القصارف… الرعاة الرحل يستنجدون بحميدتي
تقرير : أنس عبد الرحمن
واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً بولاية القضارف ظلت دون اهتمام بالقضية التي تمثل أهم عمود وركيزة وداعم للاقتصاد القومي، فمشاكل الرعاة الرحل المتداخلة السهل الممتنع تترنح بين نفوذ الرأسمالية الزراعية وإهمال السلطان ليضيق الخناق على أصحاب الماشية وملاك الثروة الحيوانية والقطيع القومي تارة بتطويقهم وعدم السماح لهم بالنزول ومواشيهم بالأرض (البور) وأخرى بهواجس التعدي والاستزراع على المسار وهذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير فترحال الرعاة الممتد من أقاصي صعيد القضارف من الحدود السودانية الأثيوبية من محلية باسندة إلى الشرق الأدنى مروراً بغابة الفيل بمحلية الفشقة منها للبطانة ذات المرعى الطبيعى بات يمثل حجر عثرة للرعاة بسبب التعدي على المسار بالزراعة ومضايقات الرأسمالية الزراعية للرعاة المغلوبين على أمرهم ومشواراهم المضني ما بين البحث عن الكلأ والماء للثروة التي تمثل أحد أذرع الاقتصاد القومي، وبين شبح الغرامات الذي يطاردهم اينما نزلوا أو حلوا رغم التزام الرعاة بالمسار، إلا أن بسبب التعدي عليه والتعدي على الغابات بالزراع وجد الرعاة أنفسهم أمام كماشة لا يستطيعون الفكاك منها إلا بالمتابعة اللصيقة لجهات الاختصاص.
وكشف الرحل الفلاتة عن نفوق العشرات من الحيوانات بسبب أعراض الإسهال وزبد وانتفاخ بطن الحيوان واتهموا جهات الاختصاص بالتجاهل بعد أن تقدموا بإبلاغ إدارة الشؤون البيطرية بالمحلية والوزارة.
(الصيحة) التقت شيخ فريق الرعاة الرحل الشيخ موسى خليل إبراهيم يوسف بقرية كسيبة بمحلية باسندة الحدودية واستمعت لشكواهم وناشد الشيخ موسى الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي ووالي القضارف المكلف اللواء ركن نصر الدين عبد القيوم بالنظر لقضايا ومشاكل الرعاة الرحل وحل قضية الزراعة بالمسار الذي قال عنه نحن الرعاة ملتزمون به، وأضاف موسى قائلاً: الحظيرة ممنوعة والحدود بها تحركات الشفتة وغابات سرف سعيد وشاشينا وعزازة الصقورة وجزء كبير من غابة الفيل مزروعة ولجأنا للحكومة لتحل مشاكلنا والمضايقات التي نتعرض لها والغرامات خرافية، المبالغ التي تفرض على الرعاة من لجنة التلف التي وصفها بغير العادلة في كثير من الأحيان، وطالب الشيخ بضرورة توفير مياه للشرب للقطيع الحيواني على امتداد المسار وحماية المسار من الزراعة واعتبر الثروة الحيوانية التي يمتلكها الرحل قومية لابد من أن تحظى باهتمام الدولة ورعايتها لأنها تسهم بصورة مباشرة في جلب العملات الحرة، خاصة أن المنطقة تتمتع بأكثر من (100) ألف رأس من الماشية تحتاج لوفرة في المياه ومحطات للنزل والراحة لاستكمال المسير بحثاً عن المرعى والكلأ.
وأشار إلى أن النزل والمحطة أصبحت أزمة حقيقية يعاني منها الرعاة بسبب التعدي بالزراعة على المسار والغابات.
وأضاف: الزراعة حتى بالغابات والميعات فيما عدد الناشط الحقوقي مبارك يوسف صالح مشاكل الرحل في التزام المزارعين بعدم المساس بالمسار وتشكيل لجان التلف من جهات عدلية والأجهزة الأمنية ولجنة مختصة من النيابة ورجال الدين شخصيات محايدة وممثلين لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية ممن يحسن الظن بهم، وضمنت أمانتهم، وقال إن غرامات الرعاة بسبب التلف وصلت مبالغ خرافية من عشرة آلاف إلى (100) ألف وقال هي غرامات تخويفية للرعاة وطالب بخدمات بجانب خدمة الحيوان بتوفير الرعاية الصحية الأولية، التأمين الصحي والتعليم، وتوفير مياه الشرب، وطالب وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بضرورة إجراء دراسة حالة الرحل، وقال: بعض الرعاة الرحل يعملون بالأجرة عند الملاك، والآن البعض منهم يذهب لقطع السمسم، ونادى بزيادة اهتمام الحكومة بالقطيع القومي، وتخوف من تمكين المزارع على حساب الرعاة .