كورونا.. طرائف وقصص
الخرطوم.. عائشة الزاكي
اشتهرت بعض الشعوب بالطرفة والنكتة وسرعة البديهة، وفي ذلك قول مشهور يقول إذا ظهرت النكتة فى مجتمع ما فتأكد أن الفقر والحرمان اجتاحاه حد التخمة.. بالتالي لا يجد الفرد منهم سوى السخرية من الواقع المزري الذي يعيشه سوى تأليف الطرفة والنكتة الفورية لتقليل عبء ما يلاقيه من معاناة وعنت.
ولم تُعهد عن الشعب السوداني هذه الصفة من قبل، وإنما اشتهر بالصرامة والجدية وعدم الميل إلى الفكاهة وتداول النكات إلا نادراً، والملاحظ في الآونة الأخيرة تناوله النكات بشكل واسع، ولعل انتشار الطرفة في السودان يعود لكثير من الضغوط المعيشية التي يعانى منها مجتمعنا مؤخراً، من أجل التخفيف قليلاً من هذه المعاناة.
ولعل أبرز تلك النكات والطرف تتمثل فيما تداولته الوسائط الإلكترونية من صور ضاحكة عقب ظهور جائحة كورونا خلال الأيام الماضية، حيث أظهرت الكثيرين وهم يرتدون أقنعة مثيرة للضحك، على سبيل المثال الأشكال والألوان المختلفة من الكمامات حيث ترى أحدهم يضع (بصلة) على انفه وفمه، وآخر يضع (صفق العشر) فيما تجد رجلاً يرتدي (كورة ألمونيوم) ويضعها على وجهه في شكل قناع أو كمامة وغيرها من الصور المثيرة والمضحكة بالاضافة الى الصورة الطريفة التى تم تداولها بشكل واسع على شا شات الهواتف الذكية عبر كافة الوسائط الإلكترونية من واتساب، فيس بوك، وانستغرام، وتوتير، والتي تتمثل في شكل (كف مبسوطة) تظهر عليها آثار قلم حبر ومكتوب عليها في التعليق (دا من كثرة غسيل يده لمن ظهر عليها حبر بخرات امتحانات المرحلة المتوسطة)، وفي ذات الوقت تغير طريقة السلام بين المواطنين مع بعضهم، وانتشار الصلاة على النبي، وفي المناسبات الاجتماعية بين كل كرسي وآخر مسافة كبيرة والتوعية بالمعلومات عن المرض، إضافة إلى الصلاة بقصار السور، وترك مسافة بين المصلين، وهناك إحدى الروايات التي تقول: تم إلغاء حفل زفاف بسبب عطسة من أحد المعازيم، وقيل في ذلك (كل الحضور فكوا البيرق وقاموا جارين على بيوتهم).