الخرطوم- نجدة – أم بله
تصوير- محمد نور محكر
في بادرة تُعد الأولى من نوعها، حسب حديث الطاقم بالمركز، اقتحمت صحيفة (الصيحة) أمس الأحد، مركز الإيواء الوحيد بالخرطوم – شارع السيد عبد الرحمن والذي يَعُود للجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي، ويضم (14) طابقاً وعدداً كبيراً من الغُرف والأجنحة، ومركز الحجر يعتبر شراكة ما بين وزارة الصحة الاتحادية، والدعم مقدم من شركات القطاع الخاص.
عندما دلفنا صوب المبنى، أوقفنا عدد من أفراد الأمن خارج المبنى، لاحظنا أنّهم يرتدون الكمّامات والقفازات ووسائل الحماية، أفراد الأمن رفضوا السماح لنا بالدخول، إلا بعد اتصالنا بمدير المركز، في البوابة استقبلنا الطاقم العامل بالمركز المُكوّن من عددٍ من المُختصين في مجال الوبائيات, وطلبوا مِنّا “التّعقيم الكَامل ولبس الكمّامات والجونتيات”، ولبس العازل إضافةً إلى تعقيم الأيدي، ثُمّ دلفنا إلى داخل المبنى.. قابلنا مدير المركز د. مجاهد محمد حسن، الذي كان في عجالةٍ من أمره، ويرد على هاتفه الذي لم يصمت عن الرنين، واعتذر قائلاً: نحن بصدد استقبال وفد قادم مُكوّن من (3) أشخاص من إحدى الدول التي يتفشى فيها المرض.
أسباب الحجر
وقال د. مجاهد، إنّ المركز يضم المُخالطين لأشخاصٍ قادمين من دول منتشر بها المرض، حيث يتم تحويلهم من المطار مُباشرةً ووضعهم في الحجر، وهم حالياً في فترة الانتظار التي تمتد من (14 – 25) يوماً، وأردف أنّ هذا هو اليوم الثالث لمُباشرة المركز عمله, وأضاف مجاهد أن هذا هو المركز الوحيد بولاية الخرطوم، وأكّد عَدَم ظُهُور أيِّ أعراض تُشير لظهور “كورونا” على المعزولين, وقال إنّ المركز عبارة عن وسيط بين الاشتباه وبين مركز العزل، الذي يوجد بمستشفى الخرطوم, وكشف عن أن الموجودين بالمركز قادمون من دول مثل إيران وإسبانيا وإيطاليا، مُضيفاً أن المركز يضم عيادة بها أربعة أطباء وست مُمرضين، إلى جانب طاقم النظافة من (6) عاملات.
مُطالبة بالعزل
وكشف مجاهد أنّ هُنالك فرداً قريباً من الدرجة الأولى لأسرة المرحوم فيصل الياس موجود الآن بالمركز، وأنّ هنالك طلباً للعزل من بعض أفراد الأسرة للالتحاق بالمركز، إلا أنّهم لم يأتوا حتى مُنتصف نهار أمس, إلى جانب ذلك وجود عزلٍ لبعض الاصطاف الذي خالط المريض المُشتبه وفاته بـ”كوورونا” حسب حديث وزير الصحة، وأضاف مجاهد أنّ المركز تم تجهيزه قبل شهر من الآن لاستقبال الطلاب القادمين من مدينة “ووهان” الصينية, وقال إن التجهيز تم من قبل وزارة الصحة، إضافة إلى دعم من بعض الشركات الخاصّة مثل شركة دال للمواد الغذائية وشركة كوفتي، إلى جانب شركة جياد الصناعية والتي تقدم الدعم اللوجستي للمركز .
مخالطون وافدون
وعندما هممنا بمغادرة مبنى الضمان الاجتماعي، قابلنا الإسعاف المركزي لوزارة الصحة الاتحادية قادماً من مطار الخرطوم الدولي والذي يقل (3) أفراد قادمين من إحدى الدول الموبوءة، ولاحظنا أنهم بدوا بصورة طبيعية ولا تظهر عليهم علامات القلق والخوف، وعند وصولهم مُباشرةً هموا بالتقاط الصور للمبنى من الخارج, ليحملوا حقائبهم ودلفوا إلى داخل المركز.
“كورونا” بالسودان
وعند سؤالنا للدكتور عن حقيقة وصول “كورونا” إلى السودان، قال إنه من الناحية العلمية وبحسب قناعته الشخصية بأن الفيروس الآن داخل السودان، وأرجع ذلك إلى الحدود المفتوحة خلال الفترة الماضية، وعزا عدم ظهور الأعراض على الأشخاص ربما يعود لفترة حضانة الفيروس والتي تمتد إلى (21) يوماً حسب (الاستاندر) العالمي، إلى جانب اختلاف درجة المناعة من شخصٍ لآخر.
جاهزية المعامل
وكشف المُختص في الأوبئة بالمركز عثمان ماكن أن هنالك (3) معامل بالسودان مُجهّزة لفحص “كورونا”، مقراً بأن نظام المعامل في السودان ضعيفٌ من حيث درجة الاختصاص لأمراض الأوبئة، إلا أن المعمل المركزي “استاك” مُجهّز ويعطي نتائج دقيقة، وهنالك مَعملٌ آخر ببورتسودان، ونبّه إلى أن الطريقة الأفضل في حالة الشُّعور بالأعراض بأن يعزل الشخص نفسه بالمنزل ثم الاتصال بأقرب مركز صحي.
توفير الأجهزة
وفي جولة لفريق (الصيحة) داخل المبنى، كشفت عن تهيئة المبنى وهو معد بصورة جيدة لاستقبال (200) شخص ومُجهّز من حيث وسائل الراحة, وهنالك درجة استنفار عالية من قبل التيم العامل بالمركز، والغُرف مُجهّزة بعدد سرير واحد وحمام لشخص واحدٍ، وهنالك ثلاجة تحتوي على المياه الصحية والعصائر التي تحتوي على فايتمين سي والذي يعد ضرورياً لرفع درجة المناعة للمعزولين, وتم تخصيص أجنحة خاصة للقادمين من دولة واحدة, وعند مُقالبتنا للطاقم الطبي، الذي أكد توفير وسائل الإسعاف والمُستلزمات الطبية, عبّروا عن عدم تخوفهم من ظهور أيّ أعراض عليهم، مُؤكِّدين أن الأوضاع مازالت مُستقرّة ولم تظهر أي بوادر أعراض على المعزولين، ولم يتم تحويل أي حالة لمركز العزل بمستشفى الخرطوم.
اعتذار الوزارة
فيما اعتذر مدير الأوبئة بوزارة الصحة الاتحادية د. بابكر المقبول، عن الإجابة على سؤال (الصيحة) عن مواقع أخرى للحجر الصحي ومدى جاهزيتها وعدد الأشخاص التي تستقبلها تلك المراكز، إلا أنه اعتذر عن الحديث، وقال إن هناك إضافات عليها، وإنه يتأهب للدخول في اجتماع مُوسّعٍ مع وزير الصحة.