أرجوك لا تتهاون
من يتهاونون مع “كورونا” ويعتبرونه قدرًا مكتوباً لا فكاك منه ولا يزالون يتعاملون مع المرض المستجد بلا مبالاة وبنوع من الجهل عليهم أن يعوا تماماً أن خطورته في سرعة انتشاره بين الناس.
ويكفي أن الفيروس الذي يسببه لا يموت بسرعة ويظل حيًا خارج الخلايا على عكس معظم الفيروسات التي تموت بمجرد خروجها من الخلايا..
ومن هنا تبقى الوقاية السبيل الوحيد لاجتناب انتقال العدوى كما يقول الأطباء وفق الإجراءات التي تمت لمكافحته في الصين وغيرها من الدول.
كما ذكروا أن أنجع وسيلة للمكافحة تتمثل في غسل الأيدي بالصابون وباستعمال المعقمات بصورة مستمرة.
إن مقولة (أصغر منك دوسو) والتهاون في الاستماع لنصائح المختصين لا تمت للدين بصلة والاستهتار بمسألة التعقيم هذه ضرب من التخلف وستقود إلى كارثة صحية بالسودان لن نستطيع التخلص منها بسهولة.
لقد حذّرتُ عبر تحقيق نُشر مؤخراً عن سلوكيات وعادات المجتمع السوداني قبل أيام من التمادي في الاستمرار في سلوكنا في المصافحة وفي السلام وفي الزحام في المناسبات وفي اختلاط أطفال الحلة… وفي اعتبار أن الإصابة بأي مرض هو قدر مع أن الأقدار تدفع بالأقدار كما علمنا ديننا الحنيف.
لقد سعدت أيما سعادة لخبر تكفل شركة سكر كنانة بنحو 75 ألف لتر من الإيثانول المستخدم في تصنيع المواد المعقمة والمطهرة للمساهمة في الحد من انتشار كورونا 10 آلاف لتر منها لوزارة الصحة ولاية الخرطوم وتوفيرها لكميات معتبرة لبعض الصيدليات للمساهمة في تصنيع مواد معقمة.
وكل ذلك يتم كما علمت في إطار مسؤولية الشركة الاجتماعية ..
وكنانة التي عودتنا من قبل على مشروعات مجتمعية لا تحصى غير (مشحودة) بالطبع للقيام بدورها الذي تعيه وتعرفه ولا تريد منا شكراً لصنيعها هذا لأنها لا تطلب من ورائه إلا الأجر والثواب.
ونتمنى أن تسير الجهات الأخرى التي تصنع الميثانول في نفس الطريق الذي سارت فيه كنانة لأن السودان يحتاج إلى بذل الجهود لأجل القضاء على الفيروس اللعين.
علينا جميعًا أن نشمر سواعد الجد ونتطلع أن تواصل كنانة رسالتها المجتمعية بابتعاث أتيام للأسواق الطرفية لتغيير السلوك الخاطئ ولتوزيع مواد معقمة وكمامات وتوجيه المواطنين بخطورة المرض وبضرورة الوقاية منه وبخاصة بولاية النيل الأبيض.
في الهواء
صيدلانية بإحدى صيدليات شرق النيل أخبرتني بأنهم نجحوا في تصنيع مواد معقمة بأسعار مخفضة ولكن الاستغلاليين نجحوا كذلك في زيادة قيمة (الفتيل) الذي تعبأ فيه المواد المعقمة فأصبح سعرة خرافياً.
الاستغلاليون تجار الأزمات يتاجرون أيضاً في صحة السودانيين قاتلهم الله.