* يوم قررت إعادة السلم الموءود (6/3/3)، كتبت بأن مَا يُمَيِّز أداء وزارة التربية والتعليم هُو الشفافية ثُمّ رُوح الثورة، أي الرغبة في التغيير.. ولا تزال هذه الوزارة – التي لا تشبه رفيقاتها الخاملات – تمضي على خُطى التميّز بروح الثورة الراغبة في التغيير (نحو الأفضل)، وتُقرر بأن يكون العام الدراسي -2020/2021- في (6 سبتمبر) بكل ولايات السودان، وينتهي في (3 مايو).. على أن تكون امتحانات شهادة الأساس (3 مايو)، والشهادة الثانوية (17 مايو)..!!
* شكراً لقادة التغيير الحقيقي بوزارة التربية والتعليم، وهم يصلحون بصمت خراب العقود الفائتة.. فالشاهد أن التقويم الدراسي في بلادنا ظل مثل مركبات النقل العام (وقوف متكرر)، وكان – كما جُبة الدرويش – يضج بالثقوب والترقيع، ولم يحدث أن طلابنا أكملوا عاماً دراسياً بلا تعطيل.. ورغم المناشدة (السنوية)، كانوا يُكابرون ويتمادون في تكرار تقويم مخالف لدول العالم، ولمناخ السودان أيضاً..!!
* نعم، فمن الغرائب التي لم تجد لها العقول تبريراً منطقياً أن بداية العام الدراسي كانت تتزامن مع بداية الخريف.. والمدهش، سنوياً كانوا يتحدثون عن تغيير عن هذا الموعد الغريب بحيث يجنبون التلاميذ متاعب ومخاطر الأمطار والسيول.. ولكنهم يتناسون، ثم يقررون بأن تكون بداية العام الدراسي مع بداية مخاطر السيول والأمطار.. وفي خريف العام قبل الماضي، وفي ذات تعطيل، قال وزيرهم: (تأجيل العام الدراسي بسبب الأمطار والسيول ليس بالأمر المزُعج)..!!
* هكذا تحدّث بمنتهى (اللامبالاة)، أو (الجهل)..نعم، قد يجهل أن تجميد يوم – ناهيك عن أسبوع أو شهر- يؤثر على تحصيل الطالب.. ربما، في عهدهم، لم تكن هناك علاقة بين أيام العام الدراسي وحجم التحصيل الأكاديمي، وربما كان يتم وضع جدول الحصص بالمزاج، وكذلك يتم تدريس تلك الحصص بالمزاج، ولذلك لم يكن المسمى بالمسؤول منهم يرى أن في تجميد الدراسة – بسبب الأمطار – ما يزعج).. وفي ذاكرة الناس، دعت إدارة الدفاع المدني – أكثر من مرة – إلى مراجعة (التقويم الدراسي)..!!
* فالأمطار إما تهطل على رؤوس التلاميذ في (الرواكيب) المسماة بالمدارس.. أو تتجمع مياهاً في حيشان المدارس لحد تحوّلها إلى برك آسنة.. ومن فواجع خريف عام، وفاة طالبات تحت أنقاض جدار مدرسة أساس بأمدرمان، ونجاة تلاميذ إحدى مدارس الخرطوم بحري إثر انهيار عرش فصلهم على رؤوسهم .. وإغلاق المدارس عندما انهارت الفصول- ليلاً – بالنهود والفاشر وكردفان ودارفور.. و..و… كان التلاميذ في بيوتهم، وإلا لكانوا في عداد الموتى، لأن البنيات التحتية لمدن وقرى بلادنا (صفر)..!!
* ولحين تأهيل المدارس والطرق وكل البنية التحتية (المنهارة)، ولحين تقوية الحُكم الولائي بحيث تصبح كل ولاية مسؤولة عن تقويمها الدراسي، لقد أحسنت وزارة التربية والتعليم عملاً بهذا التقويم المثالي (6سبتمبر/3مايو)، أشهر الخريف خارج التقويم .. ثم هي فترة دراسية مقدارها بالتقريب (176 يوماً دراسياً)، وتُعتبر قياساً بمنهج اليونسكو – لا تقل عن 159 يوماً دراسياً- فترة جيّدة .. شكراً لوزارة تعي ما تفعل، ويعمل المسؤول فيها بمهنية و(بلا تهريج )..!!