الأول العالمي في علاج الفيروس، وتُجرى عليه أبحاث الآن من قِبل مُنظّمة الدواء والأغذية الأمريكية، وهنالك توصية باستخدامه كوقاية من الفيروس، رغم أنّها علمياً لم تثبت بعد، لكن الاتّجاه الآن باعتباره دواءً وقائياً الى أن تُجرى عليه مزيد من الأبحاث، ويعطي نتائج خلال أشهر إلى سنة، وعُموماً استعماله لن يضر إذا لم يفد، لذلك ربما ذهب مُعظم الناس إلى توفيره لاستخدامه إذا دعت الضرورة.
حسب مُتابعاتنا، هنالك نقصٌ في عقار الكلوروكين الآن بالسودان؟
ساعون لتوفير العقار حتى إذا كان بأسعار غالية وننظر إلى أي جهة تُحاول أن تدعمنا حتى نستطيع توفيره.. وهنالك أزمة ثانية ظهرت في أن معظم الدول أحجمت عن تصدير مضاد الفيروسات، ونجد مُشكلة كبيرة في استيرادها، وهذه المُضادات تدخل في تصنيع عددٍ من العقاقير التي نصنعها محلياً وبعض الأدوية الفعّالة مثل عقار (الرميدي قير)، الذي استخدم في علاج كثيرٍ من حالات (كورونا) في (48) ساعة وأثبت فعاليته.. وهُنالك مساعٍ من الصناعات الوطنية لاستيراد هذا المُضاد ووجدنا صعوبة كبيرة وتعنتاً من قِبل الدول المُصدِّرة التي رفضت أن (تفك) الخام، وما زالت مساعينا جارية وربما نذهب إلى خطوط دفاع أخرى لمُضادات أخرى للفيروس، إذا عجزنا عن هذا الخام.. مجهوداتنا جارية حتى نصل لحلول مُمكنة.
كم يحتاج السودان لاستيراد خام الكلوروكين؟
حسب الأسعار الواردة، قد نحتاج الى (2) مليون دولار لاستيراد المادة الخام، وهنا المصانع تصنع بأسعار رخيصة.
بالنسبة لمواد الوقاية الأخرى الكمّامات والمُعقّمات هل يتوفّر تصنيعها محلياً؟
هنالك تصنيع محلي ولكن ضعيفٌ ولا يغطي الطلب.. أما المُعقّمات، فالصيادلة قاموا بمجهود مقدر وصنعوها في معاملهم، والمصانع وفرت المواد التي تدخل في التصنيع كالتقطير والكحول، وتوفرت كميات معقولة ولكن المحك في كيفية التزام المُواطنين باستخدامها، لأنّ المشكلة الأساسية عدم أخذ المُواطن هذه الوقائيات محمل الجد ومازالت المظاهر الاجتماعية والعلاقات مُستمرّة، وأشير إلى ان أهم خط دفاع وهو الأوكسجين في حال تفشِّي الوباء وحُدُوث إصابات، سنحتاج إلى كميات كبيرة جداً وتتوفّر لكل المُصابين، وللأسف هنالك نقص كبير في الأوكسجين والكمية الموجودة بسيطة وتحتاج إلى خطة عاجلة لتوفيرها، فهنالك ما يقارب 16 مليوناً أي أنّ 20% سيحتاج إلى أوكسجين، بالإضافة الى ضرورة توفير أماكن للعزل واستقبال الإصابات، وبالتالي لا بُدّ من تكوين لجان طارئة وغرف صحية عاجلة وتجهيزها قبل تفشي المرض.
رسالة توجِّهها للمُواطنين؟
الاحتياط ثم الاحتياط وتحذيرنا هذا متوفر في الميديا، استعمال المُعقمّات والكمّامات، وتقليل العلاقات الاجتماعية في الحدود الضيِّقة.. وأي شخص اذا شعر بأيِّ أعراض لا بُدّ من الاتصال بأرقام الطوارئ، وأن يعزل نفسه، ولازم الناس تقوِّي مناعتها والأشخاص الذين يبلغون أكثر من الستين عاماً، عليهم الانتباه أكثر وأكثر.