· نحن في حربٍ ضروس مع عدوٍّ لا يُرى، عدوٍّ مُخادعٍ يتطوّر.. هكذا صور سيد الأليزية “ماكرون”، حرب العالم غير المسبوقة، بل وغير المتكافئة، ضد فيروس صغير الوزن والحجم، عظيم الأثر والخطر.. أقام الدنيا ولم يقعدها لشهرين أو أكثر.. هذا الفيروس المُتطفِّل اللعين أحال حياة الناس في 137 بلداً إلى جحيمٍ لا يُطاق.
· نجح هذا الكائن الخرافي.. الذي لا يُسمعُ ولا يُرى، في وضع غالب سكان القارة الأوروبية، رهن الإقامة الجبرية بمنازلهم.. فزعاً وخوفاً من تسرُّب هذا المخلوق الحي الدقيق إلى أجسادهم والفتك بها.
· يقول ماكرون: أدعو الشعب الفرنسي إلى ملازمة البيوت وعدم الخروج إلا عند الضرورات القُصوى.
- ليس هذا فقط، بل لوّح الرئيس الفرنسي بالعصا لمن عصى قائلاً: أي شخص لا يحترم إجراءات الوقاية سيتعرّض لعقوبات صارمة.
· ثم يضيف: لقد قرّرنا نحن قادة أوروبا جميعاً إغلاق الحدود اليوم.
· لكن يبدو أنّ الحرب العالمية المُعلنة رسمياً ضد فيروس كورونا المُستجد، قد ألقت بظلالها على علاقات.. الولايات المتحدة والصين.
فقد أعربت الصين، عن بالغ غضبها من تصريح للرئيس ترمب، وصف فيه سلالة كورونا الجديدة بـ”الفيروس الصيني”، مما حدا بغين شوان المُتحدِّث باسم الخارجية الصينية القول: إن هذا التعليق يُشوِّه صورة الصين، ونحن غاضبون جداً بسببه ونرفضه بقوة.
وبالطبع يمثل هذا الخلاف صفحة جديدة في توتُّر العلاقات بين البلدين، الذي تصاعد من جديد على خلفية أزمة فيروس كورونا المُستجد، خَاصّةً بعد أن نشر أحد المتحدثين باسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، تغريدة باللغة الإنجليزية على حسابه في موقع “تويتر” قال فيها: “متى ظهر المرض في الولايات المتّحدة؟ كم عدد الناس الذين أُصيبوا؟ ما هي أسماء المُستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى ووهان.. تحلّوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أمريكا مُدينة لنا بتفسير”.
ورداً على هذا التصريح، استدعت الخارجية الأمريكية السفير الصيني لدى واشنطن، تسوي تسيانكاي، بسبب ما وصفته بـ”الحملة الوقحة لتضليل المعلومات”.
ولاحقاً، أعرب عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يانغ جيتشي، خلال محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عن رفض بكين القاطع لأيِّ مُحاولات أمريكية لتشويه سمعة الصين وتلطيخ جُهُودها في مكافحة فيروس كورونا، وأكد استعداد بلاده للتصدي للإجراءات الأمريكية.
- المُهم، فقد نجح هذا الفيروس الصغير في إشعال حربٍ من نوع آخر بين كبريات الدول، حرب سلاحها التخوين والتشكيك.. وإطلاق الاتّهامات والاتّهامات المُضادة، من هذا الطرف ضد ذاك، والعكس صحيح.
- وبحسب تعبير ماكرون، فإن حرباً مع عدوٍّ مُخادع يتطوّر، فَضْلاً عن أنّه لا يُرى، تصبح بحاجة إلى إعادة تعريف وتوصيف ونظر، تقرأ ما فعله وما سيفعله هذا المخلوق “كورونا” على ضوء إشارات هذا النص القرآني: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).