95 عاماً من حب السودان
أسرة (حكايا) تحتفل مع زوجة الراحل عبد الله الطيب (جريزلدا) بعيد ميلادها
شاركتها: أسرة حكايا
احتفلت أسرة (حكايا) بجريدة الصيحة الغراء بعيد ميلاد جريزلدا زوجة الراحل بروفسيور عبدالله الطيب تلك السيدة العظيمة داخل منزل البروفسير الراحل المقيم عبد الله الطيب التي رافقته رحلة الحياة، جريزلدا سودانية الجنسية والهوية، بريطانية الأصل التي تحمل عطر ذلك العلامة الذي أثرى تراب هذا الوطن من علمه وعطائه والذي مازالت الأجيال تنهل منه (غريزلدا) أو جوهرة الطيب كما كان يحب أن يناديها بعد إشهارها إسلامها في العام 1977م بمدينة كانو النيجرية.
وتجسد قصة عبد الله الطيب وزوجته البريطانية غريزلدا بشكل كامل المقولة المشهورة “وراء كل رجل عظيم امرأة”.
التقى عبد الله الطيب بغريزلدا في جامعة لندن التي نال منها شهادة الدكتوراه، ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه الفتاة البريطانية الزوجة وحبيبة العمر، التي ظلت تؤكد دائماً أنها أحبت فيه دفاعه عن العرب ووطنه.
وكانت في حياته تدفعه للتأليف وتهيئ له المكان الملائم لذلك، كما أشارت عليه بالتوجه إلى طه حسين ليكتب مقدمة لكتابه المشهور “المرشد لفهم أشعار العرب وصناعتها”، فكتب طه حسين “هذا الكتاب ممتع إلى أبعد غايات الإمتاع، ولا أعرف أن مثله أتيح لنا في هذا العصر الحديث”، وطبع الكتاب بأجزائه الخمسة مراراً، وتعلم عليه الدارسون أسرار الشعر العربي.
ولم تعش غريزلدا على الهامش بل كان لها نشاط في الفن، وألفت كتب عدة، منها كتاب عن الأزياء الشعبية السودانية، كما ظلت تلاحق دور النشر لطباعة ما نفد من طبعات كتب زوجها الراحل.
وبعد موته لم تغادر السودان وعاشت هناك وأتقنت اللهجة السودانية بطلاقة وحفرت قبراً لها بجوار قبره لتعلم الجميع بأن الوفاء ليس في الحياة فقط وإنما بعد الممات أيضاً، وقالت “أريد أن أدفن بجانبه ليتعلم الذين هضموا حقه الوفاء.
عن تلك الأيام تقول لنا .. عقب فصل الأستاذ عبد الله الطيب من جامعة الخرطوم في العام 1969م في بدايات العهد المايوي مع مجموعة من خيرة أستاذة جامعة الخرطوم تعاقدت معه جامعة عبد الله بابيرو بمدينة كانو النيجيرية وقد رافقته إلى هناك، فقد كان حبيبي وأستاذي الذي لا يمكنني البعاد عنه، وقد قضينا أجمل سنوات العمر في تلك المدينة الساحرة وبعد دراسة طويلة ومتأنية ومعرفتي لأخلاقيات زوجي المتجذرة في الشريعة الإسلامية، أعلنت إسلامي في العام 1977م، دون إجبار من أحدن وعن رغبة وحب، وأنا أحمد الله كثيراً على ذلك
وسط أجواء فرايحية شاركت فيها مجموعة من الصحفيين وأسرتها ورغم تجاوزها الخامسة والتسعين من العمر متعها الله بالصحة والعافية وأمد في عمرها أطلقت جريلندا بطريقة عبد الله الطيب الساخرة الذي ما زال يسكن جوانحها القفشات، وقالت بأنها قضت أجمل أيام حياتها مع الراحل في السودان، وكنا نقضي إجازة العيد في مدينة الدامر بولاية نهر النيل، ورجعت بذاكرتها إلى الوراء وهي مبتسمة الوجه تصف حال تلك الأيام، وتقول كنا نقطع نهر النيل عن طريق المراكب إلى قريته بالغرب والمنظر كان أجمل رغم الخوف، ورغم ذلك كنا سعداء جدًا، إلا أنها رجعت وتحسرت بأن الراحل لم يحضر افتتاح كبري الدامر الذي كان حلماً يراوده حينها كان سيكون شعوره بالفرحة لا يوصف.
وأضافت قائلة بأنها زارت جنوب السودان في الحدود مع دولة الكنغو بمدينة (كالكو) بمعية كامل شوقي وهو المدير السابق للغابات، والذي نفذ فكرة الحزام الأخضر حول العاصمة، وقضينا أياماً جميلة هناك عندما كان السلام والمودة يسودان الوطن الواحد الممتد، وتحسرت على ذلك الانفصال الأليم وقتها كان الراحل في مأمورية في ذلك الوقت كان يتم حجز كفالة مالية قدرها سبع جنيهات ونصف وفي بعض الأحيان تكون الكفالة ثلاث مرات في العام، لافتة الى أنها قامت بزيارة عدد من الدول برفقة الراحل منها السعودية وعمان وأبوظبي والصين وبغداد بالإضافة إلى أنها تقضي إجازتها السنوية في لندن بغرض زيارة الأسرة وتواصل في حسرة .. اثناء تواجدنا هناك مرض الراحل بنزيف في المخ وتم نقله إلي مستشفى كبير بلندن لتلقي العلاج على نفقة (صلاح إدريس) له الشكر والتقدير، ومن ثم تحويله إلى مستشفى بالسودان عندما تماثل للشفاء وسط أطباء أكفاء ووجد وقتها رعاية من أهله وكل أهل السودان، حتى انتقل إلى جوار ربه.
تقول السيدة جريلندا إنها انتجت العديد من الأعمال الفنية فهي تحب الرسم الذي تبدع فيه بصورة كبيرة، كما أنتجت الكثير من الأبحاث والأعمال الفنية والتشكيلية والثقافية والكتب خاصة في مجال الأزياء السودانية وساهمت في إخراج كتاب جميل عن التهجير في وادي حلفا، وتقدمت بشكرها لرجل الأعمال أسامة داوؤد الذي كان يساهم كثيرًا في أن ترى أعمالها الفنية النور، كما أنها نالت الكثير من شهادات التقدير والأوسمة وهي تفخر أن ملكة بريطانيا قد منحتها وسام (إم بي أي) كسفيرة للعلاقات المميزة بين بريطانيا والسودان.
تقول عن تمكن دكتور عبد الله الطيب من اللغة العربية كان مرةً يقدم محاضرة بالقاعة (102) بكلية الآداب، جامعة الخرطوم، فخاطبه أحد الحضور قائلاً: أريد أن أسأل البروفيسور عن، فقاطعه أحد الطلاب المهووسين بالإعجاب بدكتور عبد الله الطيب، قائلاً: “يا أخي لا تقل يا بروفيسور فإنها كلمة أجنبية ولكن قل يا أستاذ فقال دكتور عبد الله الطيب: لا بأس فكلاهما أجنبيتان”وهذا لأن الأولى لاتينية، والثانية فارسية
ولكنها تأسفت علي عدم معرفة بعض فئات الشعب بمقدرات هذا الرجل الفذ رغم التقدير الذي يلاقيه بالخارج وتحكي .. عندما كان يدرس في جامعة المغرب كان يقدم محاضرات مسائية بطلب من الملك للموجودين بالقصر الملكي كان يحضرها الملك بنفسه وقد كان يهرع الكل لتقبيل يد الملك عند مقدمه وبعد انتهاء المحاضرة كان يتقدم بنفسه للسلام وتقبيل رأس الدكتور عبد الله الطيب احتراماً وتقديرًا لعلمه الوفير الذي كان يثير دهشة كل الحضور وهنا في وطنه يمنعه خفير المستشفى عن الدخول وعندما ينبهه الحضور إلى أن هذا الرجل هو العلامة عبد الله الطيب يرد الخفير انشاء الله يكون الفنان الطيب عبد الله نفسه برضو ما ح يخش.
الفن داخل دائرة كورونا
توقف الاحتفالات وتحول الفنانين إلى برامج التوعية
تحقيق : سوزان خير السيد
القرارات الأخيرة للتخفيف من انتشار فايروس كورونا الذي اجتاح العالم والتي قضت بحظر التجمعات كان لها تأثير على جوانب اجتماعية متعددة أكثرها شيوعاً محاولة التقليل من التجمعات في الأفراح والأتراح، الأمر الذي كان له تأثيره على بعض القطاعات الأخرى التي تعتمد استثماراتها على هذه التجمعات خاصة الأفراح تحديداً
قطاع الفنانين وصالات الافراح من القطاعات الأكثر تأثراً بهذه القرارات، حيث اتجهت العديد من من الأسر إلى إنهاء مراسم العزاء بانتهاء مراسم الدفن، وقام العديد من الشباب بتأجيل مناسبات زواجهم حتى انتهاء هذه الأزمة وعمد البعض المجبورين إلى استكمال هذه المراسم لسبب ما بالاكتفاء بإجراءات العقد دون إقامة مراسم الفرح التقليدية الأخرى مما أثر على صالات الأفراح وعدادات الفنانين، فكيف واجه هؤلاء الأمر.
يقول السر نورين صاحب محل لتأجير كراسي وخيم المناسبات: إقامة المناسبات في الهواء الطلق أنسب الطرق لتجاوز هذه الأزمة في الوقت الحاضر، كما أن مشكلات مكان حفل الزفاف, من المشاكل الأساسية, لذلك يقول الخبراء، إذا كان مكان حفل الزفاف يسع 100 شخص فإنه يتم تحميله بأكثر من 120 شخصاً، فليس من معايير حفل الزفاف الجيد, أن يكون المدعوون محشورين خاصة خلال هذه الأيام.
الفنان صفوت الجيلي نوه إلى جانب آخر قائلاً: إن الفن له دور فاعل في حياة المواطنين من خلال التوعية التثقيفية ويحتاج وقفة حقيقية من قبيلة الفنانين والمسرحيين، وذلك عن طريق عمل مسرح على الهواء ومواد ذات قالب موسيقي والإرشادات والتوجيهات عن مرض كورونا وكيفية طرق الوقاية منه والتعامل معه بطريقة جيدة بالإضافة إلى كبسولات فنية ومسرحية لعرضها للجهمور لتوصيل المعلومات الصحيحة وكيفية غسل الأيدي، وذلك عن طريق عرض مسرحي يحتوي على مادة دسمة يتم عرضها للجمهور خلال الفترة القادمة، ومن ذلك تجد قبولاً وتفاعلاً بصورة جيدة، بالإضافة إلى ضمان انتشار التوعية لكافة الولايات بصورة أسرع، أما موضوع توقف الاحتفالات وتأثيرها فأمر مقدور عليه، ونأمل زوال هذه الأزمة حتى تعود الأمور إلى نصابها .
وأضاف قائلاً في حديثه لـ(حكايا سودانية): الوقاية خير من العلاج إن تأجيل المناسبات الاجتماعية من إقامة أفراح وتسجيلات برنامج شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك، يمكن تأجيلها لأن الموضوع أصبح كارثة عالمية، وكل الدول الأوربية والعربية قامت باتخاذ الإجراءات الصارمة في مواجهة هذا الوباء، وفي اعتقادي لابد من إيقاف كافة التسجيلات المتعلقة ببرنامج رمضان وعيد الفطر لتفادي المخاطر، لأن السبب الرئيسي هو التجمعات، لافتاً إلى أن امتحانات الشهادة الثانوية تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى وحتى الصلوات هناك اتجاه الى أن يقوم المواطنون بأدائها داخل منازلهم، لذلك لابد من التعامل مع هذا الوباء بكل إنسانية وصدق، ويحتاج الى وقفة حقيقية حتى لا نفقد أرواح أشخاص داخل الوطن .
الفنان عمر إحساس، طالب الاتحادات الفنية بتوجيه مسنوبيها للوقوف مع المجهودات العالمية للوقاية من خطر مرض الكورونا، وذلك من خلال عمل فني وإرشادات توعوية بمشاركة وزراتي الصحة والثقافة والإعلام لتضافرالجهود بطريقة أسرع لإنتاج أعمال بالصوت والصورة وبثها على وسائل التواصل الاجتماعي.
مضيفًا أن هناك مجهوداً تضامنياً يضم كافة أصحاب الفن والمشاهير والشعراء والمسرحيين بإنتاج أعمال ضخمة لوقاية المجتمع من خطر مرض الكورونا الذي أصبح خطراً على كل الشعوب، مشيرًا الى أنه إذا تمت صياغة أعمال توعوية وثقافية عن كيفية تفادي مخاطر المرض وكيفية الوقاية منه حتى تصل الرسالة لكافة المواطنين داخل البلاد وخارجها.
أما بالنسبة إلى المجهود الميداني، يحتاج إلى النزول إلى الشارع العام من خلال إنتاج وعرض مواد مسرحية لتثقيف المواطن، ويأتي هنا دور الإعلام لنشر تلك المواد بصورة جيده وتوصيل الرسالة للمجتمع.
وقال الأستاذ العازف دفع الله بشه، إن الوسط الفني السوداني ممثلاً في شعراء وفنانين وملحنين لهم دور كبير في توعية المواطنين بالمرض، فالشعراء يمكن أن يقوموا بكتابة شعر يوضح فيه خطورة هذا المرض ويقوم الملحن بالتلحين ومن ثم إعطاؤها إلى أحد الفنانين ليقوم بالغناء وبثها عبر التلفزيون أو الإذاعة، وبهذه الطريقة تصل الرسالة بصورة أسرع لكافة المواطنين في كل ربوع السودان .
وأشاد بشه بالقرار الصادر بإيقاف كافة المناسبات الاجتماعية في الصالات، واعتبره قرارًا صائباً للحد من انتشار المرض وسط الجمهور، لافتاً إلى أن التجمهر في المناسبات يؤدي إلى كارثة عن طريق انتقال هذا الوباء.
مشيرًا إلى أن وقف المناسبات بالنسبة إلى الفنانين يعد وقفاً لحالهم من الناحية المادية، ولكن الوقاية خير من العلاج. مطالبًا كل الفنانين والشعراء والعازفين بالوقوف مع بعض للتوعية وتثقيف المواطنين سواء كان ذلك عن طريق الاتحاد العام للفنانين أو عن طريق المجهودات الخاصة بهم.
السودان يحصد (3) ذهبيات في أوسكار جوائز الإعلام السياحي العربي
أبوظبي- الصيحة
أعلن المركز العربي للإعلام السياحي، بمقر جمعية الصحفيين أبوظبي، أسماء الفائزين بجوائز الإعلام السياحي العربي لعام 2020م.
وأحرز السودان ثلاث جوائز دفعة واحدة لأول مرة بعد منافسة محتدمة بين الأعمال المقدمة، ونالت المذيعة نسرين النمر جائزة أفضل برنامج تلفزيوني سياحي عن برنامج (مسافرين) الذي قدمته قناة النيل الأزرق في رمضان الفائت، بينما فازت بجائزة أفضل فيلم تسجيلي د. عفراء فتح الرحمن بعنوان (الثنائي الملكي) الذي بثته قناة (الشروق) مناصفة مع فيلم (الأهوار) لسامي الجابري من العراق، وفي الجائزة الثالثة نالت منظمة أصداء النيل السياحية التي يديرها الإعلامي محمد إبراهيم “بترول” جائزة أفضل هيئة سياحية خاصة مناصفة مع منظمة هايدي المغربية.
وفازت مدينة أبوظبي بلقب أفضل مدينة سياحية عربية مناصفة مع مدينة العقبة الأردنية، وفاز بأفضل لقطة سياحية مصورة المصور على الجنيبي من الإمارات وسعيد الهطلان من السعودية.
وقال رئيس المركز العربي للإعلام السياحي حسين المناعي، إن جوائز الإعلام السياحي العربي انطلقت في 2008م، ووصلت دورتها الـ(12)، وتأتي ضمن رسالة المركز ورؤيته الاستراتيجية لتحفيز وتكريم الأشخاص والهيئات السياحية والإعلامية ضمن المنظومة الإعلامية السياحية المتكاملة التي تسعى للتميز والتنافس والإبداع والوصول للأهداف الإستراتيجية لتحفيز المبدعين العرب في الإعلام السياحي العربي.
من جانبه، هنأ نائب رئيس مجلس الأمناء د. سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي في منظمة السياحة العالمية، عضو لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا، الفائزين وتمنى لهم التوفيق والبناء على ما حققوه من إنجازات إعلامية متخصصة تسهم بقدر كبير في تنشيط السياحة العربية، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يمر بها القطاع.
بدوره، هنأ نائب رئيس المركز العربي للإعلام السياحي محمد عبد القادر، الفائزين في أنحاء الوطن العربي كافة، وأكد أن الجوائز هذا العام شهدت تطوراً كبيراً وتنافساً حاداً بين المشاركين، نظرا لجودة الأعمال المقدمة.
وقال “إن مستوى الأعمال الفني والمهني المتقدم جعلنا نطمئن إلى مستقبل الإعلام السياحي وتميز كوادره العاملة في مختلف بلدان العرب”.
يذكر أن الجوائز تعد الأكبر والأهم على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ويسعى المركز العربي للإعلام السياحي من إطلاقها لتحقيق التواصل وتشجيع الحوار وتبادل الآراء بين وسائل الإعلام السياحي العربي والعالمي، وتكريم المبدعين وتقدير وتكريم الإنجازات المتميزة في مختلف مجالات العمل الإعلامي السياحي العربي، إضافة لتطوير مهارات وقدرات الإعلاميين المتخصصين في الإعلام السياحي والمنتسبين لقطاع السياحة والعلاقات العامة.